رابطة الياسمين الدمشقي للأدب والفكر

نادتك روحي وفي النداء عَبْرة
تشكو صبابة قوضت أضلعي
وروحي زهرة إن راج عطرها؛
نشرت بطِيبها وَجْداً على ما فاتها
وقلبي المدنف ، مُعمِّرٌ
كالنخل
كالسنديان
كالقصيد الذي خُطّ من دم الشهداء
من أبحرِ أوطان محتلة
كالكون يغدو مداه حين اللُقا
وحينما يأفُل الحبيب ؛ يضيق
ويستحضر النبض ترنيمة ناي
وترتيل عود
ومرثية المتنبي
(الحزن يقلق والتجمل يردع
والدمع بينهما عصي طيّع)

يتلاشى العمر من الأمس سراباً
فما نفع الغد إذ جئتُني من دونه؟
حسبي على النوًى
على حب جرّعه مُرّ الجوى
ما ضره لو أنه أنصف لهفي؟
فما باع حبي بل اشترى
ما ضر التلاقي إذا كحل العينينِ بمرآه؟
رباه ما إثمي ؟
إنه الحب ، أنت زارعه
فكيف بأمر الفؤاد أتحكم
أحتسب الصبر ، سلواناً أتشربه
وبسياط الشوق كل برهة أجلد
ويميد الحنين بأيام خلت منه
وما خلا العقل من ذكراه
يستعرض صوراً في خيالات
وبعض الذكرى شوك لِدرب كنا قد سلكناه
بعُقدة اليدين
بتشابك الفكريّن
بتركيبة الضدين
بتناحر العاشقين
منفية من الحاضر بقاياي
منفية خُطانا من تلك الدرب
جمعتُ القصائد -وحدي- من رابية الكمد
في سلل الورق المتكدر
وحملت عناقيدَ من الرجا
بِكَفي المتعبة ورصفتها بالأمل
وشئتُ
وشئتَ
ومشيئتك يا ربِّ تعلو قدرة الخلقِ
لا سطوة لي على القدر لأحيد مجراه
ولا على القلب لأغترف منه الشعور
هي المودة تورثها لزوجين اثنين
تحابا ألفة
وقد يكونا سُكنا
هذي يدي ، نحوك ، بسطتها
وبتبتل دعوة رفعتها
لعليائك نحا لحظي
وتوسدت العينان كاعب غيمة
تحنو عليهما بمدد من لطف العَبَر
فالدمع وارته ،خلفها، الأجفان
لعل الأحداق ،من بعده، تستحيل البصر
إلهي
هاك روحي
هيئ لها مرقدا فقد أضناها المنأى
وشاهدا لفؤاد تلظى غيرة
فقد أعياه من حبه الإعياء
هي الروح نذرت نقاءها
لحبيب ، قلبه اتسع لحسناوات كَحَبِّ الرمان
ونقلّه كيفما شئت بينهن
إلا روحه ، سخرها بدءاً وانتهاء بروحي
ناجاك كَلَمي خاشعا
باسطاً وجده
شارحاً ألمه
وروحي من الآثام وجِلَة خجلى
فهل الحب من الرزايا ، رباه ؟
فإن كان قبح الوِقْر من قلبي ؛
فأقِلْه من كل قبح
عفوك فوق إدراك المدى
هو الدرب إليك هيّن
فهل يفيء العبد الآبق إلا إلى مولاه؟
مغفرة إن زلت عباراتي عن مقاصدها
مقصد النوايا لا تخفيك
ولست عنك أخفيها
(امنن علي تكرما) بلحظة ألقاه
ثم اقبض -من بعد ذلك- إليك روحي
فالشوق ذبح مهجتي وحشاشتي
واستباح من العقل ما استباح
ما قيس وما عنترة قد جُنا شبه جنوني
وما زليخة بلغت بتوقها منتهاه
كما روحي ، في ذروة العشق
وا قلباه
وا فؤاداه
صداي يؤذن فيهما أنْ
حي على الحب
حي على اللقاء
على الوصل.

✍رهام حلبي
سوريا/حلب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 241 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2018 بواسطة dmo3alyasmin
dmo3alyasmin
»

زياد

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,148