د.غالب القرالة – ألأردن 
الشعراء :
1- الشاعر الكبير عامر زردة 
2- الشاعرة نجاة الماجد 
3- الشاعرة صفية الدغيم 
4- الشاعرة خديجة احمد قرشي 
5- الشاعر محمد خالد الامين 
المأساة الانسانية في الادب العربي الحديث 
المأساة الانسانية :هي خامة الادب والفنون منذ فجر التاريخ ولكن العالم لم يشهد ما شهده القرن العشرون ، من انتصارات عملية باهرة كان يتطلع اليها الانسان فيما مضى وهو في اتون المأساة على انها الامل فكان هذا الامل يلون المأساة الكلاسيكية او الرومانسية بما يشبه الحنين الى عالم اجمل وأفضل التقدم العلمي المذهل في عصرنا لم يرو ذلك التعطش الميتافيزيقي الى المعرفة السر او اللغز المجهول بالإضافة الى ما اصاب البشرية من حربين متتاليتين اسفرتا عن ارض خراب من كافة جوانبها الاجتماعية والروحية وكانت الارض الخراب منذ بداية الحرب العالمية الاولى هي الصورة الوحيدة التي تتراءى امام الشاعر الغربي فلا يتصوران رسالته هي ان يصوغ احاسيسه ازاء ما تراه عيناه او ان يصور شيئا مما تراه هاتان العينان ولم يعد يفكر في صناعة الانطباعات و الواقع على ضوء مقاييس الفن السائدة كأنه يبالغ في تكبير الحجم الطبيعي مبالغة كريكاتورية .
ولكن في عصرنا هذا برز عدد من الشعراء على الساحة الادبية الشعرية منهم من ابدع في تصويره للواقع المرير الذي يعيشه العالم العربي على وجه الخصو ص وبصور متعددة الالوان والمناسبات ويصور لنا الاحدات بسرد مفصل يحرك الوجدان .
وقد برز على رأس الهرم الشعري الحديث شاعر متعدد الالوان الشعرية حسب الحدث الذي يمر به باحساس مرهف احيانا واحيانا بألم مرير وبحسرة وندم ومدح وذم احيانا أخرى ووصف دقيق للمناظر التي يشاهدها منها المفرح ومنها المؤلم وكلماته نابعة من القلب بصدق الاحساس وصوفي احيانا أخرى ومنها قوله : 
الشاعر عمر زردة : بعنوان (القدس )
أم الأُسَـــارى تـــــشـتــــكــي الأولادا
وتـعـاتــــبُ الأحــفــــادَ والأجـْـــــــدَادا
وتنوحُ ثكلى من سلاسل ِقـَــــيــْـــدِهَا
وترى الحرائرَ ُأجْهـِـدَتْ إجْــــــهـَـــــــادا
أطـفـالـُهـا قــتـــلوا بـكــل ِجـَـلافــــــــةٍ
مـا ذنـبـُهَـا كـي تـَفـْـقِـدَ الأكـْـــــــبَـادا
ودمــاؤ نـا سـالـتْ كــســيــل ِجـــداول ٍ
وشيوخـُنــــا قد أتــْـقـَــــنــــوا الأورَادا
ولهيبُ نار ِالـحــــرب ِأضحى واقــعـــــاً
وحـكـيـمُـنــا لايــتـقــــن الإخـمــــادا
ونـرى طـغـــاة َالـعــصــر ِ دونَ تـــــرددٍ
يـتــأهـبـونَ لـيَــبـْـطـِــــشـُـوا الــرُّوادا
يــاويـحَ نـفـسي َ والـمـآسي جَـــمَّــة ٌ
أنــؤوبُ حـقـا ً حـِكــمــــةً ورشـــــادا
وقول للشاعرة صفية الدغيم :
طيفٌ تَبدَّى في ظلامِ الليلِ لي...كالبدرِ أعشى عن عيوني ما سواهْ 
إن لاحَ لاحَ الشوقُ مع أنوارهِ ..أو غابَ باتَ القلبُ يستجدي سناهْ 
لمّا دنا في حسنهِ متبختراً...هامَ الفؤادُ بحسنهِ لمَّا رآهْ 
لا العين عيني لا و لا أجفانها.. لو مرةً أبصرتُ فيها ما عداهْ 
لا أرتضي إلّاه من بينِ الورى... لا همَّ لي لو يدرِ بي إلا رضاهْ 
إن غادرَ الأرضَ التي أحيا بها... تبقى تطوفُ الروحُ ولهى في سماهْ 
أقصى مرادي أن أراهُ على المدى.. وأموتُ لو قد قالَ يوماً لن أراهْ 
لو مرةً جادَ الحبيبُ تعطفاً... بالوصلِ للقلبِ الحزينِ فقد كفاهْ
وقول للشاعر محمد خالد الامين 
الغربة والتغرب '''
*********
لَقَدْ فُرِضَ النّزوحُ مع اللزوم
.................وبات الرزق ملحــمة العموم
وذقت القهر في كفن النزوح
................أصارع غربة الوطن الرؤوم
أجاري الظلم من نفس ذميم
................بأدناسٍ ورجـــــسٍ بالضُّيوم
تناديني ملائـــــــكتي بهمس
................ترزَّنْ واجْنِ من بَلَـح العلوم
أنا من أمّــــة الأشراف طُهْر
.................ولا حدثًا سيعــــلقُ بالنجوم
إذا بسط التغرب فيضَ حزنٍ
..................سيكوي سيـــله فنن الحلوم
إذا عينٌ أســــــالتْ حرَّ دمعٍ
.................تُداوي طفْحَ خــــــدٍّ بالسَّديم
فراق الدَّار نـــارٌ في فؤادي
................كوَتْ كلَّ الجوارح بالحسوم
خريـــطةُ غربة تُسْقَى بهجرٍ
...............ككيّ لَظَى لهـــــيبٍ بالرجوم
منايَ حليـــلتي ترنو لشِعْري
.................وتسمع فيض حرفي بالنعيم
وقول آخر في الغربة للشاعرة خديجة احمد قرشي :
غربة..
لا تلملم ذاك الأسى عن جفوني
إنه بعض من بقايا شجوني
..
أُترعتْ كأسي من حُمَيَّ الليالي
و شدا حزني وصْلةً من حنيني
..
لست أنسى ما مرَّ بي، كيف أنسى؟
ذكرياتي ، صبابتي ،و جنوني
..
يعبقُ الشوقُ هائما في انسيابٍ
ينجلي دمعا ظامئا من عيوني 
..
وطني أنت ،كل أهلي و شمسي
كن مداري، و مرفأً لسفيني
..
يا شراعي متى الوصول ؟عديني
و بغير الوصال لا تخبريني..
..
مستباحٌ فكري لذكراك ،قلْ لي
كيف أنجو من غربتي ،من ظنوني.
وقول للشاعرة نجاة الماجد : 
دوحٌ من الهـجـر
أراكَ تـصُدُّ مِـن ْ بـعدِ الوِدادِ ... وتــزرعُ بـيـننا شـوكَ الـقتادِ
نـسيتَ الـوِدَّ يـا هـذا لِـماذا ... ولـمْ تـأبه بأشجانِ الفؤادِ ؟
أتـنـسـاني وكِـلـتـا مُـقـلتيّا ... تـكـحـلتا لأجـلِـكَ بِـالـسُهادِ
حـبيبي لا تغِبْ عنِّي فإنِّي ... بِـدونِك لـمْ أجِـدْ طـعماً لِزادِ
تـعفُّ الـنفسُ عمّا تشتهيهِ ... إذا ما كُنتَ عنِّي في إبتعادِ
مٌـقـيدةٌ غــدوتُ وأنــتَ حُـرٌّ ... ولا تـدري بـأياميِ الشِدادِ
دعـوتُكَ بـيْدَ أنّكَ لمْ تُجِبنِي ... كـأنِّي داعـياً فـي قـومِ عادِ
أمــا آنَ الأوانُ لـكي نُـغنِّي ... كـأطيارٍ عـلى غُـصنِ الوِدادِ
ويـسمعُ شـدونَا كُـلُّ البرايا ... ويـعْـبقُ حُـبُـنا فـي كُـلِّ وادِ
كـفى قـهرا ً وإيـلاماً وبُـعداً ... كـفـى عـتباً وجَـرحاً لـلفؤادِ
كـفى هجراً وهيّا يا حبيبي ... لـنطفئ بـاللقــا نـار البعاد