مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

مانديلا‏..‏ حياة زعيم ومستقبل أمة
كتبت:رحاب جودة خليفة


قلائل هم من ذاع صيتهم في العالم بفضل إسهامهم في تحرير شعوبهم من العبودية والاستعمار الذي جثم علي صدور شعوب العالم الثالث ردحا من الزمن‏.‏

ولا يختلف اثنان علي أن ما بذله' نيلسون مانديلا' من تضحيات في سبيل تحرر أبناء وطنه في جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري جعلت منه رمزا للكفاح والتضحية. واليوم ومنذ دخوله المستشفي في بداية شهر ديسمبر لمعاناته من تلوث في الرئة إضافة إلي خضوعه لعملية جراحية لإزالة حصوات من المرارة, لم تتوقف الأخبار عن متابعته. وتتوالي الأنباء   للإطمئنان علي صحته في سنه المتقدم والبالغ94 عاما. فكلما زادت تعقيدات الحياة وتغيرت أشكال الاستعمار في دول العالم وفي القارة الأفريقية بشكل خاص, كلما ازداد التمسك بوجود رمز وقدوة قادرة علي التغلب علي كل الصعاب
سماه أبوه عند ولادته عام1918' دوليهلاهلا', ومعناه باللغة الأفريقية' المشاغب' قبل أن يطلقوا عليه بمدرسة الإرسالية الابتدائية اسم' نيلسون' الذي اشتهر به فيما بعد. وكان بالفعل اسما علي مسمي ولم يتوقف منذ التحاقه بالجامعة عن مقاومة التمييز العنصري الشامل آنذاك من طرف البيض. وأحس مانديلا بمعاناة شعبه فانضم إلي حزب المجلس الوطني الأفريقي المعارض للتمييز العنصري عام 1944 لم يكن مانديلا مؤمنا فقط بالنضال من أجل تحقيق المساواة, بل كان يتخذ خطوات عملية في ذلك, فالحرية كما يقول' لا يمكن أن تعطي علي جرعات, فالمرء إما أن يكون حرا أو لا يكون حرا
وطوال سنوات نضاله كان مانديلا يدعو للمقاومة السلمية غير المسلحة ضد نظام التمييز العنصري إلا أن العنف الذي شهده عام1960 ضد المواطنين السود, وإطلاق النار علي متظاهرين سلميين في هذا العام, وسن قوانين تحظر نشاط الجماعات المناهضة للعنصرية, دفع مانديلا للدعوة للكفاح المسلح. ومن هنا بدأت رحلته الأطول في السجن حتي عام.1990 وعند خروجه من السجن كان الرجل الأسود الأشهر في تاريخ جنوب أفريقيا, إن لم يكن القارة الأفريقية كلها بعد مضيه28 عاما في السجن. وتولي مانديلا بعد الإفراج عنه رئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي في عام1991, ليتم انتخابه أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام1994, ويبقي في المنصب حتي1999, ليقوم بالعديد من الإصلاحات في نظام الحكم, الذي أصبح يعبر أكثر عن الأغلبية
ومازال النظام الذي أسسه بعد خروجه من السجن ينتعش علي الرغم من المصاعب التي يعاني منها للقفز اقتصاديا واجتماعيا خارج سنوات النظام العنصري وحكم الأقلية البيضاء. وقد أصبح مانديلا شخصية لها حضورها علي ساحة المجتمع الدولي, لأنه استطاع بعد فترة قصيرة من توليه السلطة الدعوة إلي وفاق وطني وتطبيق مصالحة تغلق ملف الماضي كله وتنظر إلي المستقبل ومحاولة تأسيسه علي قواعد ديمقراطية تعددية. وبالرغم من شعبيته لم يحاول إسقاط حزب المؤتمر الحاكم في أنانية سياسية ولم يحاول إقصاء الآخرين ولكن فعل العكس بالتأكيد علي مبدأ المشاركة والحوار والاهتمام بتحسين ظروف هذا البلد. وفهمت جنوب أفريقيا الدرس وتمسكت بالخيار الديمقراطي وهوما جنبها السقوط في حروب أهلية. واعتمد مانديلا علي سياسة تجميع كل الأوراق وعدم تخويف المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال البيض الذين جري تأمينهم لتشجيعهم علي مواصلة الإسهام في مشروعات التنمية

 

المصدر: جريدة الأهرام
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 367 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

598,286

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه