"صفية مصطفى فهمي" أو أم المصريين.. هي زوجة الزعيم السياسي المصري المعروف "سعد زغلول"، وابنة رئيس الوزراء المصري السابق "مصطفى فهمي". وقد عرفت باسم "صفية زغلول" ـ على طريقة الغربيين! ـ نسبة إلى زوجها الزعيم المصري، وكان أبوهارجلأرستقراطي من أصل تركي، وكان رئيسا لوزراء مصر في عهد الاحتلال البريطاني، وكان معروفا عنه أنه صديق الإنجليز الوفي، وعندما تولى الوزارة لأول مرة في مايو سنة 1891 اعتبر الإنجليز أنهم قد أخضعوا مصر سياسيا بعد أن أخضعوها عسكريا قبل ذلك بتسع سنوات،عام 1882م.  وحول علاقة "مصطفى فهمي باشا" والد صفية بالإنجليز وعمالته لهم يقول المؤرخ المصري الدكتور "يونان لبيب رزق":"كان تشكيل مصطفى فهمي الوزارة انتصارا كاملا لتغلغل الاحتلال البريطاني في الشؤون المصرية،وإذا كانت موقعة التل الكبير في سبتمبر سنة 1882 تسجل استسلام مصر العسكري للغزو البريطاني، فإن تشكيل وزارة مصطفى فهمي بعد ذلك بتسع سنوات يسجل استسلامها السياسي الكامل للاحتلال".
هذا هو "مصطفى فهمي" رجل الاحتلال في مصر، والذي امتدت وزارته الأخيرة ثلاثة عشر عاما متصلة من 1895 إلى 1908 وهي أطول الوزارات عمرا منذ أن عرفت مصر نظام "الوزارة" في أوائل القرن التاسع عشر حتى اليوم، فبيت مصطفى فهمي باشا إذن لم يكن له علاقة بالوطنية من قريب أو بعيد، بل على العكس كان هذا البيت حليفا دائما للاستعمار البريطاني. أم المصريين
ويُختار سعد زغلول ـ الشاب المصري اللامع ـ زوجاً لصفية، ويخوض هو وهي معارك فائقة الإتقان في مواجهة الإنجليز، أسفرت عن رصيد هائل من الشعارات والتنديدات؛ وإنجاز آخر مهم هو تتويج السيدة صفية أماً لكل المصريين بعدما أقصى الإنجليز زوجها خارج البلاد، وتصدر "أم المصريين" بياناً تمت قراءته على المظاهرات الكبرى التي أحاطت بـ "بيت الأمة"(بيت سعد وصفية) وجاء في هذا البيان الذي قرأته سكرتيرة السيدة صفية: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أما لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو "أم المصريين"، وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن وبعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ستين سنة.

أبو الهول تشهن هجوماً عنيفاً!

وفي أكتوبر 1923م تنشر مجلة "اللطائف المصورة" صورة فوتوغرافية كبيرة لأم المصريين! بعد عودة سعد من منفاه، وكتبت المجلة هذا التعليق أسفل الصورة:"هذه آخر صورة لصاحبة العصمة حرم الرئيس المحبوب أم المصريين السيدة صفية زغلول، وقد تعطفت وسمحت لمصور اللطائف السيد "زولا"، المصور الشهير في العاصمة، بتصويرها هذه الصورة الجميلة في بيت الأمة غداة يوم وصولها بالسلامة".
وفي اليوم التالي لنشر الصورة تعلق جريدة مصرية اسمها "أبو الهول" على هذا الحدث، منتقدة ما فعلته صفية وخروجها على التقاليد، ورأت أن خروج زوجة زعيم في مكانة سعد لا تليق بها ولا بغيرها من المصريات، ولم ترد المجلة ناشرة الصورة ولم تعقب على هجوم "أبو الهول" تجنباً لمعركة غير محسوبة العواقب، فالعادات المصرية إذ ذاك لم تكن تقبل بما حدث!
 وكان لصفية وغيرها من نساء جرين على طريقتها قصب السبق فيما آل إليه حال المرأة في مصر اليوم، فلو قدر لك أن تسير في ميدان التحرير في العاصمة المصرية اليوم، وهو نفس الميدان الذي ألقي فيه الحجاب لأول مرة عام 1919م، لأصابتك الدهشة واعترتك الغرابة مما تراه حولك من ألوان التبرج الصارخ! والأعجب أنك سترى الأمر عادياً ومألوفاً، كل هذا وقد قامت الدنيا ولم تقعد منذ أكثر من ثمانين عاماً لمجرد ظهور امرأة سافرة الوجه في إحدى المجلات!
وهكذا تحللت المرأة من حجابها رويداً رويداً، حتى انكشف عنها سترها في الأخير، وبات الأصل في النساء في أكثر البلدان الإسلامية ـ إلا من رحم الله ـ أن تسير المرأة عارية عن أي حشمة، فهل نقرأ التاريخ ونتعلم؟!

المصدر: علي محمد الغريب http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&id=318
  • Currently 108/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 590 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2010 بواسطة bios

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

472,960