ومن ذكريات موط التي ذكرتني بها وفاة الحاج جمعة احمد عمر تركي يوم رجوع والده الحاج احمد من العملية من القاهرة
وكان الحاج سافر القاهرة لعمل عملية وكانت عادة اهل موط لما واحد يمرض ويسافر كل البلد تعرف وتسأل عن أخباره ولما يرجع كل البلد تروح تسلم عليه
فلما رجع اولاده عملوا له ليلة أمام البيت بشارع 23 يوليو خصوصا وابنه المعلم فاروق الحلاق كان مغرما باحياء الأفراح بالاناشيد هو وبعض الشباب بعضهم بالطبلة والحاج عامر بالزمر البوص والحلو بأناشيده ع الشلب العربي استنى ياعم الريس لما البس خالاجاي وبعد ما ينتهي يحيوه بأغنية الحلو نايم نايم ليه صحوه م النايم نايم ليه؟
أقيمت الليلة وحضرها عدد كبير وفي أثنائها ظهر الحاج احمد على سلم البيت النازل الى الشارع ليطل على الحاضرين فحياه الناس فأخذ يقول زجلا يحكي به اجراء العملية احفظ منه:  ولما اخدوني ع العملية وركبوني العربية ....الخ وكان هذا ابداعا من مثل الحاج وقد ورث عنه الابداع ابنه الحاج فرج عمار فهو أول من أدخل المرجيحة الى الداخلة كلها سنة 1976 صنعها هو فهو لحام فنان مبدع  
وفي آخرالليلة صفت على بعض المغرمين بالافراح مثل الحاج محمود منصور السويسي رحمه الله فتجمعوا وأخذوا ينشدون : له دليل .. له دليل سهر الليالي .. له دليل
هذا المقطع يقولونه جماعيا ثم يدخل واحد حسب دوره ويقول مقطعا شعريا أو نشيدا فاذا انتهى منه ختمه بقوله:  ليه دليل فردوا عليه جماعيا: له دليل سهر الليالي  ..الخ
وقد حضرت هذا النشيد رغم اني كنت في اولى ثانوي فقد وجدت فيه متعة أدبية وعجبت من ارتجالهم الزجل رغم أميتهم فرتبت في ذهني مقطعا يقول: يالله بقا ياجندينا يالله بقا حارب وهات رجع لنا أراضينا من سبعة وستين  وفات .. له دليل غير أني لم أتجرأ على قوله وسط هؤلاء الكبار
كانت أياما جميلة تتسم بالعفوية والحب والفطرة السليمة والنس على سجيتها
ربنا يرحم الجميع ويرحمنا معهم  ويجمعنا في الجنة