مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

 

23 آية قرآنية توصي بالإحسان إلى اليتيم


من يرعاه يحظى برفقة رسول الله في الجنة


كل تشريعات الإسلام تستهدف مصلحة الإنسان خاصة عندما يكون هذا الإنسان ضعيفا يحتاج إلى رعاية أو يمر بظروف اجتماعية صعبة ويحتاج إلى من يقف إلى جواره لكي يجتاز تلك الظروف ويعود إليه الاستقرار والطمأنينة ويعيش حياته بشكل طبيعي آمنا على حياته وماله وحرماته . لذلك جعل الإسلام للأيتام حقوقا على المجتمع كله، وكفلت لهم شريعة الإسلام كل سبل الرعاية والتربية السليمة لينشؤوا في مناخ آمن مثل أقرانهم من الأطفال .

 

الدكتور علي السبكي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالأزهر يؤكد في البداية كفالة الإسلام لحقوق اليتامى والأرامل واللقطاء وغيرهم من الضعفاء ليؤكد إنسانيته وعدالته في التعامل مع كل أفراد المجتمع، ويقول: لا خلاف على أن رعاية الأيتام وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم من أبرز صور إنسانية الإسلام، ويكف هنا أن نوضح أن هذا الدين العظيم جعل كفالة اليتيم ورعايته من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى خالقه، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم القائم على أمر اليتيم قريبا منه في الجنة، كما بين لنا المصطفى الكريم عظم ثواب كفالة المحتاجين والسعي في مصالحهم فقال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله”، قال أبو هريرة وأحسبه قال: “وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر” .

 

واليتيم هو الصغير الذي لم يبلغ مبلغ الرجال وفقد أباه، فهو الذي يحتاج إلى كفالة من يقوم بأموره من نفقة الحياة بأعبائها .

 

ثم إن اليتيم قد يكون ذا قرابة قريبة كالأم مع أولادها الصغار عند فقد أبيهم، فمتى قامت عليهم بحسن الأدب وكرم التربية وحلم التوجيه، كان لها الثواب المضاعف عند الله عز وجل، وقد يكون اليتيم أخا للإنسان أو أختا بأن يموت الوالد ويترك ذرية بعضها بلغ مبلغ الرجال والبعض الآخر مازال في طور الطفولة فيكفل الأخ الأكبر إخوته الصغار .

 

وعلى كل من يتولى أمر اليتيم أن يعامله كما يحب أن تعامل ذريته من بعده، قال تعالى: “وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً” .

 

اهتمام بالغ

 

في البداية يؤكد د . سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية أن الإسلام اهتم بشأن اليتيم الاهتمام البالغ من ناحية تربيته ومعاملته، وضمان معيشته حتى ينشأ عضوا صالحا في المجتمع ينهض بواجباته، ويقوم بمسؤولياته ويؤدي ما له وما عليه على أحسن وجه وأنبل معنى .

 

ويضيف: يبدو ذلك الاهتمام البالغ بشأن اليتيم في الحث على معاملته معاملة إنسانية وعدم قهره والحط من كرامته قال تعالى: “ فأما اليتيم فلا تقهر”، وقال جل شأنه: “أرأيت الذي يكذب بالدين . فذلك الذي يدع اليتيم” .

 

ومن اهتمام الإسلام باليتيم أمره سبحانه بالمحافظة على أموال اليتامى، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: “ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن”، واعتبر أن من يأكل أموال اليتامى ظلماً إنما يأكل في بطنه ناراً، قال تعالى: “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً” . وأمر القرآن الكريم الأوصياء بأن يردوا إلى اليتامى أموالهم إن رأوهم قادرين على تنميتها وحفظها، قال تعالى: “وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم” .

 

ويوضح د . سالم أن رعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، وأما الدولة فإنها لا تلجأ إلى الرعاية إلا عند الحاجة . ويجب على المسلمين افتتاح الدور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم ويكون ذلك أبعد لهم عن التشرد والضياع والإهمال .

 

حقوق اليتيم

 

د .عبلة الكحلاوي أستاذة الشريعة الإسلامية والداعية الشهيرة ترفع دائما شعار (كفالة اليتيم) وتقديم كل حقوقه له، حيث لا ينبغي أن يهان يتيم يعيش بين المسلمين سواء أكان مسلما أو غير مسلم، وتؤكد أن رقي أي مجتمع يقاس بمدى رعايته لضعفائه وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة لهم، وكفالة كل حقوقهم .

 

وكفالة حقوق اليتامى في الإسلام تتمثل في وجوه كثيرة أبرزها:

 

الإحسان إلى اليتيم: فقد حث الإسلام على كفالة اليتيم والمحافظة على كل حقوقه وحماية مصالحه، والخالق سبحانه وتعالى هو القائل في القرآن الكريم “فأما اليتيم فلا تقهر” ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو القائل: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى . فكافل اليتيم وراعي حقوقه هو رفيق النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة لأن النبي عليه الصلاة والسلام أشهر يتيم في الإنسانية .

 

وقد قال العلماء تعليقا على هذا الحديث: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة أفضل من ذلك .

 

كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ابتغاء وجه الله بحسنات كثيرة حين قال: “من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين” .

 

وتوضح د . عبلة أن القرآن الكريم تحدث عن إحسان التعامل مع اليتيم وكفالة حقوقه في 23 آية مختلفة، وكلها اتفقت على وجوب رعاية اليتيم وجعل هذا الأمر من أهم الأمور الواجبة على المسلمين، فضلا عن كثرة التوصية باليتيم . فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتيم في أكثر من آية من كتابه الكريم فقال الله عز وجل: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى” .

 

وقال عز وجل: “ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم” .

 

وقد جعل الله تعالى الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعا عظيما من البر، فقال: “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون” .

 

وتضيف د . عبلة: إن الحنو على اليتامى يذهب قسوة القلب، فقد شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فأوصاه بأن يمسح رأس اليتيم، ومدح النبي نساء قريش لرعايتهن اليتامى: “خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده” .

 

المحافظة على مال اليتيم: حيث أوصى الله تعالى بإحسان التعامل مع مال اليتيم وعدم العدوان علي،ه بل دعا إلى رعاية هذا المال وتنميته وتثميره وعدم الاعتداء عليه بأي صورة من الصور، فقال: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده) .

 

وقال: ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً) .

 

ولا يمنع هذا ولي اليتيم إن كان فقيرا أن يأكل من هذا المال بالمعروف لقوله تعالى: “ وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيباً”.

 

نداء إلى أهل الخير

 

ولا تترك د . عبلة الكحلاوي فرصة الحديث عن حقوق اليتامى في ظل عدالة الإسلام وإنسانيته من دون أن تطلق نداء إلى كل أهل الخير في بلادنا العربية بأن يخصصوا جزءا من زكواتهم وصدقاتهم التطوعية للإنفاق على اليتامى من الفقراء الذين تركهم آباؤهم . . وتقول: ما أحوج اليتامى الفقراء إلى عطاء القادرين المادي وما أحوجهم إلى عطائنا الإنساني .

 

وتقول: هناك أطفال كثيرون فقدوا عائلهم في حادث مؤلم أو تركهم آباؤهم الفقراء مشردين في الشوارع وهؤلاء في حكم اليتامى وواجب أهل الخير أن يقيموا دورا لرعايتهم وتعليمهم وحمايتهم من الضياع .

 

وإذا كانت رعاية اليتامى قد أوجبها الإسلام، فإن رعاية اللقطاء كما يقول د .علي السبكي هي أيضا واجبة، واللقيط في الشرع: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أم، ويجب على من رآه أن يلتقطه إن علم أنه يهلك إن لم يأخذه، ولاسيما إن كان في بئر أو صحراء أو مكان لا يمر به أحد، لما فيه من السعي لإحياء نفس، وإغاثة لإنسان، قال تعالى: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”، وفي التقاطه رحمة بالصغار، وعلامة للإيمان، والإسلام بتشريعه العادل الحكيم لم يأخذ اللقيط إن كان ولد زنى بجريرة أمه، لأن المبدأ الذي سنه القرآن: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”

 

المصدر: مجلة الصائم
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 2289 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

599,810

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه