قدم العديد من القصائد الهادفة والتي انشغل في بعضها بقضايا وطنه و عبر عنها من خلال شعره، كان أول ديوان له هو ديوان "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967، ثم توالى إنتاجه الشعري فصدر له أيضاً ديوان " تعليق على ما حدث" - بيروت 1971، "مقتل القمر" - بيروت 1974، " العهد الآتي" - بيروت 1975، " أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983 " أوراق الغرفة 8 " - القاهرة 1983 وهذا الديوان كتبه أثناء فترة مرضه بالمستشفى واصفا فيه مشاعره وأحاسيسه المختلفة أثناء فترة مرضه، و صدر هذا الديوان بعد وفاته.

تزوج أمل دنقل من الصحفية عبلة الرويني و التي كانت حينذاك صحفية بجريدة أخبار اليوم، قضى أمل حياته متنقلاً فلم يستقر في مكان واحد قط، ولم يتخلى عن الشعر أبداً، حتى بعد أن أصيب بمرض السرطان الذي لازمه لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن نظم الشعر، توفي في مايو عام 1983 في القاهرة.

زرقاء اليمامة

وهذا جزء من قصيدة زرقاء اليمامة التي كتبها بعد نكسة 67.

أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

أسأل يا زرقاءْ ..

عن فمكِ الياقوتِ عن نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!

أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !

عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

لاتصالح

وهذا جزء أخر من شعر " لا تصالح"

لا تصالحْ !

.. ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك،

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..:

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

وكأنكما

ما تزالان طفلين!

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

صوتانِ صوتَكَ

أنك إن متَّ:

للبيت ربٌّ

وللطفل أبْ

هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

إنها الحربُ !

قد تثقل القلبَ ..

لكن خلفك عار العرب

لا تصالحْ ..

ولا تتوخَّ الهرب !

  • Currently 115/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 352 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2010 بواسطة bios

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

473,369