رجب الجوابرة

من ذكريات النكسة ــــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يذكــــرني الزمـــان بها مـــرورا
وتنطلق النفــــوسُ لها حضـــورا

إذا الذكرى تراءت في خيـــــالي
يراودني الشعــــور بها نفــــورا

تزاحمني الهواجس في ظنـوني
تزيد النارَ في قلــــبي سعيـــرا
*****
رأيت الناس تمشي في ذهــولٍ
كأن الناس قد شربوا الخمـورا

فذاكَ يراقب الأحداث قهــــراً
وذاكَ يصدّق المـــذياع زورا

وبعض الناسِ قد ولىّ هروباً
وبعضٌ صار يبكي مستجيرا

فحـــالُ النــاس في ذاك الأوانِ
كعصف الريح لا يبدي سرورا

سفيــنٌ تاهَ في عرض البحـــار
ظـــلامٌ أفقـــــد القبطـــان نورا

فلا القبـــطان قد شهد البراري
ولا الركــابُ قد أمنوا البحورا
*****
فقد وقف الجنود على الجسور
وكانوا قبلها نسفوا الجســـورا

فهام الناسُ في شتى النــواحي
إلى المجهول يقضون الشهورا

وأطفالٌ عطــــاشى أو جيـــاعٌ
ومنهـــم من مساكنهم قبــــورا

فعادت نكبــــةٌ أخـــرى تدورُ
وفي فلك الخيام لها مصيـــرا
*****
تحــركَ مارد الإنســان فيــــنا
يكـــوّن ثورةً تهوى النســـورا

وفي عــز الضياع لنا أضاءت
جذور الثـــورة الكبرى زهورا

ومعــــركة الكرامة قد أعـادت
وجــــوه الخير تمتلكُ الأمـورا

فخاضــوا جولة الحق ارتجالاً
وصاروا كالأســـود لها نفيــرا

لنصر الحقِ ينتصـــرُ الرجـالُ
فكـــــان اللهُ للأدنى نصيـــــرا
*****
وفي أيلول قد حدثــت أمــــورٌ
هبــــوب الفتــنة الكبـــرى نذيرا

رحيــــل الثورة العظمى أكيــــدٌ
وســــيل دمائنا منــــها غــزيرا

وفي لبــــنان قد حلوا ضيـــوفاً
وأهل الدار قد فتحوا الصـدورا

تجلت وحـــــدة الدم التحـــــاماً
تغطي جبهةً ... منها الشرورا
*****
بدا الشيطان في رأس الأعـادي
لشن الحرب زوراً أو غـــرورا

فهاجت نفس شارون الوضــيع
لشن الحرب يعشقــها كثيـــــرا

ويقتـلُ من يشاهدُ من ضحــايا
وحتى الطفل يحتضن السريرا

وصبرا يشهدُ الأحداث عيــــناً
وشاتيلا .. يرى القتلى غمـورا

مجازر تقشعـــرّ لها النفـــوسُ
دماءٌ غطت الخرسا حصيـــرا

حصارٌ دام أكثر من شهـــــورٍ
لبيروت التي تهوى الزهــورا

ويرحل قادة الثــــوار قــــهراً
إلى الخضراء تمتشق البحورا
*****
وجاءت جولةٌ أخرى تجلــــت
كفاح الشعب سجلها سطـــورا

ببعث الانتــفاضـة في سمــاها
تعالى صوتُ أمتـنا حضـــورا

فوا عجباً لما يجري صعـــودا
لهذا الطفل يمتلك الشعــــــورا

بأن القهر أضحى لا يســـاوي
جنود الشرِّ يرمون الصغيـــرا

لطفلٍ يلحـقُ الجنـــــديَّ رمــياً
ويهربُ من حجارتهِ كســــيرا

فهـــــذا فضل رب العالمـــين
بعدلٍ زاد إخــــوتنا ســـرورا
*****
وللأحداث فيـــــها ما تبــــقى
رجال الثورة الكبرى نمــورا

أعيدوا بعد ما اتفقوا بأوسلــو
وكان النقص فيها مستنيــــرا

فما لبــت لثـــــورتنا حقـــوقاً
ولا أعطت لأهل الأرض بورا

عدوٌ زاد في أمـــر التحـــــدي
فراح يدنس الأقصى غـــرورا

فقامت حرمة الأقصى تنــادي
هلموا صارَ مسجدنا أسيـــــرا

تهب الانتـــــفاضة من جـــديدٍ
لأجل المسجد الأقصى شعورا

إلى حربٍ ضروسٍ حولـــوها
لنهب الأرضِ ظلماً أو فجـورا

وقصفٌ للبيـــوتِ بلا حــــياءٍ
دليل الحقدِ قد عكس الأمـــورا

فهل لا تعرف الدنيا حقــــــوقاً
لهذا الشعب لا يلــقى نصيـــرا

نمـوتُ ولا نفرّطُ في حقــــوقٍ
بدون الحقِّ لا نرضى مصيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر الوافر
مع تحيات رجب الجوابرة
7 ـــ 6 ــــ 2005م

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 15 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

161,253