centerpivot

يتناول هذا الموقع الزراعات المختلفة تحت نظام الرى المحورى

تعرف الأراضى الجيرية بتلك الأراضى التى تحتوى كميات من كربونات الكالسيوم تؤثر بطريقة واضحة فى خواصها بدرجة تؤثر على معدل نمو النباتات التى تنمو بها سواء كانت هذه الخواص طبيعية مثل علاقة النبات بالماء الأرضى وتكوين القشرة التى تؤدى إلى إعاقة نمو واختراق جذور النبات للتربة أو كانت هذه الخواص كمياوية مثل تأثير نسبة كربونات الكالسيوم على تيسير العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات بهذه الأراضى .

 

يلزم إجراء عمليات حصر وتصنيف التربة ودراسة خواصها الطبيعية والكيماوية قبل البدء فى إستصلاح هذه الأراضى وتجديد أسلوب الإدارة المناسب للزراعة بها.

 ومن الأمور الهامة التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند التعرض الى هذه الأراضى هو :-

 

1-  سلوك الماء فى الأراضى الجيرية :

تصل نسبة الماء الميسر بهذه الأراضى حوالى 10- 12 % فى المتوسط نقطة الذبول بها 9 - 10 % والسعة الحقلية تتراوح بين19 - 21% وإذا قورنت بالأراضى الطينية فى الدلتا نجد أن نقطة الذبول فى الأخيرة حوالى 16% والسعة الحقلية 36 - 37 % وقد دلت الأبحاث العديدة أن الماء الميسر لهـــــــــــــا بين 20 -25  %  .

 

2-  تكوين القشرة السطحية :   Surface Crusting

ومن المشاكل الأساسية فى الأراضى التى تحتوى نسبة محسوسة من كربونات الكالسيوم هى تكوين قشرة سطحية متصلبة وذلك نظراً لقلة محتوى هذه الأراضى من المواد بالعضوية يبدو قبل رى هذه الأراضى جودة خواصها الطبيعية ولكن بمجرد إضافة مياه الرى تحدث تغيرات كيميائية نتيجة ذوبان كربونات الكالسيوم فى ماء الرى وتتحول الى بيكربونات وتترسب الأخيرة نتيجة الجفاف مما يؤدى الى تكوين قشرة صلبة على السطح . وتعالج هذه المشكلة بالحرث وإضافة متخلفات المحاصيل وزيادة محتوى التربة من المواد العضوية ويساعد ذلك كثيراً فى تقليل الأثر الضار الكربونات الكالسيوم .

 

عادة ما تزداد قيم الـ pH عن 8.0 وقد تصل إلى 8.6 فى حالة النسب العالية من كربونات الكالسيوم وبالتالى تظهر أعراض نقص العديد من العناصر الغذائية على النباتات النامية فى هذه الأراضى وخاصة أعراض نقص الفوسفور.

ومن أهم طرق تحسين خواص هذه الأراضى هى زراعة محاصيل التحسين لإثراء طبقة نمو الجذور بالمواد العضوية هذا الى جانب الاضافات المناسبة من الأسمدة البلدية وزراعة محاصيل البقول والعمل على خفض رقم الـ pH ولو فى بؤر قريبة من جذور النبات حتى يمكن الاستفادة من الأسمدة المضافة خاصة الفوسفاتية، إضافة الأسمدة عن طريق الأوراق ولكن هذه الطريقة لايمكن الاعتماد عليها بصفة دائمة خلال موسم النمو نظراً للتكلفة المرتفعة وحدوث أضرار أخرى جانبية .

وقد يفيد إضافة حمض الكبريتيك مع مياه الرى كذلك حمض الفوسفوريك والنيتريك لخفض الـ pH فى وسط امتصاص جذور النبات وفى هذا المجال لابد من وضع الإعتبارات الإقتصادية حتى لا تؤدى فى النهاية إلى إنتاج باهظ التكاليف .

ومن العناصر الصغرى الهامة والتى يجب ملاحظة دروها للنباتات النامية فى الأراضى الجيرية هى الزنك – الحديد - النحاص والمنجنيز ولتجنب ظهور أعراض نقص العناصر وتأثيرها على إنتاجية المحاصيل المنزرعة ينصح بإضافة هذه العناصر رشاً على الأوراق  .

 

رغم إنه يبدو زيادة تكلفة إضافة كميات كبيرة من المواد العضوية الى الأراضى الجيرية بعد تحسينها وتيسير العناصر الغذائية بها إلا أن هذا الأسلوب أثبت نجاح واضح وخاصة وإن المواد العضوية يجب التخلص منها بطريقة أو بأخرى فإن إستعمالها كسماد أو تحسين فى الأراضى الجيرية يعتبر من الأساليب الجيدة بشرط عدم إحتوائها على مشاكل مرضية وتعتبر المواد العضوية مصدر بطيئ للمغذيات النباتية وبطريقة تعتبر متزنة هذا علاوة على أثرها الواضح على خفض الـ pH فى هذه الأراضى .

وثد أثبتت بعض التجارب إلى أن إضافة المواد العضوية الى الأراضى الجيرية تؤدى إلى تيسير الفوسفور الموجود أصلاً فى هذه الأراضى أكثر مما لو أضيفت لها كميات من الأسمدة الفوسفوتية التى تثبت بمجرد إضافتها الى التربة. هذا علاوة على التأثير المباشر للمواد العضوية على تيسر العناصر الدقيقة.

ومن التأثيرات الهامة للمواد العضوية فى الأراضى الجيرية هى تحسين بناءها وبالتالى زيادة قدرتها على الإحتفاظ بالرطوبة وهذا يعمل على زيادة نسبة الماء الميسر بها .
 

 دفع وجود الاعداد الضخمة من الميكروبات فى الأرض ومعرفة مختلف العمليات الحيوية التى تستطيع هذه الميكروبات القيام بها، كثير من الباحثين إلى دراسة أثر ميكروبات التربة على كل من النبات النامى والخواص الطبيعية والكيماوية للتربة. والهدف من مثل هذه الدراسات معرفة إمكان الاستفادة من النشاط الميكروبى فى التربة وإمكانية تعديله بهدف الحصول على أعلى حاصل من تلك التربة والمحافظة على خصوبتها أو تحسينها .

 ولقد أوضحت مختلف الدراسات وجود كثيراً من العلاقات المعقدة بين ميكروبات الأراضى والنبات النامى، بعض هذه العلاقات لها تأثير مشجع لنمو النبات وبعضها لها تأثير ضار ، كما أن النشاط الحيوى لهذه الميكروبات ينعكس إنعكاساً كبيراً على الخواص الطبيعية والكيماوية للتربة .

   

أولا:   تأثير الميكروبات على النبات النامى فى الأرض

هناك تأثيرات عديدة مباشرة وغير مباشرة تؤثر بها ميكروبات التربة على النباتات النامية فيها وبعض هذه التأثيرات سلبى وبعضها إيجابى.

ويمكن أن نعدد التأثيرات المختلفة للميكروبات على النباتات فى النقاط التالية:

(1)   كثير من ناتجات التمثيل الغذائى للميكروبات تستخدمها النباتات كمواد غذائية لها .

(2)    . Growth requlatorsافراز بعض الميكروبات لمواد منظمة لنمو النباتات 

(3)  نتيجة تحليل الميكروبات للمواد العضوية فى التربة يتحول كثير من العناصر إلى الصورة الميسرة للنباتات، كما أن النشاط الميكروبى يؤدى إلى إذابة كثير من العناصر غير الذائبة فى التربة وتصبح قابلة للإستفادة بواسطة النباتات .

(4)   تلعب كثير من ميكروبات التربة دوراً مؤثراً فى إحباط نمو الميكروبات المرضية للنبات أو تقليل أضرارها .

(5) بعض الميكروبات تفرز مواداً سامة للنباتات .

(6)  التنافس بين الميكروبات والنباتات على بعض العناصر الغذائية فى التربة .

 

 ثانياً : تأثير الميكروبات على خواص التربة الطبيعية والكيماوية

1-  تلعب ميكروبات التربة دوراً هاماً فى تحسين الخواص الطبيعية للأراضى عن طريق دورها الفعال فى تكوين البناء الجيد، بتجميعها للحبيبات Aggregation ، فالاكتينومايسيتات والفطريات تعمل شبكة من الميسليوم تتخلل حبيبات التربة وتربطها مع بعضها وتؤدى الى تماسكها . ولقد لوحظ أن التربة تحتوى على 38 متراً من خيوط الفطريات/ جم فى المتوسط وتؤدى إضافة مصادر كربوهيدراتية سهلة التحلل الى التربة إلى زيادة كبيرة فى أطوال خيوط الفطريات وكثافتها، علاوة على هذا التأثير الميكانيكى لميسليوم الاكتينومايسيتات والفطريات فى ربط حبيبات التربة ، فإن كثيراً من نواتج التفاعلات الحيوية فى التربة تلعب دوراً رئيسياً فى ربط الحبيبات وتكوين البناء الجيد . ولقد لاحظ عديداً من الباحثين أن السكريات العديدة والمواد اليورونية المعقدة polysaccharides and polyuronides التى تكونها أنواع من الميكروبات أثناء تمثيلها الغذائى، لها الدور الأساسى فى تجميع الحبيبات  Aggregation .

2-  يؤدى النشاط الميكروبيولوجى إلى تراكم الأحماض العضوية حول أماكن نشاط الميكروبات فى الوسط الدقيق Microhabitat وهذا يساعد على إذابة كثير من العناصر المعدنية غير الذائبة ويرفع نسبتها فى محلول التربة ويزيد جهازيتها للنبات.

3-  يؤدى النشاط الحيوى فى التربة إلى حدوث تغيرات واضحة فى نسب الغازات فى هواء التربة حيث تزداد نسبة ثانى أوكسيد الكربون عن نسبة الأوكسجين عن الجو الخارجى .

 يؤدى النشاط الميكروبى خصوصاً فى حالة وجود نسبة عالية من المواد العضوية السهلة التحلل إلى تغيير فى جهد الأكسدة والاختزال Oxidation reduction potential  (Eh)لتربة إلى الناحية المختزلة. وهذا ينعكس على صور بعض العناصر القابلة لتفاعلات الأكسدة والاختزال فى التربة مثل الحديد، فان أيون الحديديك Ferric غير الذائب يتحول إلى حديدوز ذائب عند انخفاض الـ pH  .

والله الموفق ........

centerpivot

مهندس جمعة محمد عطا 01226076461 [email protected]

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
48 تصويتات / 4780 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2010 بواسطة centerpivot

ساحة النقاش

م جمعة محمد عطا

centerpivot
مهندس زراعى بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية مدير محطة البحوث الزراعية التابعة للكلية كاتب لكثير من المواضيع الزراعية بمعظم المنتديات عضو اللجنة الدائمة لممر التعمير سكرتير عام منتدى العلوم والتكنولوجيا الزراعية خبير زراعة وانتاج الاعلاف الغير تقليدية ( الشعير المستنبت ) خبير استصلاح واستزراع الاراضى الصحراوية خبير الزراعة تحت نظام الرى »

زراعة وانتاج الطماطم

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,328,172