جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ظلت تحوم تروح و تغدو،برشاقة ،ثم بتثاقل
تتحين الفرصة لتنفلت إلى الداخل ، لكن نادلا يقف لها بالمرصاد كلما اقتربت ،بإشارة من رجله تغير وجهتها ناحية أخرى ..رجل يغادر المطعم ، عاد و حمل ما تبقى على طاولته من بقايا أكلة سمك ،بسبس للقطة و أشار بيده أن اتبعيني إلى الناصية ..أعلت ذنبها و اشرأبّت برأسها و كأنها تستطلع الأمر لم يعرها الرجل اهتماما فهو منشغل بحديث يبدو أنه مهم للغاية من تقاسيم وجهه المتلونة و إشارات باليد اليسرى و الالتفاتات
نحو صديقه بل التوقفات المتكررة و النظر إلى وجه صديقه و كأنه يستطلع أثر كلامه..اقتربتُ بدافع الفضول ؛ربما كان الحديث عن الثورات ا لعربية ربما ارتفاع الأسعار.. ربما عن الهجرة الإفريقية التي امتلأت بها شوارع المدينة..ربما ..ربما,,فإذا الأمر أعقد من كل هذا إنه موضوع ساخن موضوع الساعة و كل ساعة موضوع شيق و مثير للغاية ..الكلاسيكو بين البرسا و ريال مدريد ..الحمد لله لا مشاكل و لا متاعب تنغص عيشنا سوى أخبار الليغا.
في الأثناء مر شاب و نظر إلى القطة المشرئبة تجري و تقف ..و كأنها تستعجل الوصول إلى الناصية ..بسبس لها و مد نحوها يدا فارغة ،فاستجابت و نظرت إليه بفضول أعاد البسبسة مرات و مرات و هو يسرع الخطى و يضحك، و هي تعدو وراء يد فارغة و بسبسات رنانة، ظلت تتبعه إلى أن اختفى بين المارة هويضحك ربما زهوا، فقد استطاع أن يضلل قطة..
أما المسكينة فقد نشرت ذيلها أرضا و ظلت تدير رأسا انتصبت أذناه دون جدوى.
حتى القطط تجري وراء الوهم...
ماذا لو صبرت نفسها حتى ينتهي الحديث عن الكلاسيكو...؟؟
........
بقلمي : خديجة قرشي
المصدر: الأستاذة / خديجة قرشي
همس الخواطر : ثقافة..أدب..فن.
أ. خديجة قرشي