.. قَلمُها ..
عنْ أيِّ أسرارِ البروقِ أُسائلُه؟
تختالُ من رَخْصِ البَنانِ مخَايِلُهْ!
يرْتادُ آفَاقَ القُلوبِ سحَائباً
تَهْمِي جَمالاً مَا تَسِحُّ خمائلُهْ
من كلِّ سحْرٍ في المِدادِ يذيبُه
راقٍ، تَرَقْرَقُ بالنَّضَارِ جداولُهْ
يَخْضَرُّ بالنُّعْمَى مَدارُ فُصولِهِ
وتُعَسْجِدُ الدّهرَ الجَدِيبَ سنابلُهْ
فالشّمسُ وسُنَىْ لا تَوَقَّدُ في ضُحَىً
إنْ لَمْ تَجُدْهَا بالسَّناءِ أصائِلُهْ
يَرْنو إلى صُحْفِ القلوبِ رحَيْقُهُ
فتَمُدُّ خَدَّا بالوَجِيبِ تغازِلُهْ
تمْتَارُ غُلْمَتَهُ السُّطُورُ وتَلْتَظِي
وَلَهَاً عَلَيهِ والعُقولُ تواصِلُهْ
تَنْسَلُّ ما بينَ الغِوَايةِ والهدُى
مِنْهُ إلى العَرَّافِ -عنهُ- تجادِلُهْ
أَعَرَفْتَ شيئاً!؟... ما عَرفْتُ لِأَنَّهُ:
تَشْدُو بِدَوْحٍ مِنْ نُهُاهُ عَنَادِلُهْ!
ويَثُورُ بُركانٌ وَيْخْمدُ آخرٌ
وتَمُورُ في لُجَجِ البيانِ زلازلُهْ
وتغُورُ أنْجُمُهُ... ويسْطعُ نَيزكٌ
تعدُو على ذئبِ الظِّبَاءِ أيَائلُهْ
وتنَهَّدَ العرافُ... بعضَ نزيفِهِ:
لا نَالَ أسْبَابَ المَسَرَّة نائلُهْ
يا نافِثاً أَرَقَ الحروفِ سُلَافَةً
حَتَّامَ تُرْجِفُ بالسؤالِ تُخَاتلُهْ!؟
وعَلامَ يضْطَرِمُ اليَراعُ فَيَكْتَوِي؟
قَلْبَاً عَيِيْاً لا تَقِرُّ بلابلُهْ!
تحدوهُ للترْحَالِ غَمْزَةُ نجْمَةٍ
مْنْ رَادَ أفْقَاً ما ثَنَتْهُ غوائلُهْ
لاتَسْألِ الغوَّاصَ عنْ غَرَقٍ فما
أغْنَتْ عنِ البحرِ اللُّجَاجِ سواحلُهْ...
_________________
خالد الخليف
الشام - ٢٠١٨/٦/٢٢