الجمال إحساس يسكن بداخل أعماق الإنسان

سبحان من أبدع الحياة و زينها بالجمال ، و خلق الإنسان ليكون حاملا بداخله لكل أدوات الجمال ، بل أمره الله عز وجل ليعمر الأرض ويجعلها لوحة فائقة الجمال عن طريق قدرته على الإصلاح والتعمير والبناء ، فالمواهب التي يمتلكها الإنسان التي وهبها الله له هي التي تحمل روح الجمال والإبداع بداخله ، وهي التي تجعله القادر على أظهار الجمال وترجمته والتعبير عنه ، بل وتجعله أيضا قادر على تحويل الجمال من عالم المحسوس إلى عالم الملموس .

و في الحقيقة إنه لا يوجد تعبير يمكن أن نعبر به عن الجمال أجمل من اللوحة التي رسمتها القدرة الإلهية في هذا الوجود وهي الطبيعة الخلابة بمناظرها الساحرة .

فالشمس تنثر علينا أشعتها الذهبية فتحمل مع أشعتها كل ألوان الجمال والبهجة ، فتفيض بالجمال على الإنسان والحيوان والطير والزرع والصخور و الجبال .. الخ ، حتى أصبح ما من شيء على وجه الأرض إلا ويستفيد منها ومن أشعتها الذهبية التي تحمل الحياة والبهجة والجمال إلى كوكب الأرض و مخلوقاته .

والقمر يهل علينا مع مطلع المساء لينثر علينا أشعته الفضية ليفيض علينا بألوان جديدة و جميلة من الجمال ، فكل كائنات الأرض في أمس الحاجة لتنعم بالهدوء والسكينة في ظل هذه الأشعة الفضية .

والسماء ذات القبة العالية بلونها الأزرق الهادئ تبعث رسائل الجمال و الأمل إلى سُكان الأرض وتقول لنا : ـ (( مهما تعثرت عليكم الحياة فارفعوا الرؤوس نحوي وانتظروا فرج الله قادم لا محال )) .

والأنهار والبحار والمحيطات والصخور والجبال وكل المخلوقات كبيرها وصغيرها في هذا الوجود الكل يحمل الكثير والكثير من ألوان الجمال المبهجة .

ولكن مع كل هذا الألوان الساطعة بالجمال التي تتناثر علينا والتي تمنحنا أيضا الحياة أمسينا لا نشعر بأي جمال و أمسينا نهتم بالأشياء المادية فقط و انغمسنا في مشاكلنا الشخصية على حساب إحساسنا بالجمال و التمتع به ، و يبقى الآن أن نبحث عن العين التي ترى هذا الجمال والإحساس الذي يستطيع أن يترجم لنا جمال الكون لننعم به .

وليسما أن الإنسان هو المخلوق الذي منحه الله كل أدوات الحس والشعور لكي يكون قادرا على التعبير عن الذوق العالي والإحساس المرهف بالجمال ، فبهذا كان الإنسان هو المعني بإظهار جمال الكون البديع ، فهيا بنا لنترجم جمال الحياة والوجود في قصيدة شعر أو بريشة فنان ، هيا لنمارس إنسانيتنا و نساهم في الإصلاح والتعمير والبناء فنصنع من حولنا مجتمعا يكون أجمل ، فنجعل من وطننا الغالي وطن أجمل و أجمل ،فنحول حياتنا إلى لوحة فنية مبهجة .

المتفائلالحياة جميلة برغم العثرات ... هكذا خلقها الله عز و جل ... ياليتنا لا نحولها إلى جحيم بأيدينا !!!adlymohamed.blogspot.com


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,101