رابطة الياسمين الدمشقي للأدب والفكر

من  ( معلقة هجرة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم ) :

 

عليكَ سلامُ الله يا خيرَ مُرسَلِ

تُعلّمُ  أهلَ  الأرض معنى التَّجَمُّلِ

 

صبرتَ على المكروهِ حتى تقطّعتْ

بصاحبها الاسبابُ إلّا من  العلي

 

صدَعْتَ بأمرِ  اللهِ  لم تخشَ فاتكاً

فأدركَ  من والاكَ  صدقَ  التّوَكُّلِ

 

فكم كادَ  أهلُ البغيِ فارتدّ كيدُهم

إلى نحرهم والبغيُ مُرُّ  التّحمُّلِ

 

تقطّعت الأرحامُ  وصلاً  لحقدهم

وأشداقُهم  مشغولةٌ    بالتّعلُّلِ

 

يُحَلّلُ  فيها  كُلّ  أمرٍ   مُحَرّمٍ

وحُرِّمَ  فيها كلُّ  أمرٍ  مُحلّلِ

 

وعُذّبَ  فيها كلُّ من  دان بالهدى

فهم  بين مكدودٍ بها  ومُكَبّلِ

 

فهذا بلالٌ قد توطّنَ      صدرُهُ

على الصّخرِ والسّوطِ البغيض المذيّلِ

 

وغار سنانُ الغدرِ في صدر ياسرٍ

وفي زوجهِ قد قرّ أشأمُ  مُنْصُلِ

 

وما بدّل الأصحابُ قولاً ولا رضُوا

بأسبابِ  عيشٍ   ناعمٍ مُتَبَذَّلِ

 

فكيف وفيهم ذو الفداء يرودُهم

إلى  نعمةِ  الدّاريْنِ يا طيبَ منزلِ

 

رأَوْا في ذَرَى الأحباشِ عدلاً ولم يروْا

بقومهمُ  إلّا  الشّقاءِ     المُعَجّلِ

 

وراح رسولُ اللهِ للطائفِ  التي

رمتْهُ  على عَمرِو الجَهولِ بأجهلِ

 

يحاكون أصنامَ  الجدودِ سفاهةً

وما هم  من  الأصنامِ سفها بأمثلِ

 

تضيقُ على أهلِ الفلاحِ   ديارهم

فتلفظهم  في  كلّ شِعبٍ  مُعطّلِ

 

وما الذّنبُ إلّا أنّ  شأنَ   محمّدٍ

علا  بينهم  بالبعثِ في كلّ محفلِ

 

وما حفظوا عهداً إلى أنْ تفضّحت

مقالتُهم من  بعد طولِ التقوُّلِ

 

فراح دقيقُ النّملِ يأكلُ  عهدَهم

ولم  يبقَ  غيرُ اسم الإله بمعزِلِ

 

أرقُّ  دوابِّ  الأرضِ تُعجزُ بطشهُم

وخابَ بما يرجوه  سعيُ المؤَمِّلِ

 

البقيّةُ تأتي إن  شاء الله

 

شاعر المعلمين العرب

حسن كنعان/ أبو بلال

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 13 سبتمبر 2018 بواسطة dmo3alyasmin
dmo3alyasmin
»

زياد

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,748