يتصور الكثيرون أن الحصول على الصحة والرشاقة والجمال مع الاستمتاع بكل ما نحبه من طعام معادلة يصعب تحقيقها، وأن الأطعمة التي نحبها ونفضلها هي بالضرورة غير صحية وتحتاج إلى إعادة نظر مما يشعرنا بالذنب أحيانا عند تناولها، لافتراضنا أنها تشكل خطورة على الصحة العامة والرشاقة.. ولكن الحقيقة غير ذلك.
ومن هنا وضع الدكتور ستيفن برات مؤلفه القيم «أكلات سوبر» (Super Foods Rx)، في محاولة لوضع أطر جديدة لحل تلك المعضلة من أجل الحصول على الصحة والرشاقة في الوقت نفسه الذي نستمتع فيه بالأطعمة الشهية، وحتى لا يكون اتباع نظام الحمية الغذائية ضمن المهام الشاقة على الإنسان.
ويقترح برات 14 صنفا من الطعام من شانها أن تحسن الصحة العامة وتقلل من أعراض الشيخوخة، مشيرا إلى أن وجود هذه الأغذية في النظام الغذائي اليومي تشكل أسلوب حياة أفضل، وتؤدى إلى انعكاسات كبيرة على صحتنا.. حيث يقول برات في مقدمة كتابه: «إن كل وجبة نتناولها تمثل، بلا مبالغة، قرارا بكيفية قضائنا ما تبقى من حياتنا، سواء كنا في العشرين أو في الستين».
وعن سر تمتع الناس في بعض الدول بالبشرة الجميلة والشعر الصحي والعمر الطويل، بينما في مناطق أخرى يعاني الناس من الأمراض المزمنة ومشكلات الوزن والجلد، يقول المؤلف إن السبب ببساطة هو نوعية الأطعمة التي يتناولها البشر.. فهناك أكلات قد تكون جزءا من حياتهم اليومية، ربما لارتباطها بثقافتهم، أو لتوافرها بكثرة، بينما هناك آخرون في مناطق مختلفة من العالم لا يهتمون بها على الإطلاق، وبالتالي يحرمون من فوائدها السوبر.
ويفسر برات مفهوم الأطعمة السوبر بأنها تلك التي تحمل فائدة غذائية عالية، مع أقل قدر من العناصر السيئة، مثل الدهون المشبعة والصوديوم.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، يناقش الأول مخاطر نظامنا الغذائي الحالي، بينما يتحدث الجزء الثاني تفصيلا عن الأربعة عشر صنفا السوبر من الطعام وفوائدها، واقتراحات حول كيفية دمجها في حياتنا اليومية بطريقة بسيطة لا تشعرنا أنها جزء من وصفة علاجية، حتى لا نشعر بالضيق حيال تناولها. بينما يقدم الجزء الثالث والأخير بعض الوصفات لطهيها، ونصائح مفيدة عند شرائها.
وتشمل القائمة المرشحة للأغذية السوبر:
الفاصوليا :
وقاية من مخاطر الكولسترول: تستحق مكانا دائما على المائدة؛ لأنها غنية بالبروتينات وبالفيتامينات وقليلة السعرات الحرارية، ولكن قوتها الرئيسية تكمن في تقليل الكولسترول ومقاومة أمراض القلب وتثبيت نسبة السكر في الدم. وهي تحتوى على الحديد وفيتامين بي والماغنيسيوم، ويمكن تناولها طازجة أو معلبة على اختلاف أنواعها، ولكن في حالة تناولها معلبة يفضل شطفها بالماء أولا، حتى تتخلص من العوامل الضارة الموجودة في المعلبات، مثل الملح والصوديوم. وتناولها بانتظام يقلل من مشكلات الهضم، وينصح بتناول نصف فنجان منها 4 مرات أسبوعيا.
التوت البري:
مصدر غنى لمضادات الأكسدة: يحتوى على مضادات الأكسدة أكثر من أي صنف آخر من الخضروات والفواكه، فمقدار منه يحتوى على مضادات أكسدة تعادل خمسة مقادير من التفاح أو الجزر أو البروكلي. إضافة إلى ذلك، يحتوى على فيتامين سي والحديد والبوتاسيوم والماغنيسيوم وفيتامين E، كما أنه قليل السعرات، ويقي من الإصابة بأمراض القلب والسرطان، ويضفي نضارة على البشرة، ويحارب علامات التقدم في السن، كما يحمي من الإصابة بالزهايمر.
ولا تقتصر الفوائد على التوت وحدة، وإنما تشمل كل عائلته، مثل الفراولة، والكرز، والعنب بجميع أشكالها، سواء كانت طازجة أو مجففة، وينصح بتناول من فنجان إلى اثنين منها يوميا.
البروكلي:
سلاح لمحاربة السرطان: أحد أقوى الأسلحة لمحاربة السرطان، مما أسهم في وضعه بالقائمة. كما أنه غني بفيتامين سي والبيتا كاروتين، وينشط جهاز المناعة، ويساعد على بناء العظام، وينصح بتناول نصف كوب إلى كوب يوميا سواء كان نيئا أو مطهيا.
الشوفان:
يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري: غني بالزنك والبروتين والماغنيسيوم والألياف الغذائية.. وقد أثبتت الدراسات أن تناوله بانتظام يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري. ينصح بتناوله يوميا، ويمكن إدخاله في الكثير من الأطباق مثل المخبوزات والكعك، وإضافته إلى أكلات كثيرة أثناء طهوها.
البرتقال:
مصدر رئيسي لفيتامين سي: فاكهة معروفة ومحببة يسهل الحصول عليها في جميع أنحاء العالم، ويعتبر مصدرا رئيسيا لفيتامين سي، وينصح بتناول ثمرة يوميا.. ويسري ذلك على باقي عائلته من الحمضيات، مثل الليمون والجريب فروت.
القرع العسلي:
يقي من السرطان: تشتمل هذه المجموعة على القرع العسلي والجزر والشمام.. وينصح بتناول مقدار نصف فنجان يوميا أغلب أيام الأسبوع، لاحتوائها على البيتا كاروتين والبوتاسيوم والماغنيسيوم وفيتامين سي، إضافة إلى ألياف عالية مع سعرات حرارية قليلة. وتناوله بانتظام يقي من السرطان، وبخاصة سرطان الثدي والرئة، كما أن مركبات البيتا كاروتين تعمل على حماية الجلد من مخاطر أشعة الشمس الضارة.
سمك السلمون:
يقلل من مخاطر أمراض القلب: مركبات الأوميجا 3، التي تتوافر بكثرة في الأسماك، تساعد على تخفيض الكولسترول وتقلل من مخاطر الأزمات القلبية والتهابات المفاصل، لاحتوائها على الكثير من الدهون الأحادية المشبعة. وتقلل أيضا من أعراض فقد الذاكرة والزهايمر، ويشير البعض إلى أنها تقي من الاكتئاب. وتوجد بكثرة في أسماك السلمون والماكريل والسردين والأسماك المملحة، وبنسب أقل في البيض وبذور الكتان والجوز، وينصح بتناولها من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
فول الصويا - يخفض الكولسترول: غنى بالبروتين والأوميجا 3 وفيتامين E، وأثبتت الأبحاث أنه يلعب دورا فعالا في خفض الكولسترول بالدم والحماية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهو مفيد في علاج السرطان وهشاشة العظام، ومن أهم ما يميزه إمكانية استخدامه بأشكال متعددة في الأطعمة المختلفة.
السبانخ :
تقلل من الإصابة بالأنيميا: تحتوى على حامض الفوليك، الضروري للجنين، لذا تنصح السيدات الحوامل بتناولها، كما أن لحامض الفوليك دورا مهما في تكوين كريات الدم الحمراء، مما يؤدى للحماية من حدوث الأنيميا.
وتحتوي السبانخ على عنصر «اليود» المهم في عملية تصنيع هرمون «الثيروكسين» بالغدة الدرقية، بما له من دور في نمو الأطفال العقلي ونشاطهم، كما تحتوى على كميات من الفسفور والبوتاسيوم والكبريت والكلور والنحاس والمنغنيز والكالسيوم.
الشاي:
يساعد على منع هشاشة العظام: رغم كونه أحد أكثر المشروبات استهلاكا حول العالم، إلا أن معظم الناس اعتادت احتساءه دون معرفة فوائده.. فالشاي يعالج التهاب المفاصل، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأنه يقلل من مستوى البروتين في الدم بما يمنع تكوين جلطات دموية، كما يساعد على الحماية من تسوس الأسنان، ويحمي من هشاشة العظام.
الطماطم (البندورة):
تساعد على حماية الجلد من الشمس: يكثر استخدامها حول العالم، ويسهل الحصول عليها.. ولها فوائد كثيرة مثل أنها تقاوم عسر الهضم وحموضة المعدة، وتُكافح الإمساك، وتساعد على طرد الفضلات. وعصير الطماطم يُساعد على هضم الأطعمة النشوية واللحوم، وهو سهل الامتصاص، ويعادل من حُموضة الدم. ويمكن تناولها نيئة أو مطبوخة أو على شكل عصير، أو حتى تناول مشتقاتها، مثل الصلصة أو الشوربة. تحافظ على البشرة وتكسبها جمالا ونعومة، وتساعد على حماية الجلد من أضرار الشمس.
الديك الرومي:
يساعد على بناء نظام مناعة قوي: يرتبط في أذهاننا بالاحتفالات والأعياد، ولكن لو عرفنا فوائده لجعلناه ضيفا دائما على موائدنا.. فهو من أنواع اللحوم قليلة الدهون، وأغلب دهونه من النوع غير المشبع، مما يحمى من الكولسترول. ويحتوي على مادة تساعد في علاج الحساسية وآلام المفاصل، كما أن له فوائد أخرى بالإسهام في تكوين عدد من البروتينات والهرمونات المهمة، ومنها السيروتينين الذي يرفع مزاج الإنسان، والميلاتونين الذي يشجعه على النوم. وبشكل عام يساعد لحم الديك الرومي على بناء نظام مناعة قوي لجسم الإنسان.
الجوز :
يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب: يعتقد الكثيرون خطأ أن القلوبات والبذور (المكسرات) من ضمن الأطعمة التي ينبغي التقليل منها، لاحتوائها على نسب عالية جدا من الدهون، ولكن هذه الدهون مفيدة، وتناول حفنة صغيرة منها، بشكل يومي، سينعكس بشكل إيجابي على صحتنا. إذ إن تناولها يقلل من خطر حصول أزمة قلبية، بنسبة لا تقل عن 15 في المائة، كما أنها تحمى من السرطان.
الزبادي :
يساعد على تقوية العظام ويحافظ على القلب: ينصح بتناوله يوميا، حيث يحتوى على نسبة عالية من الكالسيوم، مما يحمي العظام. كما يحتوي على البروتينات وفيتامين بي، ويساعد على إذابة الدهون، ويساعد على الهضم ويريح المعدة والأمعاء، ويحمي من سرطان القولون. وهو من الأغذية التي يمكن تناولها بأشكال مختلفة، مثل إضافة الفاكهة إليه، أو تناوله كمشروب، أو كسلطة، ويفضل تناول الأنواع منزوعة الدسم
ساحة النقاش