مفهوم التوافق
لا شك أن التوافق هو مفهوم مركزي في علم النفس بصفة عامة،وفي الصحة النفسية بصفة خاصة،حيث ان معظم سلوك الإنسان هو محاولات من جانبه لتحقيق توافقه مع البيئة،أما على المستوى الشخصي أو على المستوى الاجتماعي كذلك فإن مظاهر عدم السواء في معظمها ليست إلا تعبيرا عن(سوء التوافق)أو الفشل في تحقيقه.يشير مفهوم التوافق إلى وجود علاقات منسجمة مع البيئة تتضمن القدرة على إشباع معظم حاجات الإنسان وتلبية معظم مطالبه البيولوجية والاجتماعية،وعلى ذلك يتضمن التوافق كل التباينات والتغيرات في السلوك والتي تكون ضرورية حتى يتم الإشباع في إطار العلاقة المنسجمة مع البيئة.
وعملية التوافق ليست عملية جامدة(ثابتة)تحدث في موقف معين أو فترة زمنية معينة،بل إنها عملية مستمرة دائمة،فعلى الإنسان ان يواجه سلسلة لا تنتهي من المشاكل والحاجات والمواقف التي تحتاج إلى سلوك مناسب مما يؤدي على خفض التوتر واعادة التوازن والاحتفاظ بالعلاقة مع البيئة وهذا يعني ان الإنسان مطالب بإعادة الاتزان والاحتفاظ بالعلاقة المنسجمة مع البيئة كلما أطاح بهذا الاتزان أو هدد هذه العلاقة أي مثير أو منبه داخلي أو خارجي وهو ما نقصده في قولنا ان عملية التوافق عملية دينامية وظيفية.