==بسمة الصباح===---
------- الحضارة
كلمة مشتقة من الحضر وهي عكس البداوة وقد جاءت في كتب الباحثين العرب والغرب منذ القديم وعلى رأسهم ابن خلدون الذي استنبط معناها من التدرج الحياتي للبشر وانتقالهم الى المدن وهو موضوع طويل وشائك ولا يمكن أن نجد تعريفا واحدا وشاملا لهذه الكلمة بسبب اختلاف الرؤيةوبسبب توسع معناها عبر التاريخ ---فلقد كانت تنحصر كمعيار اجتماعي للتطور السكاني ثم انتشر المعنى ليشمل الإنسان بكل مناحي الحياة التي تعترض طريقه --- ويكفي أن اشير باختصار شديد إلى أمرين للدخول في استنتاج معنى الحضارة من خلال رأي ابن خلدون وول ديورانت وهما من اشهر الباحثين الذين تعمقوا في علم الإنسان والحضارة والبشر
فالحضارة عند ديورانت هي قريبة من المدنية التي لامست الحياة وحققت الاستقرار ونزعت الخوف من جوانبها فتحررت حركة الإنسان لخلق اماني ورغبات وطموحات البشر في كافة المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية –هي اخضاع وقهر للطبيعة بفكر وثقافة الإنسان الذي ارتقى شموخا فوق مستوى الحياة الطبيعية اما عند ابن خلدون فمعنى الحضارة كانت هي عبارة عن حياة للحضر الذين ارتحلوا عن البداوة في كل شيء وخرقوا ظروف ومعطيات الطبيعة –فالإنسان الحضري انتقل إلى مرحلة التجمع السكاني ليشكل وحدة حياة اجتماعية تصله بعدد كبير من الناس –وبالتالي فإن الأراء والتعاريف قد نجدها لا تتوحد و لا تتشابه في كثير من المفاصل وإن التقت في بعض الجوانب وعليه لا يوجد تعريف محدد أو شامل لكل الأزمنة فالحضارة قديما كانت لها قواعد واركان تختلف عن الزمن الحالي الذي فرض علينا فكرا ومفهوما مغايرا لكل شيء ---ولهذا يمكن لكل واحد منا أن يعرفها وفق المنظور الفكري الخاص به انطلاقا من قوانين الزمن الحالي كما حصل عند الكثير من الباحثين قديما ---ومن هنا أستطيع القول ومن خلال متابعتي لأحوال البشر ولكافة المتغيرات الطبيعية بأن الحضارة هي ثقافة أمة حققت لأفرادها الأمن والأستقرار وفتحت ابوابا" لاختراق المستحيل في كافة المجالات بأدوات بشرية قهرت الطبيعة وتغلبت عليها بثقافة متجددة تتلازم مع التطور الحاصل أو هي عبارة عن تجدد في النشاط الفكري لخلق وحدة متجانسة بين البشر للتغلب على الحياة والسيطرة على الطبيعة بكامل عناصرها المادية والمعنوية بما يتوافق ورغبات الإفراد في العيش الآمن ---
فهل وصلنا إلى الحضارة فلا أعتقد ذلك ولو سافرنا في رحلة تقصي وبحث تشمل الكرة الأرضية لوجدنا بأننا جميعا نعيش مظاهر الحضارة التي قتلت قيما هي اساس الحضارة وقيمة الأمم في عدل ومساواة وحرية ولهذا كان الاختلاف في تعريف الحضارة -----فكل دولة ترى الحضارة من منظارها الخاص بجدلية فكر ترتبط بمصلحة كل بلد
صباح الحضارة
المحامية رسمية رفيق طه---------
نشرت فى 20 يوليو 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,491