(قصيدة بغداد تعود لعام 2003 يوم سقطت العروبة إثر سقوطها ،
وهي من أحب القصائد إليّ رغم أنها ليست عمودية تقليدية... لعلها تنال إعجابكم).
............................
بغداد لا تسألي
لا تتعبي
لا تأملي
فالقوم صم في عداد المفقودين
فالقوم ينظرون بكل عين
لا يجرؤون أ ن يتكلموا
في أي حين
لا تحزني فلست أنا العربي
الذي أنت تعرفين
فأنا الضعيف
أنا الجبان
أنا أخاف الأمريكان
لا تسألي عن عمرَ
أو خالدٍ أو أسامة َ
أو صلاح الدين
فالكل راحوا
ولم يعودوا
والكون راح بلا إنسان
أنا العربي ضعت في ظل مكان
أنا العربي ضعت عبر الزمان
***
بغداد
لا أنكر بأن قلبي مصرع
من أجلك
لا أنكر بأن القلب
يعصفه شعور قاتل
مع كل نار للئام
تأتي لكِ
لا تحزني
فالقدس منذ زمن بعيد
قد أصابها ما أصابكِ
لا تحزني
فالجرح لم يعد جرحًا واحدًا
بل صار جرحين
في الجسد الهزيل
من بعدكِ
لا تحزني
فالجرح صار جراحا
في صميم القلب
في وطنكِ
***
بغدادُ
لا تيأسي
لعلى أفيق يومًا
من غفلتي
لعل جماح القلب يأخذه الصهيل
إلى أرضكِ
فأنا المشتاقَ
أن أموت شهيًدا
أن أحيا كريمًا
على أرضكِ
بغدادُ
فلتفرجي فلتغضبي
فلتعرفي بأن الخوف تلاشى من صدور المؤمنين
فلتبصري صبرًا جميلًا
يحيى أمل اليائسين
يحيى أمل التائهين
يحيى أمل القلب المحطم
في الجسد السجين
***
بغدادُ
فلتزأرى وأنا أمامك
فقد عدت العربي الأصيل
فلتنهضي
فلتسمعي دوي صوتكِ
الله أكبرُ
قادر أن يبعث النصر المبين
أن يحيى الأرض
أن يعيد العدو
ذليلا
عن الوطن الحنين
* * *
أ.بدوي محمد