السياسي والسروال
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة السادسة والاخيرة
***********************
نظرت الصغيرة إلى عفت وهو يسجد وقالت
- انظري يا جدتي ما يفعله هذا الرجل . . إنه يأكل الأرض !
فأجابتها العجوز:
- اسكتي يا حمقاء . . إنه لا يأكلها , بل يقبلها . ثم إن هذا ليس من شأنك . ربما كان هذا الرجل يحب وطنه , وربما يكون أيضًا مخمورًا . . ومن الأفضل ألا يكون هذا أو ذاك . لكنك يجب أن تعرفي الآن . . فقد أصبحت كبيرة .
وتساءلت الصغيرة في بلاهة :
- وكم عمري الآن يا جدتي ؟
- عمرك . . إنك في الحادية عشرة . فقد ولدت في السنة التي سقط فيها السروال من عفت في ليلة عرسه !
هنا شعر عفت أن وطنه يبصق في وجهه . وخاطب نفسه:
- الله أكبر . آه . .الله أكبر , وكريم , ورحيم . إنهم يؤرخون باليوم الذي سقط فيه سروالي . وها هي طفلة صغيرة , تجهل عمرها , تعرف أنه منذ عشر سنوات . . سقط من عفت سرواله !
لقد عشت وجودين . وأصلحت حياتي . . من بائس مسكين إلى إنسان غني . ووصلت إلى قمة السلطة , وحكمت بلدًا , وأمليت قوانين حكيمًة وجعلت دولة بأكملها سعيدة . وكان من الممكن أن أكون سلطانًا . . وأول امرأة فقيرة أقابلها , تبحث عن قمل في شعر حفيدتها الصغيرة , لا تستطيع أن تنسى أنه منذ عشر سنوات قد سقط سروالي !
قفز عفت إلى سرج الجواد , وحول وجهه , واندفع في المغامرة . .
هذا هو ما يعلمه من الناس .
لكن الله وحده يعلم ما في أعماقهم .
#عصام_قابيل