رواية الذعر .......( الجزء الرابع )....
بدأ وجه شريف شاحب فى تلك اللحظات وهو يجلس فى مكتبه . لقد فقد النوم وشعور بالإرهاق يحوم حوله ولكن التفكير يعتصره ,, فما حدث كان أمر غريب الخيوط تتباعد كلما تخيل أنها اقتربت .. فقد كانت مفاجأة لم يتخيلها حينما بدأ الحفر والتنقيب عن جثة مروان كما أشار مهند ولكن حين استخراجها بعد التحلل الواضح لها والرائحة الكريهة يصرخ مهند هذا ليس مروان ..
كانت علامات التعجب ترتسم على الجميع لقد كان البحث عن جثة قد قتلت منذ زمن على حد قوله ل.. مروان ولكن مهند كان مفزعا ً لقد اخبرهم أن هذه الجثة ليست له أنها جثة فادي ..!!
عصر شريف عقله وهو يغمض عينيه ويشعر بدوار شديد وبعض الإعياء ..ويعيد ترتيب الأحداث ..
وهو يعتدل واقفا ً يسير بخطوات سريعة نحو حجرة مهند الذي يمكث بها ويفتحها فى عنف وقد فزع مهند من فراشه وهب واقفا ً وهو يمسكه من ملابسه ويصرخ فيه ويقول يكفي تلاعب إلي الآن واخبرني الحقيقة ..
قال مهند اقسم لك أنها الحقيقة ولم أكذب ..
قال شريف لقد أخبرتني بقتلكم مروان ..كيف تخبرني أن هذه الجثة هى ل فادي..!!؟؟ وقد تعرفت عليها من ملابسه التى كان يرتديها كثيرا ً أمامكم .. ربما كنت مخطأ ً أو نسيت أن مروان لديه نفس الملابس
قال مهند لقد مات مروان بملابس مختلفة تماما ً أتذكرها جيدا ً وهيئة مروان تختلف فى الجسم عن فادى طويل القامة
قال شريف إذن كيف تفسر بوجود جثة فادي مكان مروان على حد قولك ..؟
قال مهند أنها ألعاب الأشباح ..
قال شريف عليك أن تكف عن قول الأشباح تلك ..فأنا لا أصدق هذا الأشباح إلا فى القصص الخيالية والأفلام المخيفة أما الواقع لا ..
قال مهند ربما لو بحثت فى النت عن قصص حقيقة حدثت أو صور لأشباح ستجد الكثير ..
قال شريف بغضب ما زلت أيها المراهق تتمتع بعقل الطفل
قال مهند إذن فما تفسيرك فى انتحار كل هؤلاء .؟ وما تفسيرك لوجود جثة فادى بدلا ً من مروان الذي اختفت جثته ..وأظن أنني اعترفت بجريمة قتل حدثت وقد اشتركت فيها فلما الكذب ..
قال شريف : نحن نتبع قصتك التى ربما كانت كاذبة وللأسف كل الشهود ماتوا على تلك الجريمة ولم يعد إلا أنت ..والغريب أنك لم تحاول الانتحار إلى الآن ..,,
ارتبك مهند وقد ظهرت عليه علامات الرعب أنا انتظر في أى لحظة الموت كباقي رفاقي ..
فجأة يقتحم خالد الغرفة وقد بدأت عليه علامات الارتباك شعر شريف برجفة خشيت أن يخبره بضحية انتحار جديدة فمن المفروض أن الضحية الأخيرة هو مهند الذي يقف أمامه ..
قال خالد لدي بعض الأخبار ..
قال شريف قل ما لديك ..
قال خالد : لقد جاءت رسالة تفيد أنه لم يحدث أى اتصالات أو مكالمات للأرقام الضحايا كما قال مهند ولم يتم تسجيل أى شىء أو تهديد لأى شبح ..
نظر شريف نحو مهند وهو يبتسم بسخرية ثم عاد نحو خالد وماذا هناك أيضا ً ؟؟
قال خالد التقرير المبدئي للجثة التى وجدناها يفيد بأن الشاب مات عن طريق الخنق ..
ولا يوجد أى أثر لضرب سكين ويبدو أن الضحية حاولا الخلاص مع القاتل لكي تحدث المفاجأة ..
قال شريف أى مفاجأة ...رفع خالد ذلك الكيس الشفاف الأبيض الذي يحتوي على قلم ..
قال شريف : ما هذا ..؟
قال خالد القاتل ..أنه الدليل الذي ألقاه القدر لنا ..
قال شريف كيف ..؟
قال خالد هذا قلمك القاتل وقد سقط منه أثناء دفنه الجثة ..
قال شريف وكيف نصل للقاتل عن طريق قلم مثل هذا ..؟؟
قال خالد لأن القلم من نوع مميز منقوش عليه أسم القاتل ..
مهند ..
وكانت صاعقة على رأس شريف وسط حالة من الذهول لدي مهند ..
*********
كاد مهند يبكي وهو يستمع لكلمات شريف الصارمة وهو يقول : ماذا تري بعد هذا ..؟؟
كل الدلائل ضدك عليك أن تعترف بالقصة الحقيقة وراء ما يحدث ولا داعي لتضليلنا ..
قال مهند أقسم لك لم أقتل فادي ولا أعرف ماذا يحدث لقد انقلب عقلي كله رأسا ً على عقب ..
قال خالد أليس هذا قلمك ..؟؟
قال مهند لا..ليس قلمي ولست الوحيد الذي يدعى مهند هناك الكثيرون ..
قال شريف لا .......لا يوجد طرف فى القضية غيرك يدعي مهند ..أنت شاب عبقري أو مجنون أو غبي ...عبقري لأنك تحاول رسم خطة رهيبة لا نفهمها لولا هذا القلم الذي كشفك أو
مجنون وتصنع أشياء بدون وعى أو إدراك ..أو
غبي قمت بعمل خطة فاشلة غير مفهومه ..
قال مهند لست أحد من كل هؤلاء صدقنى لقد أخذتكم بنفسي لمكان الجريمة واعترفت لكم بكل الحقيقة وهذا ليس قلمي ولست أعرف عنه أى شىء هناك شخص يريد أن يلقي بى فى تلك الجريمة ..
قال شريف ساخرا ً : تقصد الشبح ..
قال مهند لا أعلم
قال شريف فى كل الأحوال أنت قاتل فقد اشتركت فى جريمة قتل سواء مروان كما تدعيي أو فادي كما وجدنا ..وعليك أن تنتظر الإعدام فى نهاية القصة ..
صرخ مهند لا أقسم لك لم أكن أعلم أن فادي سيقتل مروان ولم أكذب ولا أعرف قصة جثة فادي .!
قال شريف فكر في الأمر ولا تحاول اللعب بالحقيقة وبعقولنا ..وعاد الاثنان يغادران الحجرة ومن خلفهم دموع مهند ..
وفي الخارج بدأ التوتر واضح على وجه شريف وخالد وسط حاله من القلق والحيرة فيما يحدث حولهم
قطع ذلك التفكير صوت خالد الذي قال : أري أن الأمور تتعقد أكثر مما كنا نتوقع ..
قال شريف نعم ولكن هل تري أن سقوط قلم في قبر فادي هو صدفه تحدث من أجل ثبوت التهمه على مهند ..؟
قال خالد ماذا تعقد في نظرك ..؟
قال شريف وهو يجذب مقعدا ً خشبيا ً ويجلس عليه : أو الاحتمال الثاني أن هناك يد أرادت أن تلقي التهمه على رأس مهند ..
قال خالد : ومن هذا الشخص ..؟ ولماذا أراد مهند ..؟
قال شريف لو صدق توقعي فأن الذي صنع كل تلك الجرائم هو نفسه الذي وضع القلم ..
قال خالد المشكلة أن أبطال كل تلك الجريمة قد ماتوا لم يبق سوي مهند ونحن مجبرون على تصديقه ولو على أمل ضعيف لصدقه ...
قال شريف القصة ربما كانت تصدق لو أن الجثة كانت ل مروان ولكن ما وجدناه وما تحدث عنه مهند أنها جثة فادي ..وعاد ينتبه شريف وينظر نحو خالد هل تم التحريات هن فادي هذا وعائلته ..؟؟
قال خالد بعض الرجال مازالت تحصد كل ما يتعلق حوله وعن مروان لكن إلى الآن لا جديد ..
قال شريف لغز في منتهى الحيرة مهند يقول أنهم قتلوا مروان بأمر من فادي مجبرين على ذلك بعدها نجد جثة فادي ..
قال خالد ربما كانت لعبه عميقة الذكاء من مهند ..
قال شريف لو كان ذلك لم َ يلقى بقلم عليه أسمه مع الجثة..؟
قال خالد أري أنك تحتاج لقسط من النوم والراحة ..
قال شريف أنت على حق ولكن التفكير يركل الرغبة فى النوم بعيدا ً ..
قال خالد هذا من مصلحة التحقيق أن تنام من أجل التفكير بلا أى إرهاق
قال شريف نعم سأرحل ..ولو حدث أى جديد ..أتصل بي
فى أى وقت ..
********
( لا أصدق كل ما حدث ) .
نطق والد مهند جملته أمام أبنه أثناء الزيارة كانت حالة الغضب مع الحزن في مشهد غريب على ملامح الأب الذي يقول : لماذا وصل بك الحال لهذا ..؟
كانت حالة الصمت هى المسيطرة على وجه مهند وكلمات العتاب والتوبيخ تصدر من أبية ..
( لقد صنعت الفضيحة فى العائلة وكل حديث الناس من حولي عن ابني القاتل ..
قال مهند بعد صمت : أبي أعلم أني مخطأ ولكن أنت تتحمل معي هذا الجزء من الخطأ ..
,, تراجع الأب فى دهشة يقول وهو يضع سبابته على صدره ( أنا ) ...
قال مهند نعم أنت ..أنت الذي لم تسألني يوما ً كيف حالك ..؟
أنت الذي لم تتابعي حياتى و ما يحدث فيها ..
أنت الذي طلقت أمي منذ طفولتى وتركتني فى منزلك مجبرا ً أمي على أخذي منها..
قال أبيه لقد تزوجت أمك ومن حقي الحصول عليك ..
قال مهند لقد تركتنى من صغري بلا أى موجه أو دليل ..تركتنى لأصدقائي هم من قاموا برسم شخصيتي
لا تأتي اليوم لتلقي اللوم على .....لا تأتي لعتابي على ما وصل بي الحال ....
قال أبية : لقد فعلت كل ما في وسعى لإسعادك ..
ابتسم مهند بسخرية : ليست السعادة فى حقيقة الأمر هي المطلوبة ..لقد كنت أحتاج أبي بعد حرمان من أمي أبي فقط هو كل ما كنت احتاجه ..
ربما تفقد ابنك الأيام القادمة لترى حصاد ما صنعته معي ..لقد مات كل رفاقي ..ولم يبق سواى ....
( الزيارة انتهت ) ......
مع خروج الأب في الشاشة البعيدة جلس شريف يتابع ويستمع لذلك الحديث ثم
قال : تشعر أن مهند هذا صادق في كل ما يقوله وأحيانا تشعر بغموضه ....
قال خالد : في الحقيقة لا نجد تفسير لكل هذا اللغز الرهيب ...
قال شريف أنها الدائرة المغلقة ..والحلقات المفقودة .....
قال خالد الجزء الذي يزيد من إرهاقنا في تلك القضية أننا لا نجد من نحقق معه كل أفراد الجريمة قد ماتوا ...
تنبه شريف فجأة وهو يقول : يبقى شخصا ً لم نفكر فيه ..
قال خالد من هو ..؟؟
قال شريف : سلمي ..
قال خالد تقصد الفتاة التى قتل فادي مروان من أجلها ...؟
قال شريف نعم ..
قال خالد ولكن كيف نصل إليها ..؟
قال شريف بأى وسيلة ربما كان مهند يعرف طريقها ..
قال خالد هل تري أن وجوده سيفيد القضية ..؟
قال شريف لست أدري ربما عثرنا على معلومة واحده تصل بنا للحقيقة ..
معلومة ولو بالصدفة ..
الباب يطرق ..
قال خالد أنه التقرير النهائي الذي جاء من الطب الشرعي للجثة التى وجدناها ل فادي ..
قال شريف : ماذا يقول ؟
قال خالد كما ذكر من قبل حالة خنق لشاب صغير بعض المقاومة حدثت ..هناك أصابه قديمة لهذا الشاب بطلق ناري ...لدية قدم أقصر من الأخرى بعض الشىء وذلك يصنع إعاقة بسيطة حين السير ..
جسده يدل على تعاطيه المخدر بشكل مفرط ..
قال شريف : المهم الآن هيا بنا نتحدث مع مهند عل أمل أن يصل بنا إلي سلمي تلك ..
بعد لحظات كان شريف وخالد يدلفان داخل الحجرة ويجلسان في صمت أمام مهند الذي وضحت عليه علامات الإعياء ...
قال شريف تبدو شاحبا ً هذه المرة ..!!
قال مهند بالفعل أشعر بالدوار والغثيان بعض الشىء
قال شريف لن نطيل عليك نريد منك معلومة أخيرة ..
قال مهند أى معلومة ..؟؟
قال شريف : نريد أن نعرف من تكون سلمي و كيف نصل لها ..؟
قال مهند لا أعرف عنها أى شىء ...
قال خالد كيف لا تعرف عنها أى شىء ..؟؟
قال مهند هذه هى الحقيقة كل ما أعرفه عنها هو ما ذكره فادي أمامي أن مروان يخونه معها ...
قال شريف ألم تسمع بأى شىء عنها غير ذلك ..؟
قال مهند نعم ..
قال خالد هل هناك أحد في المدرسة يعلم بأمر قصة حبها مع مروان ..؟؟
قال مهند لا أعتقد ذلك ..
قال خالد نريدك أن تتذكر بأى شكل ولو شىء تشعر أنه لا يهم ربما يصل بنا لها ...
صمت مهند لحظة وهو يعيد ذاكرته ثم نظر في أسف وقال لا أتذكر سامحوني ..
اعتدل شريف واقفا ً وهو يشير ل خالد أرسلوا طبيب لرؤيته ..
خرج من الحجرة وهو ونظر لخالد أرسل لكل عائلة فادي ومروان هذا أحصل على عنوانهم من المدرسة ..سنبدأ تحقيق جديد ..وأقسم أن أخرج بعدها بالحقيقة ...
******
بدأ تحقيق موسعا يشمل كل أقارب وكل من يعرف فادي ومروان وتقريبا ً تشابهت الأقاويل ..عن اختفاء مروان منذ عام وفادي منذ شهور .....
أى تقريبا ً لحظة وفاة مروان ومدة الجثة التى مكثها فادي ..
أما سلمي فلا يوجد لها أى أثر لكن شريف أعتقد أنهم أخفوا أمرها ربما لم يردوا الحديث عنها من أجل أمرا ً ما ..
لكن الخيوط تتباعد بعد كل هذا التحقيق ..لا توجد معلومة واحده تذهب بهم لأي جديد ..
قال شريف وهو ينظر ناحية خالد أريد عمل بحث عن كل فتاة اسمها سلمي عمرها يقارب الخامسة عشر أو السادسة عشر أو أكثر بقليل داخل منطقة مروان التى يمكث بها وفادي ..
قال خالد حسنا ً سنصنع ذلك ..
قال شريف سيكون الأمر صعب ولكن ربما نصل لها بعد هذا أريد بحث عن حالة كل فتاة وأخلاقها وسلوكها ..أريد نتيجة لهذا بأسرع وقت ممكن ..
ثم عاد يتوجه ناحية حجرة مهند والطبيب يخرج منها ويقول : يجب نقله لمشتشفي حالته سيئة يحتاج لرعاية ..
قال شريف حسنا ً سنفعل ذلك هذا الشاب بهمنا حياته .. ونظر نحو مهند الراقد على الفراش : أنت تتلاعب بنا أيها الشاب بطريقة مذهلة .. لا يوجد أى أثر لفتاة اسمها سلمى لم يسمع بها أى أحد ..
قال مهند ولا أنا لم أسمع بها من قبل مثلهم ..
قال شريف ربما كانت شخصية وهمية من صنع عقلك ..
قال مهند وما الذي يفيدني فى هذا ..؟
قال شريف لم أعد أفهمك ..ولكن أخبرني ..وبالتأكيد الإجابة ستكون لديك
قال مهند أرجو إلا تطيل على فأنا أشعر بالغثيان الشديد ..
قال شريف بع تشريح جثة فادي التى وجدناه و أخبرتنا أنت إنها لفاضي وجدنا أصابه ترجع لعامين على الأقل أثر طلق ناري ...
قال مهند أسف لم أسمع بهذا من قبل ولا أعرف عنه أي شىء ..
قال شريف كيف أنت أصدقاء منذ زمن طويل ..؟
قال مهند ولكن صدقنى لم أرى أو أسمع عن تلك الرصاصة ..
قال شريف أنها من مسافة بعيد ويبدو أن أحدا ً كان يطارده ولكن لتعرج قدم فادي وصل له وأصابه ولكنه لم يمت ...,,
حدق فادي بدهشة وهو يقول : أى تعرج تقصد ..؟
قال شريف قدم فادي ..
قال مهند فادي ليس به أى تعرج ..
قال شريف مستحيل الجثة التى وجدناها لديها قدم أقصر من قدم وهذا يسبب التعرج ...
قال مهند لا ..مستحيل ما أسمعه ...فادي كان ذو قدم سريعة ويلعب الكرة بمنتهى المهارة ..
قال شريف فى ذهول لقد أخبرتنا أن الجثة التى وجدناها هي جثة فادي ..؟!!
قال مهند مستحيل أن تكون جثة فادي ..هذه جثة شخصا ً آخر ..
كانت صاعقة على رأس شريف وهو يستمع لم يتحدث به مهند ..
وشعر أن الذعر يأتى بكل رياح الخوف حوله ...
( يتبع فى الجزء الخامس )
11/8/2016
محمد أبوا لنجا
نشرت فى 11 أغسطس 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,603