تفعيل الإرادة
د- فتحي مرعي
الإرادة هي القوة الكامنة التي أودعها الله فينا لنبلغ بها مانريد ونمتنع بها عما لانريد.. وهي جاهزة تحت الطلب لمن يريد ان يستخدمها لتحقيق غرضه أو أغراضه في الحياة ومابعدها.. أي الآخرة
هي موجودة.. ولكن كثيرا من الناس لايستخدمونها ولاينتفعون بها, مع انها بالغة التأثير في حياتنا, ان كنا نريد لحياتنا ان يكون لها هدف وان يكون لها مغزي وان يكون لها معني.. أما أن يعيش الإنسان ويموت ولم يستخدم إرادته, فهو يعيش كريشة في مهب الريح, لاعاصم من الأنواء, ولابوصلة يهتدي بها, ولاقوة دافعة لتمكينه من ان ينظم حياته علي نحو سليم.. وقد يرتطم بالصخور, او يغرق ويهبط الي القاع
والذي لايستخدم ارادته إما أنه لايهتدي اليها, أو لأنه لايريد أن يستخدمها مغلبا هواه ومزاجه الشخصي علي افعاله وسلوكياته, ويترك للأمور أن تحركه في أي اتجاه.. وهو بهذا الشكل لايبلغ شيئا ولايحقق هدفا, والأنكي من ذلك ان يفقد أخراه إضافة إلي دنياه, وهذه خسارة كبري.. أن يخسر الانسان أخراه.. لان خسارة الاخرة معناها دخول جهنم, وما أتعسه من مصير
الإنسان يحتاج ارادته في أشياء كثيرة لاتقع تحت حصر.. يحتاجها الطالب في تحصيل مواد الدراسة, يحتاجها العامل أو الموظف لكي يؤدي العمل الذي ائتمن عليه بأمانة وإتقان, يحتاجها الإنسان لكي يتوقف عن الأكل قبل أن تمتليء معدته حتي يحافظ علي صحته ويحافظ علي وزنه, يحتاجها المرؤ ليمتنع عن اشياء لاتليق به واشياء تدخله تحت طائلة القانون. أو أشياء تغضب ربه, يحتاجها لكي يحتفظ بتوازنه في مواقف معينة, يحتاجها لكي يطيع ربه ويؤدي الصلوات في مواقيتها وليصوم رمضان ويخرج زكاة ماله, يحتاجها لكي يؤدي بعض النوافل تقربا إلي الله ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه - حديث قدسي
الإرادة تمنعنا احيانا من أشياء نحبها, أو تحفزنا علي فعل أشياء تشق علينا, إن كان فيها خيرا لنا أو لأهلنا, أو لتقديم واجب العزاء, أو لزيارة مريض بالنسبة لمن يكرهون زيارة المستشفيات
ولكن الاستخدام الأمثل وربما الأقصي للإرادة, فيه متعة لايحسها إلا من استخدمها بإصرار ودون تردد ودون توقف.. متعة اننا نسيطر علي انفسنا ونلزمها الجادة, حتي تسلم لنا حياتنا, فنعيش مرفوعي الرأس موفوري الكرامة, ونهزم بها الشيطان عدونا اللدود الذي لايبغي لنا خيرا أبدا ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا - فاطر6