أسطورةُ شعب :
يا عاصف الشوقِ قد ضاقتْ حنايانا
والموتُ يرصدُنا من قبلِ لقيانا
وكلّما امتدّ فينا العمرُ نحسبُهُ
أماتنا الشّوقُ مراتٍ و أحيانا
لا يحبسُ الأملَ المبعوثَ في دمنا
إلّا خؤونٌ بدا في القومِ شيطانا
رانت على القاعِ ما عاشوا مفاسدُهم
فأورثونا بها همّاً وأحزانا
همُ الثعابين لا تُرجى منافعهم
وهل نُرجّي نوالَ الشهدِ ثعبانا
لهفي على القدس في البلدان دُرّتها
يغتالها عربُ الدّولارِ خذلانا
تكالبَ العجمُ الأغرابُ واستهموا
على الضحيّة غرباناً وذُؤبانا
أمّا الغيارى فماتوا دون غايتهم
وغارقٌ في وحولِ الذّلِّ أخزانا
ريحُ البغايا بها فاحت أسرّتُهم
والعُهرُ صار لهم في النّاسِ عنوانا
الساكتون أضاعَ الحقَّ جُبنُهمُ
قد اسلموا الأرض للمحتلّ نشوانا
في كلّ عصرٍ أ( بلفورٌ ) وفاجعةٌ
تغتالُ من بيننا بالغدر مسرانا
والأفعوانُ يفُحّ السّمَّ في عربٍ
أعطوْهُ ما لم يكن في بالِ ( مولانا)
فاهنأ ( تِرامبُ) حباكَ اللهُ من تخذوا
من صفقةِ القرنِ عُذراً هدّ أركانا
أين الرّجالُ وأرضُ العُربِ مغنمةٌ
وهل يخافُ ذوو الأحقادِ خِصيانا
يا ويحَ من أرهقتنا عنتريتُهُ
حتى إذا ما التقى الجمعان عرّانا
ما زالَ في السّاحِ من تحمى أُنوفُهمُ
بعزّةِ الدّين آساداً وعُقبانا
وكلّما صاح داعي الحربِ أين هُمُ؟
هبّوا إليها زُرافاتٍ وَوِحدانا
إنّ المعاركَ للأحرارِ مُرتبعٌ
للمجد يحميهِ موتانا وأسرانا
لا يَرجعُ الحقُّ إلّا بالدّماءِ ولا
يُردُّ حقٌّ طواه الظّلمُ أزمانا
أطفالنا سطّروا للبذلِ ملحمةً
والصّخرُ في كفّ طفلٍ فاض تبيانا
للهِ درّكَ ! من شعبٍ غدا مثلاً
طفلاً وشيخاً وأُمّاتٍ وشُبّانا
بهم فلسطين ُ تزهو رغم محنتها
وهم شُعاعٌ سيجلو ليلَ أقصانا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال