اخترت لكم من ديواني (إمرأة من ضوء) هذه القصيدة:-
طلبت مني الممرضة المصرية الذهاب معها إلي منزلها حتي يتم تجهيز الجثمان ويأتي موعد رجوعي إلى بلدي فذهبت معها عرفتي على زوجها (سيد)وأبنها(محمد) وزوجة أبنها وحفيدها (سامر)الرضيع وطلبت من زوجة أبنها أن تقوم برضاعة أبني اليتيم مع حفيدها فوافقت بعد موافقتي .. وفي المساء ذهبت إلى المستشفى وجلست أمام التابوت وقلت لزوجتي هذه الأبيات:-
[★]{ سأبكيك }[★]
راعني يوم فقدها رغم مأبي//من جرح الحياة هول المصاب.
وكأن الخطوب حين توالت//لم تقف مرة على غير بابي.
روعتني فيها فأدمت فؤادي//وجفوني والهبت أعصابي.
خلفتني طيفا شريدا مع اليأس//وقلبي مابين ظفر وناب.
وطغى الوجد بي فأنكرت//أن أقبل فيها العزاء وأي احتساب.
فهي عمري الذي افتديت مناه//ورؤأه وفرحتي واكتئابي.
وهي عزمي محردا لليالي//والتقاليد واقتحام الصعاب.
وهي نور الإله يسكب في//دربي ضياه فتستبين شعابي.
كيف تمضي عن الحياة وأبقى//وهي روحي مجسدا وصوابي.
لم أبقى؟فلم يعد لوجودي//غاية تستفزني للطلاب.
لم أبقى ولم أعد غير جسم//من تراب يسير فوق التراب.
حطمتني فما دريت من المبكي//منا شبابها أم شبابي.
يا ابتسام الدموع في درب أيامي//وياومضة الأماني الخوابي.
يارجائي ألم يعد لي رجاء//بح صوتي ولم تردي جوابي.
يا مثالية الوفاء أتنسين //وفائي أترضين اعترابي.
أولا تذكرين كيف تحدينا//الليالي وخسة المعتاب.
كم تلفحت بالحياء وبددت//الخرافات من وراء الحجاب.
وتلفت لي فصنت شبابي//وبعثت الإيمان يحدو ركابي.
هكذا كنت تقهرين التقاليد//عجافا بعزمك الخلاب.
أولا تذكرين كيف ابتنينا عشنا//بين ضجة واصطحاب.
وشغلت الحياة مني فلا//أخشى زماني ولا أمل رحابي.
أو بعد انتصارنا وتساقينا//كؤوسا من الحنان المذاب.
أو بعد الشفاء من جرحنا الدامي//ومما دهاك من أو صأب.
تلفظين الأنفاس بين ذراعي//وأبقى في وحشة واضطراب.
وأعاني مع احتراب زماني//غربة الروح والهوى والشباب.
فسابكيك ماحييت وفاء//لعهودي ولن يكف انتحابي.
***************
وللقصة بقية .. ولكم حرية التعليق .!!!
علي محمد صالخ .. بنغازي - ليبيا .
