مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

ظاهرة التنمر

 

 

يُعرَّف التنمُّر بأنّه:

شكل من أشكال العنف، والإساءة، والإيذاء، الذي يكون مُوجَّهاً من شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر، أو مجموعة من الأشخاص الأقل قوّة، سواء بدنيّاً، أو نفسيّاً، حيث قد يكون عن طريق الاعتداء البدنيّ، والتحرُّش الفِعليّ، وغيرها من الأساليب العنيفة، ويتَّبع الأشخاص المُتنمِّرين سياسة التخويف، والترهيب، والتهديد، وقد يُمارَس التنمُّر في أكثر من مكان، كالمدرسة، أو العمل، أو غيرها من الأماكن المختلفة.

 

أنواع التنمُّر

يُقسَم التنمُّر الى عدّة أنواع، منها:

التنمُّر اللفظيّ: كالتلفُّظ بألفاظ مُهينة للشخص الآخر، أو مناداته بأسماء سيّئة لا يُحبّذُها الشخص ولا يحبُّها، و السخرية منه، و تهديده .

التنمُّر الجسديّ: وهو إيذاء الشخص، عن طريق ضَرْبه، وإهانته، وايذائه في جسده، ودفعه بقوّة.

التنمُّر الاجتماعيّ: وهو إيذاء الشخص معنويّاً، كتَرْكه وحيداً، ودَفْع الآخرين إلى تَرك صحبته، وإخبارهم بعدم مصادقته، أو التعرُّف إليه.

التنمُّر الجنسيّ: وهو إيذاء الشخص باستخدام الألفاظ، والمُلامَسات غير اللائقة. التنمُّر في العلاقة الشخصيّة، والعاطفيّة: وهو إيذاء الشخص بنَشْر الأكاذيب، والإشاعات التي تُسيء إليه، وإبعاده، والصدّ عنه.

التنمُّر الإلكتروني: وهو التنمُّر الذي يتمّ عن طريق استخدام المعلومات، ووسائل وتقنيات الاتّصالات، كالرسائل النصّية، والمُدوَّنات، والألعاب على الإنترنت، عن طريق تنفيذ تصرُّف عدائيّ يكون الهدف منه إيذاء الآخرين.

 

أقسام التنمر

يُقسَم التنمُّر إلى قسمَين، هما:

 التنمُّر المباشر؛ حيث يتضمَّن الضَّرْب، والدَّفْع، وشَدّ الشَّعر، والطَّعْن، والصَّفْع، والعَضّ، والخَدْش، وغيرها من الأفعال التي تدلُّ على الاعتداء الجسديّ.

غير المباشر؛ حيث يتضمَّن تهديد الضحيّة بالعَزْل الاجتماعيّ الذي يتحقَّق بعدّة طُرُق، مثل: التهديد بنَشْر الإشاعات، ورَفْض الاختلاط مع الضحيّة، ومُمارَسة التنمُّر على الأشخاص الذين يختلطون مع الضحيّة، ونَقْد الضحيّة من ناحية الملبس، والعِرق، واللون، والدِّين، والعَجْز، وغيرها.

 

التنمُّر في المدارس

عرّف دان ألويس النرويجيّ (Dan Olweus) -المُؤسِّس للأبحاث حول التنمُّر في المدارس- التنمُّر بأنّه: أفعال سلبيّة مُتعمَّدة من قِبَل تلميذ، أو أكثر، وهي تتمّ عن طريق إلحاق الأذى بتلميذ آخر، بصورة مُتكرِّرة طوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبيّة بالكلمات، مثل: التهديد، والتوبيخ، والإغاظة، والشتائم، ويمكن أن تكون بالاحتكاك الجسديّ، كالضَّرب، والدَّفْع، والرَّكْل، كما يمكن أن تكون كذلك دون استخدام الكلمات، أو الإيذاء الجسدي، مثل: التكشير في معالم الوجه، أو الإشارات غير اللائقة بقَصْد، أو تعمُّد عَزْله عن المجموعة، أو رَفْض الاستجابة لرغبته.

وقد عرَّف علي موسى، و محمد فرحان التنمُّر بأنّه:

الطفل الذي يُضايق، أو يخيفُ، أو يُهدِّد، أو يُؤذي الآخرين الذين لا يتمتَّعون بدرجة القوّة نفسها التي يتمتَّع بها هو، وهو يُخيف غيره من الأطفال في المدرسة، ويُجبرهم على فِعل ما يريدُ بنبرته الصوتيّة العالية، واستخدام التهديد. وانتشرَ التنمُّر في المدارس منذ قديم الأزل، و كانت له عواقب وخيمة، فهنالك دراسة لكوي (بالإنجليزيّة: coy) في عام 2001م، بعنوان (التنمُّر في المدارس)، تبيَّن أنّ هناك حوالي (160.000) طالب يهربون يوميّاً من المدرسة؛ بسبب ما يتعرَّضون له من تنمُّر من قِبَل زملائهم، أو مُدرِّسيهم، وقد اعتُبِرت هذه الظاهرة مُدمِّرة؛ لما تُسبِّبه من آثار نفسيّة على الأشخاص، ولما قد تُؤدّي إليه في بعض الحالات، كالانتحار، والاكتئاب، كما أوضحت دراسة لإيرلينغ (بالإنجليزيّة: Erling) عام 2002م، بعنوان (أعراض كئيبة و أفكار انتحاريّة)، حيث أُجرِيَت الدراسة على 2088 طالباً نرويجيّاً، وبيَّنت النتائج أنّ الطلّاب الذين يُمارسون التنمُّر، والذين يتعرَّضون له، حازوا على أعلى درجة من درجات الميول للأفكار الانتحاريّة. وأكَّدت الدراسات أيضاً على أنّ الأشخاص الذين يُمارسون التنمُّر هم ضحايا تنمُّر سابقين، وقد مارسوا التنمُّر؛ للتظاهُر بالقوّة، والصلابة؛ لحماية أنفسهم، ولعدم مقدرتهم على تكوين صداقات، وعلاقات اجتماعيّة، ولذلك لجؤوا إلى التنمُّر؛ كي يخشاهم باقي الأطفال، أو الزملاء في المدرسة ، علماً بأنّ التنمُّر قد يكون ناتجًا من المُعلِّمين، والمدرسة ذاتها أيضاً.

 

آثار التنمُّر

من الآثار السيّئة التي يُخلِّفها التنمُّر، ما يأتي:

قد يلجأ الشخص إلى العنف، ومن الممكن أن تتحوَّل طبيعة الشخص الودودة، والطيّبة، فتصبح مائلةً إلى العدوانيّة، وبالتالي يُصبحُ هذا الشخص من الأفراد الذين يُمارسون التنمُّر ويُطبِّقونه.

قد يلجأ الشخص إلى النوم الزائد عن حَدّه، أو قِلّة النوم. قد يُعاني الشخص من حالة نفسيّة مُتغيِّرة.

قد يُعاني الشخص من العصبيّة الحادّة، والغضب.

قد يعاني الشخص من فُقدان الشهيّة، أو زيادتها. قد يُعاني الشخص من ظهور علامات القلق، والاضطراب، والخوف على ملامح وجهه.

قد يعاني الشخص من الآثار السلوكيّة، والنفسيّة، والعاطفيّة.

 قد يميلُ الشخص إلى الاكتئاب، والإحساس بالوحدة، والانعزال عن المجتمع، والانسحاب من النشاطات المدرسيّة جميعها؛ بسبب تأثير التنمُّر السيِّئ عليه.

قد يُفكِّر الشخص في الانتحار؛ إذ إنّ هنالك علاقة قويّة بين التنمُّر، والانتحار؛ لأنّ التنمُّر يُؤدّي إلى حصول عدد كبير من حالات الانتحار؛ وذلك لأنّ الأشخاص الذين يُقدِمون على الانتحار، يُعانون من المُضايقات، والتعرُّض للتنمُّر، والمُتنمِّرين.

قد ينعدمُ اهتمام الشخص بمظهره الخارجيّ، وبدراسته، وبواجباته المنزليّة التي عليه أن يُؤدِّيها.

 

معالجة التنمر

يمكننا معالجة التنمُّر، وذلك عن طريق العديد من الوسائل والإجراءات، ومنها ما يأتي:

تعزيز ثقة الطفل بنفسه.

تربية الأطفال تربيةً سليمة بعيدة عن العُنف. مُراقبة الأبناء، وسلوكيّاتهم منذ الصِّغر.

بناء علاقة صداقة بين الأبناء، وآبائهم، وإيجاد جوّ عائليّ دافئ يجمع بينهم.

وضع حلول لمُعالجة التنمُّر والقضاء عليه من قِبَل المدرسة، ومُعاقَبة كلّ من يسلك هذا التصرُّف.

إخضاع كلٍّ من المُتنمِّر، والمُتعرِّض للتنمُّر للعلاج النفسيّ، ومساعدتهما على تقوية ثقتهما بنفسيهما

 

المصدر: م - موضوع
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 604 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2018 بواسطة belovedegypt

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

636,560

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه