فلسفة التعليم فى مصر فى مصر الحديثة
ظهر الاتجاه العلمى الواقعى (الفلسفة الواقعية )  فى التربية وذلك سعيا الى ان يصبح للتربية دور فعال فى تطوير المجتمع ودفعة نحو الحضارة المعاصرة وتوظيف المعرفة لخدمة واقعهم ومستقبل حياتهم  وتدعم هذا الاتجاه بفعل سيادة المنهج العلمى والاعتماد على التعليم كطريق للتنوير وتحديث المجتمع
  وتأثر كثير من المربين فى مصر بهذا الفكر أمثال ( رفاعه الطهطاوى - محمد عبده - قاسم امين -زكى مبارك - احمد لطفى السيد )  كما تأثروا بما يجرى فى أوربا من أساليب ونظم تربوية تستهدف تنمية المجتمع وتطوير مؤسساته وكان إسماعيل القبانى متأثرا بالبراجماتية الأمريكية بصفة خاصة ويعد رائد  الاتجاه العلمى الواقعي
فى وقتنا الحالى
تأثر التعليم فى مصر منذ عقود طويلة وحتى وقتنا هذا  بالفلسفة المثالية فواضح جدا  الاهتمام الكبير بالجوانب العقلية  والمعرفية فى كل مراحل التعليم
  فمنذ البداية نبدأ بتعليم القراءة والكتابة فى السنوات الأولى مع إهمال لجوانب النشاط الترويحى والاجتماعي والفنى
  معيار النجاح عندنا هو التفوق المعرفى والعقلى
  مظاهر الضبط  وقواعد النظام والعقاب البدنى المستخدم فى كثير من مدارسنا
  الأولويات  للتعليم الأكاديمي على التعليم الفنى على أساس الفلسفة المثالية ان هناك تلاميذ من طبقات اجتماعية اقل لا يصلحون للدراسة الأكاديمية ويوجهون إلى الدراسة الفنية
وبصفة عامة  
  التعليم فى مصر يعتمد الى حد كبير على الطبقية فالطبقة القادرة اجتماعيا وعقليا  يكون لها فى الغالب التفوق والاستمرارية نتيجة التشجيع والدفع حيث أنهم يتمتعون بأمكانات اقتصادية ومستويات اجتماعية أفضل بكثير من طلاب التعليم الفني .
  اصبح التعليم حجر الزاوية فى هذه المرحلة التى تستوجب توحيد الجهود لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية فى مختلف المراحل التعليمية

  ومن استعرضنا السريع للفلسفات الثلاثة  وفلسفة التعليم فى مصر نستخلص القول اننا نعيش فى مجتمع وعصر يعانى من التحديات والمتغيرات التى  تستوجب للتنمية والتربية خلفية فلسفية وسياسة عامة تتفق والتصور الأسلامى مع الاخذ فى الاعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية وان تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبى حاجة الإنسان الى النمو الشخصي والاجتماعي والوعي  والمشاركة والفكر النقدي والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون ضرر بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية

  وعلى  ذلك فيجب علينا ان نتبنى فلسفه خاصة بمجتمعنا تجمع بين الآصال والحداثة وعلى الفلسفة فى المجتمع الخاص بنا ان تبتكر المعادلة المقنعة للفرد والمفيدة للمجتمع للجمع بين القديم والحديث فى أطار خصوصية الثقافة العربية والإسلامية  وضرورات العمل والتفاعل والعيش مع الآخرين مهما كانت حضارتهم وعقائدهم  وارانهم ومذاهبهم فالعالم ينمو كقرية كونية واحدة سكانها الجميع فلسنا وحدنا نعيش فى الكون  وعليه فعلينا ان نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب الثورة المعلوماتية ومن يفقد فى هذا السباق العلمى والمعلوماتى مكانته سيفقد إرادته

  لذا  لابد ان نفكر بطريقة كونية ونتصرف بطريقة محلية  ان هذا الأمر  يتحتم معه مواجهه هذه التحديات والتعامل مع معطياته حتى يمكن لأبنائنا ان يتسلحوا بلغات العصر الجديد ومفاهيمه والياته بالقدر الذى يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر واحترام الوقت واستثماره والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة.

المصدر: بحث شخصى
  • Currently 227/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
77 تصويتات / 6975 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2010 بواسطة doblomtegara

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

30,717