فضفضة وتأمل

يحكى أن أحد قياصره الروم بلغته أخبار جود حاتم الطائي فأستغربها ، و بلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزه عنده ، فأرسل اليه بعض حجابه يطلبون الفرس فلما دخل الحاجب دار حاتم استقبله أحسن استقبال و رحب به وهو لا يعلم أنه حاجب القيصر ، وكانت المواشي في المرعى فلم يجد اليها سبيلا لقرى ضيفه فنحر الفرس وأضرم النار ثم دخل إلى ضيفه يحادثه ، فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر يستميحه الفرس فساء ذلك حاتم وقال : هل أعلمتني قبل الآن فأنى أخبرت أبني شمر ينحرها اذا لم أجد جزورا غيرها ، فعجب الرسول من سخائه وقال : والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا.

وقيل عن حاتم الطائي أنه ذبح نياق والده لإكرام ضيوفه ، و قيل أنه كان غني و صرف كل ماله على إكرام الضيوف .

فإلى هذا الحد كانت الأخلاق عن العرب ، الى درجة ان حاتم الطائي فقد كل ماله من أجل أن يكرم ضيفه و عاش بعدها فقيرا ، مع إنه كان في عهد الجاهلية قبل الاسلام ، أين نحن يا سادة يا كرام من هذا ، و أصبحت في أيامنا هذه تُسرق أحذية الناس من المساجد أثناء الصلاة في وضح النهار ، و الكلام لا يحتاج الى توضيح اكثر مما قيل ، و الواقع يعيشه الجميع ، و لكن كل ما قصدته هي فضفضة و لحظة من التأمل لعلنا نستفيد من هذه العبرة .

بقلم محمد عدلي محمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

159,934