مغامره في الغابه
تاليف: مي عادل
في يوم من الايام قرر مهدي واصدقائه ان يقوموا بمغامره مثيره للغايه في الغابه
لا يعرف لماذا؟؟ ربما للتمعن بجمال الطبيعة والتفكر في قدرة الخالق عز وجل.
لانه منذ طفولته كان يسمع ويقرأ قصص عن الغابة ومغامراتها.
كان يفكر بأن الغابة عبارة عن مساحات واسعة ممتدة لانهاية لها مليئة بالأشجار العملاقة المتشابكة أو حتى حيوانات مفترسة أو حيوانات أليفة.
كان على يقين تام بأن الغابة لوحة فنية أبدع الخالق في تكوينها ورسمها كانت تعني له الغابة المغامرة وأحب أن يراها على أرض الواقع.
وكانت هذه المغامره هي فكره مهدي فاخذ راي اصدقائه الشباب ( علي، اشرف، يوسف) في الذهاب والقيام بالمغامره معه. فصرخ اشرف في وجه مهدي وقال له: كيف يخيل لك الذهاب الي الغابه المليئه بالوحوش والتي نسمع اصواتها المخيفه ليلا هل انت مجنون ؟ وقال له: نسمع اصواتها المخيفه ليلا “هاهاها ” اتخاف من تلك الوحوش اذا رأك احد الوحوش سوف يهرب من الخوف منك “هاهاها” فصرخ في وجهه وقال له: اسكت يجب علينا الاستمتاع بالاجازه ولا نذهب الي تلك الغابه المتوحشه فقال له مهدي: كيف نستمتع بالاجازه ايها الفتي الاحمق ؟
قال له اشرف: نذهب الي السينما او التصلق علي الجبال او السباحه. فقال له مهدي: لا..لا الافضل نذهب الي الغابه فصاح يوسف في وجههما وقال: لماذا تصرخون قال له اشرف: الاحمق مهدي يريد الذهاب الي الغابه وقال يوسف وباقي الشباب: الغابه!! سوف نذهب الي الغابه!! يالها من اجازه جميله واخذوا يرقصون ويهللون ويقفزون من كثره الفرح وهم يقولون سوف نذهب الي الغابه ونهاجم الوحوش المتوحشه وسوف ناخذ من كل حيوان نقتله اسنانه ونقوم بعمل عقود نرتديها . وحين ننتهي من تلك المغامره المثيره نحكي كل ما رايناه، وفعلناه الي اصدقائنا واقاربنا حتي يفتخرون بنا وياخذوننا مثل اعلي لهم في الشجاعه. ونحكي لاهالينا عما حدث معنا حتي يفتخروا بنا. علي و يوسف صرخوا في وجهه وقالوا له: لن نذهب الي الغابه افهمت ؟ واخذ اللاصدقاء يتشاورون في تلك المشكله حتي وافقوا اخيرا. وقام كل من يوسف، علي، اشرف، ومهدي بوضع اغراضهم في الحقائب وذهب كل من يوسف وعلي الي السوبر ماركت لكي يشتروا بعض الاغراض الازمه لتلك الرحله وقام مدير السوبر بطردهما بعد ان اشعلوا الضوضاء في السوبرماركت وبعد ان قاموا بشراء بعض الاشياء الازمه اشعلوا ايضا الضوضاء في الشارع حتي وصلوا الي المنزل صرخ كل من مهدي و اشرف في وجههما بسبب الضوضاء، وبعد ان انتهوا من وضع كل شيء في الحقائب ركبوا السياره ومن هنا بدات المغامره ... ودخلوا الغابه وهم خائفون سالكين طريقا لا يعرفون مخاطره , وأثناء المسيره شعروا بالتعب والجوع الشديد وقد أصابهم الصداع من شدة حرارة الجو. فتناولون الطعام وإصابهم النعاس بعد ذلك، ارادوا الاسترخاء تحت شجرة مثمرة لا يعرفون الثمر الذي تحمله تلك الشجرة العملاقة حتى سيطر عليهما النعاس وذهبوا في سبات عميق.
إستيقظوا بعد الغروب حيث خيم الظلام وذهبت الطيور إلى أعشاشها فلم يرون سوى نجوم لامعة تتوسط السماء في تلك اللحظة كان مهدي واصدقائه خائفين قلقا بأن يصبحون فريسة للحيوانات المفترسة.
فكروا قليلا كيف يحمون نفسهم فقرروا التسلق فوق الشجرة العملاقة وناموا عليها بطريقة لايعلمها إلا الله ، كانت الساعات تمر وكأنها أيام وكان كل منهما يدعو الله أن تمر الليله على خير حتى بزوغ الفجر وغردت العصافير، معلنة بدء يوم جديد. وكانو على أمل في العودة إلى البيت. احسوا بالجوع فتناولوا بعض الساندويتشات التي كانت في حقيبه اشرف لعلها تسد الجوع، وأخذوا السير على جوانب الغابة يلتقطون بعض الثمر ويسيرون مستسلمين لحكم الله وقضائه وقدره ، فلا مفر لهم إنهم في سجن بما حص بالحيوانات الضاله المفترسه، فكروا بتأمين سكن لحمايتهم من الحيوانات الضالة .. فكروا بطريقة لإحضار الطعام ، فكروا كيف يعيشون وحيدا بعيدا عن الناس!!
فكروا... فكروا لا حل لمشكلتهم. فجأة سمعوا صوت عيارات نارية ..يا فرج الله الأمل يعود، ربما احدهم جاء لممارسة هواية الصيد. ولكن كيف يشعر هذا القادم المجهول بوجودهم في هذه الغابة .. اخذ مهدي يلتقط الحجارة ويقذفها من مكان إلى آخر لا فائدة لا احد يشعر بوجودهم وذهب احدهم للبحث عن الماء .. وإذا بأفعى يتجه نحوه ...وصار يصرخ بأعلى صوته ويقول للافعي: أرجوك .. أرجوك اتركني لا اريد الموت واني وحيدا في تلك الغابة ليس لي غير اصدقائ . قالت الافعي له: لا .. لا تخف يا صديقي أنا لا أؤذي من لا يؤذيني سوف نصبح أنا وإياك أصدقاء ، فرح كثيرا وعلم بأن الله معه وجلس بكل آمان وقال بنفسه: ما دامت الأفعى السامة أصبحت صديقة لي لا بد أن الحيوانات جميعها تكون صديقة لي ايضا.
مرت الأيام تلو الأيام .. يعيشون بكل آمان في الغابة والشوق والحنين يراودهم لقد تركم أهاليهم وأصدقائهم. تركوا كل شيء أحبوه ، وكانو يرسلون أشواقهم مع الطيور المهاجرة على أمل بأنهم سوف يعودون إلى بيتهم .. وبعد لحظات،
ذهب اشرف و يوسف من ناحيه مهدي، وعلي من ناحيه اخري واتفقوا على ان يتقابلان في وقت العصر وقابل كل من مهدي وعلي وحشا ضخما يقترب منهما يريد افتراسهما لانه كان شديد الجوع. وكان كل منهما يصرخ من شده الرعب ويسرعون في الجري ويطلبون الاستغاذه. وفجاه، افتكر مهدي انه معه سكين توقف وقرر بمنتهي الشجاعه والعزم ان يهاجم الوحش حتى كاد الوحش ان يأكله ويفتك به، ولكن وقام علي برمي حجاره كبيره في فمه وقام مهدي وقتها بطعنه عده طعنات في كل جزئ من جسمه حتي قتله وصار جثه هامده علي الارض لا يتحرك. واخذ مهدي اسنان الوحش من فمه ليعملها عقد يرتديه. وبعد لحظات، افترق اشرف عن يوسف وقابله غوريلا كبيره كانت تقترب منه تريد ان تفترسه . وحين شاهدها اشرف جري وهي تجري ورائه تريد ان تمسك به وتفترسه. صار يصرخ باعلي صوته ويقول : انقذوني.. انقذوني !! يوسف سمع صراخه واسرع لانقاذه، وقام بضرب الغوريلا بحجاره كبيره ، ومهدي اخذ السكين وصار يهاجمها ويطعن الغوريلا عده طعنات حتي كانت سوف تقضي عليه. وبعدها فرحوا بانتصارهم، وقتلها واخذوا يرقصون ويضحكون من فرحه الانتصار. اشرف قرر ان يمزح مع علي وقرر ان يمش وراهه بشويش .. بشويش بدون اصدرا صوت. ثم اصدر صوت الذئب صرخ علي وامسك به اشرف فخاف وقال له: اذا اصدرت صوتا سوف اكلك. وقتها اعتقد علي ان الذئب هو الذي يتكلم معه فاغمي عليه. ثم ايقظه اشرف وقال له: هذا ليس الوقت المناسب حتى يغمي عليك صرخ في وجهه.
وقال له: اذا انت الذي كنت تصدر صوت الذئب!!؟ ضحك عليه اشرف واخذوا يتشاجران وجاء مهدي ويوسف. وقال لهما هذا ليس الوقت للتشاجر وجاء اسدا كبيرا جدا ففروا من الخوف والرعب من زئيره. وذهبا كل من علي ومهدي من ناحيه اشرف ويوسف من ناحيه اخري. وكان الاسد الضخم يهاجم يوسف واشرف وكان يصرخ ويقول النجده .. النجده. وكان يوسف يرتدي قلادتين متكاملتين قام بخلع واحده وقدمها له وقال : اهرب وخد تلك القلاده. قال له اشرف: لا اني خائف عليك قال له يوسف: اذا كنت تحبني اهرب ... فهرب وتركه مع الاسد وذهب مسرعا واخذ يبكي .. ويبكي حتي جاء مهدي وعلي وقالو له: لما تبكي؟ واين يوسف؟ واشتد في البكاء وقال لهما: اعطاني تلك القلاده و تركته مع الاسد فقال له مهدي: سوف اتركك انت وعلي هنا واسرع لانقاذه. ولكن قال له اشرف: لا تذهب وحدك وذهبو ورائه الي المكان الذي تركه فيه مع الاسد ووجدوا ملابسه الممزقه وسنتين كبيرتين على ملابسه واعتقدوا انه مات!! فقال مهدي: لهم يجب ان نذهب الي المنزل الان. وحين فاق يوسف واسترد وعيه مما حدث له. اراد الاتصال باشرف حتى يخبره انه مازال حيا. وقال له اشرف: اين كنت ؟ كلنا كنا قلوقين عليك واعتقدنا انك توفيت يجب عليك ان تاتي الان وتخبرنا بما حدث معك بالتفصيل.
حين رجع اليهم حكي لهم عن صراعه مع الاسد وقال لهم: انا كنت علي حافه الموت حتي اتي رجلا غريب قتل الاسد. ووجدني في حاله اغماء فانقذني. وبعد ما استرديت وعيي اتصلت بكم لكي اطمانكم علي، وشكرت الرجل علي انقاذه لي .
انتم حقا شباب مجانين انكم فكرتم بالقيام بهذه المغامره المجنونه، المثيره، المرعبه. ولكن لا ننكر اننا تعلمنا منها الكثير . وتلك التجربه سوف نفتخر بحكيها لجميع الناس ولابنائنا عما حدث معنا في الغابه وما شاهدناه. وابنائنا سوف يحكون لاحفادهم ايضا عن ما حدث لاجدادهم في الغابه.