همس الخواطر.. ثقافة..أدب ..فن...أ.خديجة قرشي

همس الخواطر ..ثقافة.. أدب.. فن .أ/خديجة قرشي


كل مايخص  القصة القصيرة جدا من شروط 


(1) العنوان: ينبغي أن يقدم عنوان القصة القصيرة جداً شحنة قوية ودلالات ذات معنى، يريدها الكاتب ويشتغل نصه عليها؛ ما يؤكد أهمية العناية بالعنوان واختياره بدقة تتلاقى مع رسالة الكاتب من النص وهدفه..
والعنوان في نظري من أقوى العناصر؛ فهو وجه النص وواجهته أمام عيون القراء.. ومن الطريف أنه يمكنك أن تضع لأي نص عدة عناوين.. ثم تختار واحدا منها.. وفي كل عنوان ستجد رسالة ما أو تركيزا ما يحدثه في عين القارئ وفي ذهنه وهو يقرأ النص ويتأمله..
مع أنني أظن أن العنوان (عنوان أي نص إبداعي) سيظل لصيقاً بصاحب النص ابتداءً! فهو قد وضع النص وفي نفسه شيء من العنوان الذي اقترحه أول مرة؛ وهذا لا يقلل من قيمة أي عصف ذهني يقوم به الكاتب نفسه لإعادة تأهيل النص بعنوان بديل؛ وذلك يحدث في بعض الأحيان.. وقد يكون ذلك نتيجة زيادة في وضوح الرسالة في ذهن الكاتب ذاته أو لأجل توضيحها للمتلقي الذي يكنُّ له الكاتب كل تقدير واهتمام..
(2) التكثيـف: من خلال جمل قصيرة ومختصرة ومركزة تتسع دلالاتها مع كل قراءة ويتنوع القراء والخلفيات الثقافية ولعل تكرار القراءة لمثل هذه النصوص يعمل كما الموجه داخل بركة ماء كلما تحركت تتسع دائرتها..!
مثال 1: قصة "حب تعسفي" للقاص حسن برطال:
""
مثال 2: قصة "حب" للقاص محمد صوانه:
"
مثال 3: رائعة الكاتب الأرجنتيني "ماركو دي نيفي": 
اعطوني أسرع حصان، لقد قلت كل الحقيقة للملك.
(3) المفردات: ينبغي على الكاتب أن يختار مفرداته بعناية، وأن تكون كل مفردة في مكانها الصحيح إذ لا مجال للحشو أو التكرار (غير المبرر)، وينبغي عدم إيراد أي مفردة لا داعي لها أو أن غيرها يمكن أن يقوم مقامها..
(4) الشخصيات: من الضروري أن يحتوي نص القصيرة جدا على شخوص تحرك النص وتتفاعل داخله وعلى هوامشه، سواء كانت الشخوص إنساناً أو حيواناً أو نباتاً..
(5) الوحدة والحجم: من مميزات القصيرة جداً أن تركز على حدث واحد بعينه يتم بناء صياغة النص في حبكة واحدة؛ إذ أن وجود أكثر من حدث واحد فيها يؤدى سيؤثر على تشابكها معاً وتشتت ذهن الكاتب والقارىء كذلك.. و وقد يخرج القصة من دائرة هذا الفن..!
وفيما يتعلق بحدود القصة القصيرة جداً، فإن النقاد والكتاب المهتمين بهذا الفن اختلفوا كثيرا فيه، فمنهم من قال ما هو أقل من 100 كلمة ومنهم من قال ما هو أقل من 50 ولكن الأصوب - في نظري - أنها تتكون من حدث واحد فقط فإذا كثرت الأحداث داخل النص انتقل من هذا الصنف ليدخل في الاقصوصة والقصة القصيرة العادية التي تحتمل من صفحة كاملة إلى صفحات عديدة..
وأظن ان القصيرة جداً ينبغي أن تناقش حدثاً واحداً، دون توارد أحداث جانبية تزيح التفكير عن الحدث الأصلي تستوعبه أسطر معدودة تكون أقرب إلى عد كلماتها..
وأنا شخصيا أميل إلى أن تكون القصة القصيرة جدا كما هو رمزها (ق.ق.ج) أو (ق.ق.جداً) مختصرة وموجزة ومكثفة! حتى يستطيع القارىء أن يلحظها ويتأملها في دقيقة أو يزيد قليلاً..!
وأكاد أن أجزم بأنها حجمها سيظل قضية جدلية لن يتفق عليها النقاد كلهم على الإطلاق!!
(6) الزمن: يدخل الزمن في كثير من نصوص القصيرة جداً؛ وقد يأتي ماضيا أو مضارعاً أو مستقبلاً.. كما قد يكون صباحا أو مساء أو ليلاً.. إضافة إلى أن بعض النصوص قد يتحدث عن فترة زمنية طويلة أو قصيرة..الخ. وهو يبرز التغير في الأحداث التي يقوم بها شخوص النص سواء كانوا فرداً أم جماعة..
(7) الشعرية: إن توافر الشعرية في النص يمنحه قوة ومتعة لدى القارىء وقد يساعد على توليد الدهشة والإعجاب من الموسيقى الداخلية للنص المصاغ بطريقة شعرية رائقة ومحركة.. وقد تساعد الألفاظ والمفردات المختارة في ذلك كثيراً فتؤدي أدواراً إضافية فيرسالة الكاتب من النص.
مثال: قصة "غرقى" للقاص المغربي عبدالله المتقي:
(المعلم يطل من النافذة، والتلاميذ يكتبون على الدفتر ملخص (كان وأخواتها). 
خلسة يخرج الطفل أقلامه الملونة، ويرسم بحراً وقارباً مكتظاً بالهاربين، ثم.. ريثما يستغفله المعلم، يلكمه على قفاه، وكاد القِسم يموت من الضحك.
غضب البحرُ
انقلب القاربُ
و..
غرق المعلمُ
والأطفال). 

(8) المفارقـة: المفارقة تمنح النص قوة كبيرة في القصيرة جداً؛ وتضفي عليه جمالية أخاذة تأخذ لب القارىء وتجعله يصل بسهولة إلى مغزى النص؛ وتظهر المفارقة تناقضاً بين جانبين أو طرفين أو اثنين من الشخوص فرداً أو جماعة كان من المفترض فيهما التوافق.. فتأتي المفارقة هنا لتكون صاعقة ومدهشة..
(9) القفلة: كلما كانت القفلة قوية وصارخة يقوم النص على دعامة تسنده قبل أن يغادر القارىء النص؛ ما يترك فيه أثراً قوياً وصادماً، أحياناً.. وتزيد من تذوق النص، تماماً كما آخر رشقة من فنجان قهوة الصباح..!
القفلة الأنسب هي التي تثير دهشة القارىء وتجعله يشعر بالذهول أو الإعجاب أو التخيل المفضي إلى تحليل عميق أو التحليق مع النص في أفق أو آفاق شتى!
هي التي لا تنهي النص بل تفتح النص أما قارئه النابه من لحظتها!
(10) الحذف: يضطر الكاتب أحياناً إلى استخدام أسلوب الحذف في نصه لأسباب عدة؛ قد يكون منها إضفاء جماليات على تأمل النص، أو أن يترك للقارىء تخيل ما تم إخفاؤه..! لكن ينبغي أن لا يزيد الحذف كثيرا من غموض النص.. ولا يؤثر على اكتمال المعنى أو مقاربة الفهم عند متذوق النص..
منقول للافادة

 

 

 

المصدر: منقول للإفادة
dalalbilal

همس الخواطر : ثقافة..أدب..فن. أ. خديجة قرشي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2016 بواسطة dalalbilal

خديجة قرشي

dalalbilal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,812