جاءت مُـعـذّبـتي ــ
...
.
صَـلَـبَ الـنّـوى حـرفي عـلى شـفَـتي
واقـتـاتَ صـبـرَ الصّـبِّ يا أنـتِ
كـم عـانَـدتْ لقـياكِ بـوصَـلةٌ
ولـكلِّ دربٍ أنـتِ بـوصـلتي
أنتِ الهـوى يسـريْ علـى ظـمَـأٍ
لـولاك ما المـعنـى لأوردتـي ؟
لـولاكِ ما قـلبي وما نبضـي
ما الأُكـسجـينُ سـواكِ يا رئتـي ؟
يا عـذبَـةً قـد أنطقَـتْ دنِـفَـاً
ولـهُ أفاضَـتْ أحـرُفُ اللـغَـةِ
مالـي أراهـا اليـومَ هـامـدَةً
مـنثـورةً وقَـفَـتْ عـلى شَـفتـي !
وحـدي أنا والشـوقُ يجـلِـدُني
والليـلُ يلسـعُ عقـرَبَ الـوقـتِ
وحـدي وأنـتِ وأحـرُفي رسـمَـتْ
طَعـمَ الغيـابِ المُـرِّ والعَـنَتِ
وحـدي وأنتِ .. وصفـحـتي امتلأتْ
بالسّـهـدِ يا عيـني وأمنـيتـي
فيـكِ القـريضُ يمُـدُّ لـي يـدَهُ
ويخـوضُ بـي ما شـاءَ في ثقـةِ
ويطـوفُ بـي فَـلَـكاً ويجـمعـني
بالطّـارِقِ الـخفّـاقِ فـي دَعـةِ
ويـراكِ صَـدرَ البيـتِ مُـكـرَمَـةً
ويـراكِ شـطـرَ الشـعـرِ مُـلهـمَـتي
جُـودي بحـرفيَ ووانـثـري شَـذرا
لا تكـتفي يا أنتِ بالمـئـةِ
إذ أنتِ كُـلُّ قصـيدَةٍ نبضـتْ
بالشـوقِ إذ ألهـبتِ قافيـتي
جـولي بنبضِ الحـرفِ باسـطَةً
كفّـيكِ جـودي غيـرَ آبِـهـةِ
ما غاضَ قبـلَ الآنَ مُـذْ عَـلِقَـتْ
نُـطفُ الهـوى في القـلبِ مِـنْ سَنـةِ
ماغاضَ حـرفي لا ولا هـدأتْ
ريـحُ الغيـابِ تقـدُّ أشـرعتـي
والبـعـدُ في أفعـالِـه عَـجـبٌ
أنيـابُـهُ تقـتاتُ مِنـسأتـي
لـو شـئتِ هـاكِ لمـا مضـى قصصـاً
مـرّي عـليـهـا كيفـمـا شـئتِ
أتـرينَ .. قبلكِ قِبـلَـةً صـرَفـتْ
قـلبي وأهـدتْ قُـبلَـةً شَفـتي !
مُـرّي علـى مُـرِّ النّـوى وقِفي
وهـناكَ قُـولي كـيفَ لـم يَـمُـتِ !
أحـيـا بمـوتٍ فـي هـواكِ ومـا
أحـلاه مـن مـوتٍ ومـقـصـلةِ !
مـالي أراكِ بـكـلّ زاويـةٍ
وبكـلِّ وجـهٍ ناظـرٍ جـئتِ
وبـكلِّ حـرفٍ أنـتِ حاضـرةٌ
وبـكلِّ مـوسيقـى وأغنـيـةِ
وأراكِ في "عصـفـورة الشجـنِ"
وأراكِ في " جاءت معذّبـتي "
وأراكِ ـ لـو أغمـضـتُ ذاكـرةً
وسـددتُ بابَ الأمـسِ ـ ذاكـرتي
وأراكِ في النسـيانِ خالـدةً
وإليـكِ أمـشي دونـمـا جهـةِ
حسين مقدادي
أعجبني