‎
د. غالب القرالة:
الهيام والحنين في الشعر العربي :
الشعراء :
د.رائد اسماعيل 
عامر زردة 
خديجة احمد قرشي 
صفية الدغيم 
سميرة بن حسن 
سكينة صادق 
ثريا الفنوري 
الصقر العراقي
- هناك الهيام والحنين والشوق والوجد والضنى والزفرات والانات والشجن والشجو والاعوال والانين والفرقة والبعد والياس والموت والنحيل والهجر واللوم والعتاب والدمع والسهاد والنجوم والليل والسحر والرقى والطب والشامتون والواشون والرقباء وغير ذلك مما لاتكاد تخلو قصيدة لهؤلاء الشعراء من طائفة كبيرة منها وهي في احتشوها وتتابعها وتكدرها تقوم عندهم مقام التشبيهات والصور المجازية فتجسم الاحساس والانفعال والعاطفة بالحاحها المتصل على الحديث عنها .وليست هذه الالفاظ جديدة على الشعر العربي فلها نظائر في الشعر الجاهلي والاسلامي وفي شعر الامويين كم غير العذرين لكن حسن اختيار العذرين بها واحياء بعضها بما لم يكن شائعا من قبل واسقاط ماكان من الفاظ ذلك المجال العاطفي غير ملائم لايقاع الحياة الجديدة وذوقها اللغوي وحسها الموسيقي ثم بناء عبارتهم الشعرية من تلك الالفاظ المختارة في انسياب واضح نابع من بساطة تلك الالفاظ وعصريتها جعل من لغتهم الشعرية ظاهرة لغوية وفنية جديدة تميز شعرهم عما سبقه وعاصره .ويبث هؤلاء الشعراء في الفاظهم من الحرارة واللوعة مايجعلها تبدو وكانها صياغة جديدة غير معهودة في الشعر القديم ذلك لان الشاعر لايخرج من ان يكشف عن كل ما يعتلج في باطنه من حرقة او يثقلها من ياس وهكذا تتخد صيغ الندبة والنداء في شعرهم وضعا جديدا وتكتسب القلوب الاكباد قدرات جديدة على الرمز والايحاء :
فواحسرتا ان حيل بيني وبينها وياحين نفسي كيف فيك تحين
فياحسرتا من اشبه الياس بالفنى وان لم يكونا عندنا بسواء
فويلي على العذال ما يتركني بغمي اما في لين لبيب ؟
فوا كبدا من حب من لايحبني ومن زفرات مالهن فناء
فياكبدا اخشى عليها وانها مخافة هضبات اللوى لخفوق
الا ايها القلب اللجوج المعذل افق عن طلاب البيض ان كنت تعقل
افق قد افاق العاشقون من الهوى وانت بليلي هائم القلب مقبل
ولي كبد مقروحة من يبيعي بها كبدا ليس بدات قروح
ائن من الشوق الذي في جوانبي انين غصيص بالشراب جرع
ويحاول الشاعر بتكرار تلك الالفاظ ان يخلق منها صورة بيانية تجسم الاحساس وتبرزه مستعيضا بها عن المجازات والتشبيهات والحق ان التكرار ظاهرة تفرض على الدارس ان يلتفت اليها اذ لاتكاد تخلو منه قصيدة او مقطوعة عند هؤلاء الشعراء وقد يكون التكرار بسيطا لايقصد به الا تاكيد الانفعال او الاستمتاع بترديد اسم حبيب او مكان او ذكرى وقد يصاحبه شيئ من الصنعة البيانية اليسيرة التي اصبحت من سمات الشعر العربي المعروفة فيذكر الشاعر في موضع من البيت لفظا ما بعد تمهيدا للقافية التي يمكن ان تكون كاللفظ نفسه او احد مشتقاته او صوره اللغوية .
وتكثر الصور اللغوية في الشعر العذري والحنين والاطلال والهيام والعشق في عصرنا الحاضر في صوره المتعددة والنابعة من الاحساس والقلب احيانا تكون برمزية عميقة رومنسية متطورة تحمل العديد من الصور البيانية المعبرة عن الذات والرغبة المطلوبة والمطالب بها من المتلقي مهما تعددت الصور في القصيدة الواحدة .
وقول للشاعر د.رائد اسماعيل والتي تمتاز بالرمز والايحاء :
أشتَاقُهُم ولِي فِي الإشتِياقِ مآرِب
_________أحــتَاجُهُم إنَّ الحَوائِجَ مَصَاعِب
صَبري عَلى هَجْرِهِمُ حُلّتي
________استباحَني السُقام والمُحيّا شاحِب
أنعى وَحْدَتِي بِصوتِ َمثلَمٍ
_________صارَ شَوقِي اليهم خريفا هارب
طَيفُكُم لوتَعلَمونَ عنوانَ أحلامِي
__________أيُّ العَناوِينِ تَحْمِلُ رُوحَاً لِغائِب
أصرخُ مَذبوحَاً من خَائنٍ مارِق
___________صَدْرِي لِظُلمِهِم تَعَرَّى يُحارِب
نَادت بَاحَةُ اللُّقَاء أينَ مَن كَانُوا
___________ َرّدُّ الثَرَى باكِياً عَليْهِمُ نَاحِب
شَدّوا الرِحَالَ نافِرينَ وقْتَ شُئمٍ
__________فَلا تَسأل أينَ الوَليفُ ياصَاحِب
حظَهم منَ الدنيا غَوائِلٌ مُقبِلات
__________ماعُدْنَا على عِشقٍ آثِمٍ نُواضِب
أجْهَضتُ الغرامَ ماعُدتُ سائِل
___________تُحُاكِيهُمُ الذِكرَياتُ الانَ تُعاتِب
رَضيتُ يا أنتُم الهَجرَ مُجْبَراً
___________سأترُكُ للزَمانِ حُكماً فيُحاسِب
وقول للشاعر عامر زردة :
هدني الغدر ودمعي شابه 
دفقات ساخنات من دماي
كلما فكرت فيك انطفأت 
شعلة القلب وخانتني قواي
وقول آخر :
بـُعـْد ُ الـحـبـيـــب ِ مــؤثــر ٌ
لـكـنـما هـذا قـضـاءْ
كم محنةٍ عــصـفـت
ْوقلـبي كانَ يَنْعُمُ بالشَّقاءْ
ولـمـن يـســآئـل مَنْ أنا ؟
فـأنـا الـمـودة ُوالــوفـاءْ
إنَّ المـحـبـةَ مـذهـبـي
والـقـلبُ يسـكـنـهُ الـصـفاء 
ْ
وأنا الذي عـشـقَ الـحـيـاةَ
وكــم أصــابرُُ في البلاءْ؟
أرعـى النجومَ إذا يغيبُ 
البدرُ عن هذي السَّماءْ
وأحِـنُّ لـلـمـحـبـوب ِ حـتـى 
لـو تـجنـَّى أو أسَـــــاءْ
قـولـوا له ياسادتي :
( يكفي الـتـَّجَهُمُ في السماءْ)
وقول للشاعرة خديجة احمد قرشي :
ليلي الداجي يناجي أنجمهْ
و شدَتْ أوتاره لحن الحنينْ
**
ذات شوقِ و ليالينا لنا
تملأ الكاسات بالعشق الدفين
**
أورقت أزهار أمسي العاشقهْ
تنتشي بالقلب همسا و العيون
**
و جراح البعد تغتال الرؤى
ألما ينكث بالقلب الحزين
**
للمنى للسعد أسعى إنما
أنت جرحي؛كيف تشفيه السنين
**
كل حرف جال في حبر القلم 
كان يحكي قصة القلب الحزين
**
لا تقل هانت علي دمعتي 
إنها تخفي جوى لا يستكين
وقول للشاعرة صفية الدغيم :
ماتت على شفتي الأشعارُ في كَمَدٍ...من بعدِ أن وُلدَت ثكلى على فيها
ما همَّها عطَشي في أرضها وأنا ..فجَّرتُ أوردتي نبعاً لأسقيها
أسكنتُها بِدَمي وهْناً على وهَنٍ ...وكنتُ من شَغَفي أمَّاً تُناغيها
أطلقتُ أشرعتي في بحرِ أعينها ...علِّي على عَجَلٍ أدنو لشاطيها
غادرتُ خارطتي واخترتها وطناً ....نقَّبتُ عن فرحي حتّى ألاقيها
وقول للشاعرة سميرة بن حسن :
كنه حبي في علو يتسامى
ﻻ يجارى كل فوق هو دوني
فأغيثوا يارفاق العشق صبري
وأعينوني بوصل لﻷمين 
إنه في الحب قيس هام وجدا
وأنا ليلى به زادت شجوني
يطرد العتمة قلبي باصطباح
فوداعا ووداعا يا دجوني
وقول لثريا الفنوري :
يتجول وجهي......بين مروج حضورك
فتحتضن أشجاري......ويرتوي عمري
ياجرعة الحياة
لا تطفئ دمعتي......فهي المرطب الوحيد......
لجفاف القهر.....وقسوة البشر
وقول للصقر العراقي :
قالت لي أنا جبال الشوق 
وفيها تستعر نيراني. .
فلا تقرب مني . أخشى
ان احرقك ...
فاجبتها 
يا انت انا المحروق في هواك
كيف أخشى نيرانك. .
سأمضي بدرب الوصول 
لاعتلي جبال اشواقك سيدتي
فانا المتيم بك ولابديل لي سواك ...
وقول ……..// بقلم اﻷستاذة سكينة صادق 
“كأس العشق ”
حبيبي…
اسقيني من كأس 
العشق …رشفة .
لتنبت اغصان غرامي
في تربة قلبك 
لا تلقي بياسمينتي
في غياهب الإهمال 
فتلتقطها قوافل المارين
وتبقى تائهة بينهم
حبيبي….
الروح متعبة..وهمس 
شفتيك ترياق…
حبك يسري باوردتي
ويحتل مدائن عشقي
لا تحاول الهروب الا..
منك إلي….
ايها اللحن …الحنون
والنغم ….الشجي
دعني اتنفسك قليلا
ودع عطرك ينتشي بي.