<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0pt 5.4pt 0pt 5.4pt; mso-para-margin:0pt; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->

 تتواتر الأحداث على الوطن العربي وتحتدم أكثر مع مرور الوقت، هذه المشاهد تجعلنا مرتبطين أكثر بأقلامنا حتى نقول كلمة عما يجري من حولنا، وهي رغبة جامحة تعتري الجميع نقولها سواء شفاهة أو كتابة بأننا مع ما يحصل من تغييرات جذرية لخارطة الوطن، ونحن مع تحقيق السلم والعدالة الاجتماعية، وأيضا نهيب بكل مناضل وشهيد دفع دمه فداء لمستقبل أفضل.هذه الأحداث تنتقل بنا عبر الشاشات في لمح البصر لما يجري بالساحة المصرية التي رفع مجموعة من الشباب الذي لم تهدا ثورته ولم يغمض له جفن منذ اشتعلت أولى شرارة التغيير العام الحالي، يريد أن يكون هذا التغيير شاملا ليس لشؤونه الداخلية فحسب، بل هو يقول للعالم بان تلك القضية التي آثارها وعد "بلفور" المشئوم والتي شرذم من خلاله فلسطين بين العرب واليهود، هي قضيته الأولى التي يراهن ويدافع من اجل أن تسترد جميع أجزاء القدس وما جاورها، الشباب المصري اليوم وهو يتمعشق في جدران سفارة إسرائيل بمصر يقر بما لا يدع مجالا للشك بان ما كان قبل اليوم من رضوخ وتطبيع وما شابه من هاته المفردات لم تكن أبدا لتعبر عن موقفه الرافض أن يمد يده ليصافح العدو من اجل أشقاءه الذين يموتون في غزة ويافا والجليل...والمشهد الآخر يخطفنا من نشوة الافتخار بهؤلاء الأفذاذ إلى مساحة قريبة من بلاد النيل إلى ليبيا التي تعاني الأمرين تفي هذا الوقت حيث الثورة بلغت قمتها ولا تراجع عن تحقيق ما بدا فيه الثوار واكتساحهم للعاصمة واليوم في "بني وليد"، كل هذه الانتصارات جاءت بعد نوم دام أربعين سنة وتزيد، نقول بحسرة بالغة ونحن نرى أشلاء الموتى تطل علينا من بين الرمال لا تستحق الشعوب العربية كل هذا القمع، لا تستحق أن ينكل بها مجددا، يكفي قمع السلطة منذ موجات التحرر الأولى إن اعتبرنا ذلك في الأصل "تحررا"، لان الشعوب العربية في واقع الأمر ما حصل لها أنها انتقلت من قبضة مستعمر وأحيل ملفها على آخر ربما هو اقل دموية في العلن لكنه كان يمتص دمها ويبقيها على تخلفها وهمجيتها وبدائيتها الأولى، والدليل أن مثل هذا الشعب بقي نوعا ما راكدا يسير بطوع أمر "الزعيم" إلا القلة من فروا إلى عواصم أخرى استطاعوا أن يحسنوا أدائهم وتفكيرهم وعلموا أن ما يجري في بلدهم هو شكل آخر من أشكال الاستبداد، فجاءت عبارات الرفض والتنديد ولكن من يسمع ومن يجرؤ على الوقوف في وجه التيار.وأخيرا تشير الأنباء إلى مقتل أزيد من ألفين وستمائة مواطن سوري، أصابني الذهول وأنا أطالع هذا الرقم، قلت يا ربي هل في مطلب الشعوب من قهر للحكام حتى يحدثوا كل هذه المجازر؟ ما الفرق بين السفاح الأجنبي وهذا الحاكم العربي الذي اغرق تراب بلده بدماء شعبه الذي تاق فقط للتحرر أراد أن تجري الأمور على نحو ديمقراطي كما يتشدقون هم أنفسهم بأنهم يمارسون السياسة ويتناوبون على السلطة بشكل سلمي ديمقراطي، ولكن ما يجري في الواقع فند كل مزاعمهم، وأظهرهم على وجوههم القبيحة، هم أرادوا التداول على الشعوب العربية لا التداول السلمي على السلطة، أرادوا أن يتوارثوا الكرسي أبا عن جد وتصيًر الأمور بشكل سلس إلى أبنائهم وأحفاد أحفادهم، ولكن عندما تكون هكذا سلطة مستبدة فالأجدى أن يُقلب سافل الأرض على عاليها حتى لا تًبقى لهذه الشرذمة من اثر.اليوم يصف الجميع هذه الأحداث بأنها موسم "الربيع" العربي، هذا الفصل الذي تزهر فيه الأمنيات ويتحقق فيه السلم المنشود بعد ظلام عقود، ولكن هذا الربيع حتما سيعقبه صيف حار وتأتي دورة باقي الفصول هي حتمية طبيعية لا قدرة لنا على وقف الزمن، وعادة العرب أنهم أصبحوا اليوم أكثر تخوفا وينامون ويستيقظون على الكوابيس ما يجعل راهن ومستقبل الوطن العربي يتأرجح ما بين الفصول والأحداث، ترى هل تثبت الشعوب على مواقفها رغم ما تتعرض له لتستكمل نسج حلمها، أم أن رياح التسلط أقوى فتذهب بعيدا بخيوط هذا الحلم؟

 

بقلم

مكى أم السعد عبد الرحمن

المصدر: بقلم : مكى أم السعد عبد الرحمن - محررة إلكترونية
caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

  • Currently 6/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 295 مشاهدة
نشرت فى 13 سبتمبر 2011 بواسطة caheft

صحيفة الأدب العربى الإلكترونية

caheft
صحيفة الأدب العربى الإلكترونية - على كنانة أون لاين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,469