ميز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بالقدرة على الحبّ والرحمة وإبداء المشاعر المختلفة. ولكن أليس غريبا أن نُسمى إنساناً ولا إنسانية فينا؟ أليس غريباً أننا ما زلنا نبحث عن الإنسانية ونحن نحمل لقب إنسان؟الإنسانيه معنى نكاد نفتقده فى عصرنا الحاضر ولا نعرف كيف تتسرب من ايدينا ، حتى اننا نشعر اننا نكاد نعيش فى عصر الغاب البقاء للأقوى ، الأنانيه والتعامل على اساس المصلحة فقط فقدنا الكلمة الطيبه فقدنا الإحساس بالآخر المشاركة الحب الحقيقى والود والتراحم ذابت الإنسانيه فى مجتمع سادته الفوضى الإلكترونيه والتصنع والزيف ، حتى اصبحنا نبكى ونترحم على زمن مضى كان فيه الإنسان إنسان يحمل لواء الإنسانيه بالدفاع عن بيته وعرضه وشرفه وجاره وصديقه واخوه يتعامل بمشاعر نقية صادقة ويبارك مزايا غيره ، بل ويفرح لأى خير يناله غيره ويشاركه فرحته ويعينه فى حزنه ويسانده. ولكن ما أسباب إنحدار الإنسانيه وتدنى الأخلاق والقيم ؟؟ السبب التربيه ، الأساس من البيت عندما يهجر الأب بيته ويهمله ويترك الاولاد حبيسين شاشه لا نعلم ماذا يشاهدون عليها ، عندما تنشغل الام عن اولادها ، ويزرع القيم ويربى الإعلام وافلام البلطجة والقتل ، عندما يصارع الفرد للحصول على لقمة عيشه ولا يعرف كيف يدبر التزماته ، عندما تلهينا الدنيا بتحدياتها وصعابها ولا نعرف اى الطرق نسلكها ، عندما يتوه الحق فى الباطل ويختلط الكذب بالصدق ويغيب العدل والحق بغياب الخطاب الدينى المعتدل السليم ، عندما يتوه الإنسان ويغرق فى بحر مشاكله ولا يجد من ينقذه ، وعندما لا يوجد مكان للضعيف ويداس بالأقدام ليعيش القوى..! هنا نترحم على الإنسانيه فينا ونتذكر انه كان يوجد زمن فيه الأنسان إنسان !! ونحن نبحث عن التقدم، استحوذت على إنسانيتنا القوة وحب التملك، فقدنا البوصلة، وتغيرت سلوكياتنا تجاه أنفسها وتجاه الآخرين، فمن سيوقف إذن الإنسان من المساهمة في تزايد الكارثة الإنسانية ؟ هل الإنسان نفسه ! هل من سبيل لاسترجاع القليل من الإنسانية بقلوبنا بعد أن دمرتها أيادينا وتورطت بجرمها ضمائرنا..!! لنسقي إذن زهرة إنسانيتنا ونزرع بذورها بأجسام صغارنا الخصبة، لنعلمهم أن قيمة الإنسان في مدى احترامه للغير، فى وده وعطائه وتراحمه وسخاء مشاعره ، فى الإحسان والإيثار والأخوه وقبول الآخر ، والتفاهم ، لتثمر الزهرة ونحصل على جيلا يقترب من الإنسانية من جديد..!١عبد العزيز السيد الحسنين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2021 بواسطة cadrian

عدد زيارات الموقع

1,217