بعض البشر عندما تكتب على الفيس بوك يظنك حاتم الطائي في الكرم وعلي بن أبي طالب في الحكمة وعمر بن الخطاب في الشدة والحزم ولقمان الحكيم في البلاغة والتواضع ويريدك أن تكون ملكاً من الملائكة في تعاملك ويجب عليك أن تكون مثل الرسل في التقوى وعدم الخطأ والزهد وحتماً ولابد أن تصبح مثل الجدار في مشاعرك واحاسيسك ومثل الانسان الالي في السمع والطاعة واذا صدر منك غير ذلك اصبحت في نظره عبدالله بن ابي بن سلول سيد المنافقين واصبحت قارون في جبروته وسوف يراك مثل الحطيئة في سلاطة لسانه وسيعتبرك مثل هولاكو وجنكيز خان في ديكتاتوريته وسوف يسميك مسيلمة الكذاب في كذبه ودجله وسوف يضمك لقائمة الاباحيين والعلمانيين ومن يقولون مالايفعلون وربما تطاول به الامر وأودعك جهنم في الدرك الاسفل من النار مع ابي جهل وفرعون وابي بن خلف كل هذا لخطأ ترتكبه او كلمة تنطق بها جهلا منك او زلة لسان اعترتك ونسي أن كل البشر خطاؤون وخير الخطاؤون التوابون وأن العصمة للانبياء فقط وأن الكتابة في هذه المواقع ربما كانت متنفساً لبعض الناس ينشرفيها مايرفه به عن نفسه ويزيح فيه بعض الهموم الجاثمة على صدره ويناجي فيها روحه وعقله وقلبه بصوت مسموع وهو ليس مضطراً لان يبرهن لك انه شخص تقي نقي مثل الملائكة والرسل وليس مضطرا للدفاع عن نفسه أمامك فأذا أردت ان تتهمه بالنفاق فانت حر في ذلك ولك ان تتصوره شيطان رجيم او ابليس اللعين لانه في النهاية هناك من يحكم على البشر بعدل وصدق واتقان ويعلم ماتخفي كل نفس ويعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور وهو وحده الذي يعرف الصادق من الكاذب والمنافق من المؤمن ومهما اصدرت من احكام فلن تسمن او تغني من جوع لانه وحده الذي يعرف ماهية البشر وماتخفي صدورهم فوفر حكمك لنفسك يامن تتهم غيرك بما ليس فيه بناءاً على وجهات نظرك وهفوات غيرك ومرة اخرى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .
.
.
بقلم احسان الصالحي