صدمت زوجه
تاليف: مي عادل
سوف احكي لكم عن زوجه في الثلاثين من عمرها تتمتع، علي قدر من الجمال واللباقه والادب، وحسن الخلق. تزوجت عن قصه حب وعلاقتها بزوجها كانت جيده من جميع النواحي. زوجها كان صريح جدا معها في كل شئ ولا يخبئ عنها شئ ويعتبرها صديقه ويبوح لها بكل شئ يحصل معه من احداث او اسرار او مشاكل في شغله. وكانت مثله لا تخبئ عنه شئ وليس بينهم اسرار نهائيا مستمتعان ببعض للغايه وبينهم توافق في كل شئ. الله انعم عليهما بطفلتين وربوهما احسن تربيه، وعلموهم في مدارس لغات ولم يقصروا تجاههم في شئ. وكانوا الطفلتين مليئين حياتهما بالبهجه والسعاده.
الزوجه تنازلت كثيرا وسامحت ولا كانت تعاتب ابدا او تجادل زوجها في اي خلاف يحصل بين الازواج. ولكن كانت تضطر للعتاب في اصعب المواقف. واستمرت الحياه بينهم جميله ولا تذكر انها عصيته ولا خالفته ولا رفعت صوتها عليه في يوم ما!! ولا كان يسمع منها كلمه “لا” !! زوجها كان لا يعرف الحب ولا الرومانسيه ولا الدلال وحين تعطي او تطلب الرومانسيه فانه لا يقبلها منها ولا يعطيها اياها!! ويعتذر لها في النهايه بانه كبير في السن وشايب.
وكانت تعتقد ان هذا التعامل هو ابتلاء من الله لها، فرضيت به واستسلمت!! والذي حصل بعدها هو ان زوجها صدمها بسفره المفاجئ وقال لها : انه يريد السفر الي الكويت لكي يعمل هناك ليحسن دخله المادي ويعيش بناته في مستوي مرموق يليق بهم.
فوجات زوجته بسفره المفاجئ وطلبت منه ان يغير رايه ولكن، هو اصر علي السفر للعمل هناك. قال لها: خذي بالك من البنات وانا سوف اتصل بك كل فتره اتطمان عليكم وارسل لكي نقودا كافيه تكفيكي والاولاد. وسافر بالفعل وعاش في الكويت وعمل هناك مهندس معماري في شركه مقاولات.
وبعد مرور عده ايام من توظيفه، اصبح ذو مركز مرموق وكانت علاقته بجميع العاملين محترمه وطيبه والكل كان يحترمه.
في البدايه، كان دائم الاتصال بزوجته يتطمان عليها وعلي بناته. وكان دائما يرسل لها نقودا كل شهر تكفيها وزياده. حتي جاء الوقت الذي تعرف فيه علي فتاه كويتيه تعمل معه في الشركه مهندسه تتمتع بجمال فتان، شعرها اسود ليل طويل وناعم، عيونها واسعه وبراقه لونها بني غامق، جسمها رشيق. لفت نظره لباقتها في الكلام ودمها الخفيف مع زملائها في العمل ووجد نفسه يتصرف مثل الشباب المراهقين و انجذب اليها وصار يعمل معها ويتحدث معها دائما. حتي صارت اولفه بينهما. وبعدها، صار يجلس معها في مطاعم، ويتحدثان ويتثامران ، وعرف منها انها عازبه. لم يتردد وقتها وبدون تفكير صارحها بانجذابه نحوها وطلب منها الزواج.
الفتاه فكرت قليلا وقالت: هل انت مجنون؟!! تتزوجني بهذه السرعه، وانت لم تعرفني؟
قال لها المهندس: يكفيني اني احبك وانا اعرفك جيدا من احاديث زملائك عنك في الشركه وبسمعتك الطيبه.
الفتاه: ابتسمت له وسالته. هل انت متزوج او لديك اولاد؟
المهندس: نعم متزوج ولدي طفلتين، ولكن لست سعيد معها . ولكن انا متمسك بك وبحبك وارغب ان توافقي علي الزواج.
الفتاه: شعرت بانجذاب تجاهه لا يقاوم، وارتياح فوافقت علي الفور دون تردد. ولكن اشترطت عليه ان تكون اقامته معها في الكويت وليست في مصر، ويكون لها وحدها فقط ويطلق زوجته .
المهندس: وافقها علي شروطها وصار لا يتصل بزوجته الاولي منذ فتره طويله ولا يسال عنها او بناته او يعرف احوالهم. ولم يمنع النفقه الشهريه التي كان يرسلها لهم.
قبل زواجه بفتره، قرر ان يتصل بزوجته الاولي لكي يبدي لها رغبته في الزواج باخري وبدون سبب مقنع.
وعندما علمت زوجته الاولي بهذا الخبر. كانت صدمه عنيفه عليها!! لان بعد 12 عاما من الزواج يخونها ويفضل عليها زوجه اخري ويتزوجها. وهو الذي كان يقسم لها طوال حياته بانه لن يتزوج باخري ويعيش مخلص لها.
وهي تلك الزوجه المسكينه كانت تبدع، وتحمل نفسها فوق طاقتها في تدليله حتي تحافظ علي نعمتها من الزوال.
واكتشفت انها اخطات حين صدقت وعاشت معه مطمانه في كل ما مضي. واخطات حين كانت تهلك نفسها في اسعاده كزوجه، واخت، وصديقه، وام لبناته.
واخطات حين تكفلت بمساعدته ماديا، ولم تطلب منه ان يرفهها كما يترفه كل اقاربها واهلها!!
اعترفت تماما ان الله احل للرجل الزوج وتعدد الزوجات ولو بدون سبب، وهو تعالي حكيم في شرعه، ولا مقارنه بين التعدد والخيانه!! ولكنه وعد واخلف!! وحين صارحها برغبته في التعدد شعرت باكتئاب وحزن وقلق لا يوصف!! فلم تعد تاكل ولا تشرب ولا تنام وصارت تشعر بالام شديده في صدرها وحلقها ونفسها!! ورغم ذلك، كانت تبكي وتبتسم!! وكانت تتجمل، وكانت تطبخ ما لذ وطاب، ولكنها لا تشم الطعام لانها تصارع الغثيان!! ولو اكلت شئ تقياته من شده في نفسها من الام!! ندمت لانها تنازلت كثيرا في حياتها معه ماديا ومعنويا!! ولانها اهلكت نفسها لاسعاده وكفايته في سد باب قد يجده عذرا ليطلب التعدد!! ولانها شعرت بخيبه امل حين ابدي لها رغبته الجازمه في الامر الذي وعدها سابقا باستحاله وقوعه!!
زارت الطبيب النفساني وخلال سنه ونصف صرفت لها عده ادويه. بعد سنه تقريبا تحسنت نوعا ما، وتعدلت شهيتها للاكل. واستفادت من الوقت ان زوال الحزن ليس بالدواء النفسي، ولكنه مروط بزوال السبب المحزن. ولهذا قررت ان تبطع السبب الرئيسي للحزن، وقررت جازمه ان تفارق زوجها. ثم قطعت جميع الادويه لانها لم تخفف الحزن والالام. وقررت الخروج بلا رجعه من حياه زوجها، وبعدا عن مثيرات الحزن، ولانه خساره علي من تسبب في جرحها ومرضها.. فهو تزوج عليها بلا سبب ونسي كفاحها وصبرها علية