عبد الحليم الشنودى
3 دقيقة ·
((بيــن الزهــد ـــــ والتـصــوف ))
الزهد في الاصطلاح المعهود هو : عفاف النفس عن لشيئ المباح تجنبا للتعلق به
وعليه لا يعد الزهد في المحرمات من الزهد المعروف عند الزاهدين لأن تجنب الحرام
واجب شرعي علي الجميع أما الزهد الحقيقي فيكون في المباح الذي يتعلق بالمتع الدنيوية
استغناء عنها بالغاية منها وهو أن تعيش النفس حالة من السعادة والرضا لا تتأتاها من ذات المتع المزهود فيها لأنها متع مؤقتتة بزمن وموقف وقدرة علي الاستمتاع وهو زمن لحظي
وموقف وقتي وقد رة محدودة وليس بإمكان المستمتع توسعة دوائرها لتعيش معه كل الزمن وكل الحالات / ولذا فإن الزاهد في الدنيا يقف عند الحدود الدنيا لمقومات الحياة اكتفاء بالغاية التي يبلغها وصلا وصلة بمن أعطي المتع إمتاعها (وهو الحق / سبحانه وتعالي )
والزهد لسلوك لا يحتاج إلي علوم تنَظّره أو فلسفات تؤصله فله القلوب المطمئنة والنفوس الراضية التي لا تقبل من السعادة إلا مصدرها ومن الرضا إلا منبعة
أما التصوف (بصرف النظر عن استقراء مدلوله اللغوي من حيث مادة الاسم ونسبته )
فهو مدرسة فلسفية في درَج الوصل وسُلّم الوصول تقوم علي تقوم علي تقسيم الطريق إلي
مراحل وحالات تقوم كل مرحلة منها علي مجاهدات معينة وسمات مُمَيّزة لا يتعدي السالك فيها مرحلة إلي أخري حتي تتجلي له في حالته أقصي ما فيها من تنبيهات وتشبيهات وعوارض لأنه إذا تخطاتا دون أن يكون أهلا لها ثارت عليه أحواله ودوّرت به عوارضه
وتعرض من ثقل ما يلقي الي التردي من موقع لايجد فيه مفرّه إلي هوّة لا يدري منها مقرّه
ومن هنا فهو من حبث النظر علم ومن حيث المسلك مدارج
وليس كل الناس في تحصيل علومه سواء وليس كل الناس في القدرة علي ارتقاء مدارجه
قادرين ــــ لكن طريق الزهد لمن أراد السير سوي وسواء ((عبد الحليم الشنودي ))

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 16 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,750