رابعة العدوية من العشق الأرضي.. إلي العشق الإلهي
هي رابعة بنت اسماعيل العدوي, وسميت برابعة حيث كان ترتيب ميلادها الرابع بين أخواتها ولدت حوالي عام(100 هـ ـ718 هـ)
وعرف عنها انها كانت تعيش في حانة وتخدم السكاري, ثم انتقلت من العشق الأرضي إلي مقام العشق الإلهي واصبحت بعد ذلك احدي الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي, وكانت رسالتها أن نحب من أحبنا أولا وهو الله عز وجل, وأنعم الله عليها بنعمة الشعر, وهي تقدم ذلك الشعر كدعوة لحب الله
ومن أجمل أشعارها قصيدة العشق الإلهي التي مطلعها
أحبك حبين حب الهوي
وحبا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهو ي
فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهل له
فكشفك للحجب حتي أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
ومن ابتهالاتها
إلهي أنارت النجوم, ونامت العيون, وغلقت الملوك أبوابها, وخلا كل حبيب بحبيبه, وهذا مقامي بين يديك.. إلهي هذا الليل قد أدبر, وهذا النهار قد اسفر, فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ, أم رددتها علي فأعزي, فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني, وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك
وفي قصيدة راحتي في خلوتي تقول
راحتي يا أخوتي في خلوتي
وحبيبي دائما في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضا
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
يا طبيب القلب يا كل المني
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائما
نشأتي منك وأيضا نشوتي
قد هجرت الخلق جمعا ارتجي
منك وصلا فهل أقضي منبتي
ومن الأقوال عنها
إن سفيان الثوري قال لها ذات يوم: صفي لي درجة إيمانك واعتقادك بالله جل وعلا فقالت رابعة: إني لا أعبد الله شوقا إلي الجنة, ولاخوفا من جهنم وإنما أعبده لكمال شوقي إليه