الإندونيسيون والأتراك استوردوا الأشكال الإسلامية من بلادهم
إكسسوارات الفضة تنافس الذهب والكردان العربي يخطف أبصار الهولنديات
إكسسوارات وحلي من الفضة (تصوير: فكرية أحمد)
لاهاي: فكرية أحمد
يعتبر الإكسسوار جزءا مكملا لأناقة المرأة لا يمكنها الاستغناء عنه بما في ذلك السيدات المحجبات أو حتى المنتقبات، وذلك لما يضفيه شكل وتكوين الإكسسوار من جمال للوجه من خلال الأقراط، أو السلاسل والعقود للرقبة، أو للأيدي من انسيالات وسوارات وخواتم.
ومع الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب عالميا، لجأت الفتيات والسيدات في هولندا إلى بدائل أخرى بحثا عن زينة الإكسسوارات، متمثلة في الفضة أو الحلي المقلدة متواضعة الأثمان، إلا أن الفضة بقيت متربعة على عرش الاختيار لترث حلى الذهب، ليس فقط لأن أسعار الفضة في متناول الكثير من الهولنديات، ولكن لأن قيمتها بها، إذا ما أردت السيدة بيعها واستبدالها بأخرى، بجانب الأشكال المتميزة لحلي الفضة والتي تفوق في كثير من الأحيان أشكال حلي الذهب من زخارف ونمانم دقيقة تتميز بالرقة والجمال، ويضاف إلى ذلك أن الفضة يقترب شكلها ومظهرها العام من الذهب الأبيض، لذلك تفضله الهولنديات عن سواه من الخامات الأخرى التي تصنع منها الإكسسوارات.
واللافت للانتباه أن محلات بيع الفضة رغم كونها محدودة وغير منتشرة في هولندا، إلا أنه مؤخرا بدأ تزايد هذه المحلات مع تزايد الإقبال عليها المواكب لارتفاع أسعار الذهب، وأصبح التجار يلجؤون إلى استيراد إكسسوارات الفضة المصنوعة في دول عربية وإسلامية، وذلك لإرضاء أذواق المسلمات اللاتي يقبلن على هذه الحلي بصورة كبيرة مؤخرا، فأصبحت هناك العقود والسلاسل والكوليهات التي تحمل أشكالا وزخارف إسلامية، وكلمة "الله"، أو محمد صلى الله عليه وسلم، أو صورا للكعبة المشرفة، وغيرها، والمثير أن الهولنديات أصبحن أيضا يقبلن على شراء هذه الحلي ذات الأشكال الإسلامية، وذلك على الرغم من كونهن غير مسلمات، إلا أن الأشكال البديعة ودقة الصنع وجمال الشكل تتجمع لتكون عوامل مؤثرة على ذوق السيدة الهولندية، لتشتري هذه الأشكال وتزين بها رقبتها أو يديها، أو لتقلد الجمال العربي المتميز.
لذلك أصبح التجار من الأتراك والإندونيسيين والباكستانيين في محلات بيع الفضة يستوردون هذه الأشكال الإسلامية، من تركيا، ومصر، وبعض الدول الخليجية وغيرها، وأصبحت الإكسسوارات الفضية المصنعة في دول عربية وإسلامية أكبر منافس للفضة الإيطالية الصنع الشهيرة ذات الأشكال الصغيرة والدقيقة، فانتشر السوار العريض المحلى بالفصوص المختلفة الألوان أو العاج، والأقراط الضخمة المدلاة ذات الطابع الشعبي، بجانب الكردان.
ولم يكن متوقعا من قبل أن تشهد أنواع الحلي الفضية من "الكردان" التقليدي المعروف في دولنا العربية أو الإسلامية، لم يكن متوقعا أن تجد هذه النوعية أعجابا وإقبالا من الهولنديات على غرار ما يحدث الآن، فالطريف أن الكردان أصبح له عاشقاته من الهولنديات، والباحثات عنه في أسواق الفضة، وإن تعذر الحصول عليه، تقوم الهولندية بتوصية صاحب المتجر لجلبه لها من الخارج، من بلد عربي أو إسلامي، ولا يهمها في ذلك دفع بضعة مئات من اليورو لتفوز بهذا الكردان الشعبي، الذي يحل محل جزء كبير من الملابس الهولندية في منطقة الرقبة، خاصة في فصل الصيف، حيث ترق الملابس ويتضاءل حجم التيشيرتات والبلوزات للحسناوات من المراهقات.
ويقوم التجار بعرض جانب من حلي الفضة في الأسواق العامة الشعبية بهولندا، وأشهر هذه الأسواق، سوق "هاخس ماركت" في لاهاي، وسوق أمستردام، وسوق اليهود، وتجد حلي الفضة بهذه الأسواق إقبالا من المسلمات على التوازي مع الهولنديات، نظرا لتمتعها بأسعار مخفضة، مقارنة ببيعها في المحال التجارية الخاصة بالفضة، لأن الضرائب على بيع السلع بالأسواق الشعبية أقل نسبيا من الضرائب على المحلات التجارية المتخصصة، لذلك تفضل الغالبية من السيدات والفتيات البحث عن الحلي الفضية بالأسواق، لحرية الحركة، والتحرر من الحرج، وإمكانية المساومة في السعر مع البائع.
راميس إدجار السورنامية الأصل، وإحدى عاشقات اقتناء الفضة والتي التقيناها في سوق هاخس ماركت، تقول "الفضة لها سحرها، وأنا برجي مائي كما يقولون، والبرج المائي يعشق الفضة والحلي التي مصدرها البحر مثل اللؤلؤ، وأشعر أن للفضة بريقا خاصا يمنح وجهي ضوءا وجمالا، خاصة مع بشرتي السمراء، فالفضة أكثر ملاءمة من الذهب للبشرة السمراء أو ذات اللون الداكن.
وتضيف "قد تواجه السيدة مشكلة مع إكسسوار الفضة، بسبب ما يعتريها أحيانا من لون أسود بسبب عوامل الأكسدة المناخية، ويمكن التغلب على ذلك بفركها بقليل من الملح، أو كربونات الصوديوم، ولا يفضل غسلها بالماء الساخن، لأن ذلك يساعد على اسمرارها مجددا، والطريقة المثلى لحفظها وضعها في علب مغلقة جيدا، مع تغليفها بقطعة من القطن، مما يؤدي إلى احتفاظها ببريقها الجميل.
المصدر: منتدى ستوب
نشرت فى 28 فبراير 2010
بواسطة beautifulwoman
عدد زيارات الموقع
31,811
ساحة النقاش