نـظـرت إلى نــور السمـاء بقـلبهـا
فالظـلم في ذي الأرض قد أعـمـاها
قـامــت تـنـاجــي ربهـا مـحـزونـة
بـثـت إلى رب الــورى شــكـواهـا
ولـهــول مـالاقــتــه كَـلَّ لسـانـها
لـم يسـتـطـع نـطـقـا ولاشـفـتـاها
والله يسـمـع مـا يـجــول بصـدرها
والله مـطـــلــع عـلـى نــجـــواها
سحب المصائـب أمـطـرت من فوقها
سيــلا فـغـطــى سـهـلـها وربـاهـا
هـذي العـروبـة قـد تـمـزق شـملها
ومـخـطــط الأعـــداء حــل عُــراها
حـتى تَـهَـادَت والـعـدو يســوسـها
والبـعـد عـن رب الـورى أشـقـاهـا
وتـوكـأت زمــنـا عـلـى أعــدائـهـا
لم تـمـتــلك أن تـستــقـل عـصـاها
واسـتـعـذبـت كـأس المـذلة والخـنا
واستـعـظـمـت أن تستـعـيـد قـواها
بـاتـت تــوالي مـن يـعــادي دينـها
وشــريـعــة الإســـلام لايـرضـاها
هـجـرت مـعـاقـل عـزها فـتنكست
رايــاتـهــا بـعــد ارتــقــاء ذراهـا
مجـد العـروبة في الأنـام مـغـيـب
وحــضــارة الأجـــداد لسـت أراها
أرض الـعـروبة مااستـبـاحت عرضها
حـتى اغـتـصـبـن نسـاؤهـا إكـراها
كم من عروس أصبحت تنعى وكـم
خنسـاء فـقدت في المسـاء أخـاها
كـم مـن ولـيـد يـتـمـوه بـمـهده
أوطــفـلـة صــاحـت تـروم أبـاها
والنـيـل يبـكي الرافـديـن بحـرقـة
حـبـس النــدى ودمــوعـه أجـراها
فـالطـائـفــيـة بالـعـراق تـمـددت
أضـــرارهـا وتـقــلـصـت جـدواها
وصـغـار شــام يشــربون دموعهم
والـجــوع حـت عـظـامـهم وبراها
أرض النـوارج أيـن أيـن غـصـونـها
وحــدائـق الـزيـتــون فوق ربـاها
والقدس قدطـال الـزمـان ولم تزل
مغـلـولاتـان لـدى الـيـهـود يـداها
بقروا الحوامل في الرهـان بطونها
واستخـرجـوا مثـل الجـزور سلاها
نبكي على السودان أم نبكي على
اليـمـن التي لم تسـتـبـن مـثواها
وذئـاب بــوذا حــرقـوا فـتـيـانـنا
النـار تـأكـلـهــم فـمـن أطــفـاها
وسياسـة الغرب اللعـيـن توعـدت
إيــــذاء مـشــرقـنــا ومـا آذاهـا
دسـت نقـيـع السـم في بـلدانـنا
لـتـمـيـت للـقـيـم التي نـحـيـاها
حتـى بنى أهـل الخـلاعة والخـنا
دور الدعـارة شـاهـقـا مبـنـاهـا
خـمـر وعـربـدة ومـحض ديـاثـة
تبـا لمن في شـرقـنـا يـهــواها
جلـبوا لنا شــرا لـقـعـر بيـوتـنا
هذي الجـرائـم لا ولـن تنســاها
أخـتــاه لا تستـسلـمي لمصابـنا
هيا ارفعـي الأجيال فـوق ربـاها
قومي استعدي كي تعيدي جيلنا
لـشــريـعــة الإســـلام ماأبهاها
وتيـمـمـي زوج الـنـبـي تأسـيـا
وترسـمـي بنــت الـنبـي خطاها
ولـتـغرسي في الجيل عـزة أمة
لا ينضـوي بـيـد الـغـزاة غـذاها
من بـات مـرتقـبا مَـؤُونَة غـيـره
سـيـقـبـل الأقــدام بـل وثـراها
شعر
أبوقاسم القناوي أحمد