.. لا يُقالُ ولا يُسَرّ ..
رفقاً بأسماعِ البَشَرْ
لا تلمسي هذا الوَتَرْ
وهَبِي نشيدَك للنسيمِ
يمسُّ أجفانَ السّحَرْ
فإذا تولّى هارباً
من غيظِ أوراقِ الشجرْ
فقِفِيْهِ كي تتعطَّري
بشذاهُ من قبلِ السفَرْ
واستمْطِري أنداءَهُ
كأساٌ بأكمامِ الزَّهَرْ
وتعلقي أهدابَهُ 
حلماً على مدِّ النّظَرْ
وتحجَّبِي بسحابةٍ
وتبسَّمي مثلَ القَمَر
ولترسِلِي طَرَفَ الإزارِ
على الرمالِ فلا وَزَرْ
فإذا النجومُ تجاذَبَتْ
مالا يُقَالُ ولا يُسَرْ
خلّي الكواكبَ سجداً
كفارةَ السهْدِ السّمَرْ 
ودَعِي البحارَ رواكداً
مرآةَ آلافِ الدّرَرْ
وثِبِي كأشقى موجةٍ
لا تستقرُّ على وَطَرْ
وتوشّحِي ورعَ المزونِ 
وسَلْسِلِي تقوى النّهَرْ
و تورَّدي نزْفَ الكرومِ
بما يُقِيتُ ويُعْتَصَرْ
فوراءَ هذا العنفوانِ
عوالَمٌ لا تخْتَصَرْ
معنىً تُجَنُّ به الحروفُ
فتنْثَني لا تُدَّكَرْ
ومقاصدٌ لا ترْعَوِيْ
تَهْمِي بمختلفِ الصّوَرْ
ولوافِحٌ في البالِ
تُذْكِي فيه نيرانَ الفِكَرْ
فَالْهِيْ بكلِّ معَازِفِي
وتجنَّبِي هذا الوَتَرْ
____________________
خالد الخليف 
الشام.- ٢٠١٨/١/٢٣