بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
.
وقفة مع بذرة!
.
إذا بدأت بإسم الله سبحانه وتعالى، فوضعت بذرة أو بذور في إصيص مملوء بالطين الداكن، ثم عاهدت بذورك بِرَيِّها بالماء، سوف تجد بعد عدة أسابيع قليلة أن التربة وكأن فيها شق يسمح لساق صغيرة أن تخرج منها، وهذه الساق الخضراء القصيرة تحمل أوراقا إلا أنها وجدت لها طريقا للحياة في هذا الشق الذي في التربة لكي تخرج وتنمو.. فمن الذي شق لها هذه التربة؟ ومن الذي جعلها تنمو وتشب وتستنشق عبير الحياة؟
هو الله سبحانه وتعالى ولا أحد سواه ولا أحد معه
.
سوف تقول في كل خطوة وفي كل مرحلة تتطور فيها البذرة: سبحان الله العظيم- آمنت بالله، فلا يمكن أبدا أن تكون لنا قدرة في أن نجعلها تنمو لأنك لم تفعل سوى أن وضعتها في الإصيص وسقيتها ثم تركتها وشأنها، فهي تنمو بإذن خالقها وبأمره لها
.
فالبذرة وحدها لا تستطيع أن تنمو وتشق الأرض لتخرج منها، والأرض وحدها لا يمكنها أن تنشق من أجل البذرة الصغيرة، والمياه وحدها لا تستطيع أن تجعل أغلفة البذرة تنشق لكي تتفاعل مع مكوناتها فيخرج نبات جديد... كل هذه العوامل حتى وإن اجتمعت لا يمكنها أن تسير وحدها، فهي لا تسير إلا بأمر خالقها سبحانه وتعالى الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
.
الكاف والنون علم واسع... وقدرة إله على كل شيء قدير... علم عليم وقدرة قدير.. سبحان الله العظيم
.
هيأ الله سبحانه وتعالى لهذه البذور التربة والمياه والشمس والهواء، وهيأ لها من يبذرها ويعتني بها، وهيأ لها من عوامل الطبيعية التي تندرج تحت علوم الأرض والفيزياء والأحياء وغيرها من العلوم لكي تكون الحياة بأمر الله سبحانه وتعالى
إذن، فأمر الله سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بعلم قويم وواسع.. فالعظيم سبحانه وتعالى حق عليه أن يكون كل خلقه وكل أموره في خلقه وفي مساراتهم بعلمه الواسع.. لذلك كانت قيمة العلم النافع قيمة كبيرة.
.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا." نوح17
ويقول الله جل وعلا: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ." طه55
.
دورة حياة جعلها الله سبحانه وتعالى بين الإنسان والأرض.. بين خلق وإنبات، ثم عودة إليها، ثم خروج آخر منها يوم الدين.. سبحان الله العظيم
.
ولذلك كان أيضا هذا من أسباب ارتباط الإنسان بالأرض الذي خلقه الله سبحانه وتعالى منها.. سواء كل الأرض أو الأرض الوطن التي يحيا عليها أو حتى الأرض التي يحب زيارتها
فالأرض جعلها الله سبحانه وتعالى للإنسان وسخرها له بكل ما فيها لكي يستفيد منها ويحافظ عليها ويدافع عنها
.
#نحو_رضا_الله_نسعى
#علم_نافع
.
داليا السيد