موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

 

تصوير : إسماعيل ماهر

حضارة ذات آلاف السنين، مازالت آثارها قائمة، حتى تشهد العالم على عظمتها وقدرتها على مواجهة التحديات المختلفة عبر آلاف السنين، إنها الحضارة المصرية القديمة، والتي مازالت سببًا لحيرة العلماء من مختلف العلوم، واستمد منها المصري عبر السنين الطويلة قوته وشموخه كي يصبح كأجداده.

وللوقوف على أسرار تلك الحضارة العريقة، كان "الطريق" في لقاء مع المرشد السياحي وعالم المصريات المصري، بسام الشماع، والذي قضى أكثر من عشرون عامًا متيمًا بتلك الحضارة فهو المحب العاشق لتلك الحضارة.

وأوضح "الشماع" خلال الجزأ الأول من الحوار، أنه من الخطأ تسمية القدماء المصريين بالفراعنة، موضحًا أنه إلى الآن لم يتم التوصل إلى حقيقة فرعون الطاغية، رغم وجود عدد من النظريات، مطالبًا بعودة مومياوات المصريون القدماء إلى المقابر مرة.

وفي الجزء الثاني نستكمل الحوار، للوقوف على أهم المبادرات الأثرية التي دشنها "الشماع" بجانب التعرف على دور وزارة الآثار في في الفترة الحالية في الملفات المختلفة، والرد على بعض الدراسات البريطانية التي توضح أن المصريين القدماء، ليسوا أهل مصر الأصليين ولكنهم مجرد غزاة.

وإلى نص الحوار ..

 

وبالحديث عن المبادرات .. هل تحدثنا عن مبادرة الخمس الكبار ؟

هي مبادرة دشنت من أجل استرداد خمس قطع أثرية وهي عملة كليوباترا، رأس نفرتيتي، الفستان الكتاني وهو أقدم فستان في التاريخ، تمثال حم إيونو وهو منهدس الهرم الأكبر، وخريطة تورين وهي أقدم خريطة في العالم.




وهل تم استرداد تلك القطع؟

للأسف لم تسترد تلك القطع من الخارج، لأنني مواطن، والتعامل مع المتاحف العالمية يجب أن يكون بصفة رسمية وبطريقة أخرى يجب أن يكون بـ"ختم النسر"، وأنا أطالب وزارة الآثار والتي تقول أنها تسترد وبالفعل استردت بعض الآثار الهامة، أن تسترد تلك القطع، فمن ضمنهم أقدم خريطة في التاريخ.

ولكن هل هناك أي مبادرات أخرى غير مبادرة الخمس الكبار ؟

هناك عدد كبير من المبادرات المدنية، فهناك مبادرة ترميم متحف الفن الإسلامي بعد تفجيره في باب الخلق، وفي هذه المبادرات توجد عدة أشياء مفرحة، ولكن هناك كم عراقيل غير طبيعي أمام تلك المبادرات، فهي عراقيل "خائبة" بكل ما تحمله الكلمة من معاني.

وأتذكر أنه في مبادرة ترميم متحف الفن الإسلامي كان من ضمن المتبرعين الأخوين سليم وكريم، والذين يبلغ عمريهما سبع وخمس سنوات، وأيضًا من ضمن الأشياء التي حدثت في تلك المبادرة أن المواد لم تصل من مخازن الوزارة كاملة رغم أنها من المتبرعين.

والحملة الوحيدة التي شاركت فيها الحكومة كانت بعنوان "المصريون يشيدون المتحف المصري بـ"2 جنيه"، وتم الموافقة عليها، وبعدها قررت الوزارة إنشاء لجنة لمتابعة الحملة، "ولو عايز تفشل أية حاجة إعملها لجنة".




ولكن لماذا لا تتعاون الوزارة مع تلك المبادرات ؟

"حطي سؤالك على سؤالي، ليه"، ولكني أشعر أنه منذ 2016، وهناك تغيير في وزارة الآثار، على الأقل اتجاهي واتجاه أفكاري، وأرى أن إدارة الآثار المستردة تقوم بعمل جيد، فمن الجميل أن يستردوا ويعرضوا تلك الآثار، حتى يشعر الجمهور بمجهودات الوزارة، بالإضافة إلى ظهور فكرة الاستماع إلى الفكر والفكر الآخر، فهناك خطوات إيجابية، ولكنها ليست على المستوى المطلوب، ولكن هناك خطوات.


إذا ما هي حقوق مصر والمصريين في المعروضات الأثرية في الخارج ؟

في منشور على "الفيس بوك" أوضح أحد الزائرين لمتحف "تورين" بإيطاليا أنه ذهب إلى مديرة المتحف وطلب منها أن يدخل مجانًا لزيارة آثاره، فاستغربت كثيرًا متسائلة هل هي آثاره بالفعل؟، وأؤكد أن روما سرقت عدد من المسلات المصرية، فهناك 13 مسلةً في ميادين روما، ووضعوا فوقها الصليب، وفي قاعدتها وضعوا تماثيل، في محاولة لتغيير الهوية، فالمسلات ليست لها علاقة بالمسيحية.




إذا هل تقوم الدولة بالمطالبة بتلك الآثار المتواجدة في الخارج ؟

تعتمد تلك الأمور على القوانين الدولية واتفاقية اليونسكو، فهناك صعوبة في استعادتها مرة أخرى، لأنه طبقًا لاتفاقية اليونسكو فإن الآثار المهداة والمباعة لا تسترد، ولقد أهدى محمد علي باشا آثار، كما أهدى "السادات" أيضًا آثار، كما كانت الآثار تباع رسميًأ في مصر حتى عام 1983، فهذه "خيبة كبيرة"، لذلك أرى أنه لزامًا على مصر أن تنسلخ من اتفاقية اليونسكو.


هناك أبحاث بريطانية أثبتت أن المصريين القدماء وصلوا إلى نيويورك والصين وأن أصل الصينين مصريين قدماء .. فما رأيك في تلك النظريات ؟

أعتقد أن هذه النظريات خاطئة، فلم يسافر المصري القديم إلى الصين ولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه كان بحارًا ماهرًا، ودليل على ذلك وصوله إلى بلاد بونط، وأنشأ المراكب التي مكنته من الإبحار في البحر الأحمر ذهابًا وعودة، وفي العصر البطلمي أقام فنار الإسكندرية.

ودعيني أوضح أن الحضارة المصرية القديمة، حضارة مُوثَقة ومُوَثِقة، بمعنى أن المصري القديم عشق توثيق الأحداث، فلو استطاع الملك أن ينجح في الوصول إلى تلك البلاد، كان سيظهر ذلك على جدران المعابد، وأنا ليس لدي أي دليل على وصول القدماء المصريين إلى الصين أو إلى الولايات المتحدة.

وأشير هنا إلى الإعلان عن اكتشاف هيروغليفي في استراليا، فمن الممكن أن تكون كلها ادعاءات لا صحة لها، فمثل هذه الأبحاث من الممكن أن تدر عليهم الملايين من الدولارات بل المليارات، ولذلك لا تريد ألمانيا أو بريطانيا أو أية دولة إعادة الآثار المصرية المتواجدة عندها.




من ناحية أخرى هناك دراسات بريطانية توضح أن أصل المصريين أقباط، والقدماء المصريين ما هم إلا محتلين الأرض .. فما تعليقك على ذلك ؟

"يلا بقى نشتغل كائنات فضائية والذين هبطوا من السماء"، وبالمناسبة كلمة قبطي ترجع إلى الكلمة الهيروغليفية "حوت كا بتاح"، فهي تعني مصري، ولا تعني مسيحي، بل تعني مصري، فأن امسلم قبطي أي أنني مسلم مصري.


"نحن بناة الأهرام" من المحاولات الإسرائيلية لتهويد التاريخ المصري ... فكيف يمكن التصدي لتلك المحاولات ؟

"باللي أنا بعمله"، يجب التوعية، وفتح باب التوعية أمام الجمهور والشعب، وتدشين محاضرات عامة في محافظات مصر المختلفة، فلكل فرد عمله الخاص، ولكن يجب أن يؤدي دوره اتجاه البلد، ويجب أن تكون تلك المحاضرات مجانية .




دائمًا ما توجد أخطاء تاريخية أثناء كتابة التاريخ .. فهل تتدخل الأهواء الشخصية في كتابة التاريخ .. وكيف يمكن التصدي لذلك ؟

بالطبع تتدخل الأهواء الشخصية في كتابة التاريخ، فبنو إسرائيل دائمًا يروجون لعدد من الإشاعات، لذلك وجب كتابة التاريخ بأيدي مصرية، ولا يعني ذلك إهمال الكتابات الأخرى، فأنا عاشق للمدرسة الإنجليزية للآثار، ولكن يجب الحذر لأن الأهواء الشخصية تتدخل في كتابة التاريخ، لذلك اجتمعت مع وزير التعليم وطلبت منه الاجتماع بالمدرسين مرة شهريًا، ولكن خرجت الاتهامات القائلة أن بسام الشماع يهين المدرسين والوزارة.


طالبت بحذف اسم هيرودوت من المناهج فلماذا ؟

ألف هيرودوت تسع كتب، وأنا اعتمد على كتابه الثاني والذي ألفه عن مصر، في كتبي، ولكن كي يستطيع القارئ التمييز بين مواضع كذب هيرودوت ومواضع الصدق يجب أن يكون متعمق في التاريخ المصري، مثله مثل الإنترنت فلا يجب استقاء معلومات تاريخية عن طريق الإنترنت إلا من مصادر موثقة.

في النهاية .."لكل شيء أصل" فما هي أبرز العادات والتقاليد التي مالزت مستقرة في قلب المصريين من أجدادهم؟

أولًا عادات في الأكل، مثل البصل الأخضر، والكراوسون، والعيش الفينو، والحواوشي والساندوتش، والعادات هناك الكثير منها العياط والندابة، فهي عادة مصرية قديمة، فتقوم النساء بتأجير "ندابة" أثناء حالات الوفاة .



bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 259 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2017 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

121,740