موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

مصريات


" الحياة في مصر القديمة( معاملة الزوجة)  "

 

كان المصري القديم حريص على تكوين عائلة مستقرة وقد ترك لنا الحكماء القدماء من النصائح التي توجه أفراد المجتمع إلى الطريق السديد في التعامل مع بعضهم البعض ومن أهم وأجمل الأمثلة لهذه النصائح تلك التي تم ترجمتها من قبل العلماء من عدد من البرديات وعرفت بنصائح الحكيم "آني" الذي كان يعمل بقصر الملكة "إيعاح - مس نفرت إري" وهي زوجة الملك الشهير "إيعاح -  مس" ( أحمس ) أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة (1580-1558) ق م وقد أشتهر هذا الملك بأنه قاد الجيش المصري ليحاصر الهكسوس (حكا – خاسوت) في منطقة "شاروهين" لمدة طويلة حتى استطاع الجيش المصري هزيمة أعداء مصر الطاعون الذي التصق بشمال مصر وأحتل مساحة كبيرة من البلاد لمدة زمنية ليست بقصيرة
عودة إلى الحكيم "آني" وكيف نعامل الزوجة:
كتب "آني" عن مشاكل الزوجية في المنزل المصري القديم وكيفية التعامل معها وحل معضلاتها والبعد عن المشاكل والتحذير من أسباب الخصام وتجنبها وقد شرح "آني" للزوج في نصيحته الخاصة بأسباب الخصام, كيف أنه لا يصح أن تراقب زوجتك,  وربما كان يقصد هنا الأعمال المنزلية للزوجة التي تتميز بالكفاءة في منزلها وانه لا يصح أن تسأل عن شيء بطريقة ما، (ربما كان يقصد إزعاج الزوج لزوجته عندما يسألها عن مكان وجود شيء في المنزل وسؤاله لها بإحضاره بطريقة تؤدي إلى التشكيك في قدرتها على الرغم من أنها وكما يقول "آني " قد وضعته بطريقة منظمة في مكانه الصحيح ) .
يستطيع الفرد هنا أن يستنبط كل هذه التحاليل اللغوية والأدبية والرمزية وذلك لسهولة النص ويسر فهمه وذلك للنسبة العالية من المباشرة الموجودة في ثنايا العبارات .
كتب "آني" يقول  :
"هناك في البيت أسباب للخصام على القلب أن يتجنبها وهى تبدو خطيرة بالنسبة لكل الجوارح لذا لا تراقب زوجتك في البيت ما دمت تعرف أنها كفاءة، ولا تقل لها أين يوجد هذا أحضرية ، في حين أنها وضعته في المكان الصحيح"
إذن بماذا تنصحنا يا حكيم مصر القديمة ؟
يسترسل "آني" قائلا : "فلتراقبها عينك بينما تظل أنت صامتاً، هكذا تستطيع أن تدرك مدى كفاءتها"،  وهذا ما يذكرنا بطبيعة تصرفات بعض الرجال مثلا وحينها يبدأ بعض الأزواج في إلقاء النصائح والأوامر والآراء في أشياء تتعلق بالأثاث والتنظيف والمطبخ وغيرها من النشاطات التي نعلم جميعا مدى نجاح المرأة فيها ومدى فشلنا نحن فيها، ( أقول البعض لكي اتقي غضب الرجال من أبناء جنسي )، ولا ينسى "آني" أن يذكرنا بالرومانسية ( التي لا يجب أن تموت بين المتزوجون ) فيكتب :
"وعندما تمسك بيدك ، فإن هذا شيء طيب وسعيد، الكثيرون لا يعرفون ذلك"
أحسنت يا "أني" فكلماتك تعبر عبر أثير السنوات وتضاريسها لتصل لنا بنفس قوة صداها ولكن من عباراتك أيها المصري القديم استنبطت سؤال عندما قرأت إجابته عندك، ماذا نعمل نحن الرجال لكي نتجنب الخصام ؟
يقول "آني" مجيبا قبل أن أسأل أنا:
"إذا كان رجل لا يريد الخصام في بيته فعليه ألا يبدأ"،  وينصح أيضا بأن نتحكم في أعصابنا ونروض قلوبنا قائلا: من أقدم على تأسيس أسرة عليه أن يجعل القلب السريع الغضب حازما وثابت العنان .
وينهي المصري الناصح نصيحته هذه بجملة غاية في الأهمية محذرا الرجل من الوقوع في شباك امرأة "أجنبيه" (ربما كان يقصد امرأة غير زوجته أو من خارج قريته أو بلدته أو غريبة عن مجتمعه ) يقول:  "لا تسر في ركاب امرأة (أجنبية ) و لا تسمح لها أن تأمر قلبك" وهنا تحذير واضح من فعل الخيانة والسير في الدرب الخطأ وهو ما يؤدي إلى الخصام الأكبر 

 

bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 1 يناير 2017 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

139,569