إلى عيون فلسطين :
صُبّي ليَ الخمرَ من عينيك واسقيني
ما زال حُبُّكِ يسري في شراييني
مازال طيفكِ يا حوراءُ يُؤنسني
في غُربةِ القهرِ. أنّى رُحتُ يأتيني
وكم تمادى عليّ الحاقدون أذىً
كأنّني هنتُ في ضادي وفي ديني
رُغمَ الفحيح. سأحيا يعرُبيَّ هوىً
ونبضُ قلبيَ في حُبّي فلسطيني
ماذا أقولُ وساحاتُ الفدا شهدتْ
أنّا الذين حملنا جمرةَ الدّينِ
هذا الثرى اليعربيُّ الحُرُّ كم رجعت
عنهُ الغزاةُ ولم تظفرْ بتمكينِ
شعبٌ أصيلٌ هو الجبّارُ ما حُنيت
في عين جالوتَ هاماتٌ وحِطّينِ
قُلْ لي بربّكَ يا تاريخُ كم هُدِمتْ.
من فوقِ أرضيَ أوكارُ الشياطينِ
ظنّ اليهودُ بأنّ الأرضَ خاليةٌ
حتى أتوها فغاصوا ثَمَّ في الطّينِ
فهذه القدسُ تغلي لا تُهادنُهم
أُمّاً الخليلُ فأبطالُ الميادينِ
وقد تلاقت جبالُ النار تقذفُهمْ
بكلّ قاتلةٍ ثأراً فتشفيني
كُمّت مدافعنا أم غاب فأرسها
وأسلمَ القومَ رشّاشاً بسكّين
نحن. الذين رأى التاريخُ سطوتنا
فراحَ يصرُخُ هذا الشعبُ يكفيني
أشبالنا أطهرُ الأرحامِ تنسلُهم
وفي يديهم سلاحُ الحقّ والدّينِ
ما زلتِ يا قدسُ. رُغمَ القهر قبلتنا
من أجل عينيكِ خُضنا ألف حِطّينِِ
لا لن يطولَ بنا يومُ اللقاء على
شطآنِ يافا وفي أحراش جنينِ
بنفسيَ اليومَ أفدي كلّ من حملت
وأنجبت للّقا جيش الميامينِ
باقون في أرضنا موتوا بغيظكُمُ
نُزَيّنُ الأرضَ كالزيتونِ والتينِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / ابو بلال