*************
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
،،،،،،

( قصة قصيرة )

"" ﻻ تجرحوا الياسمين ""

أمسك حقيبته ووقف على بوابة المطار منتظرا". لم يبق على إقﻻع الطائرة إﻻ ساعة واحدة .
كلماتها ﻻ زالت تتردد في أذنه . سأكون قبلك أنتظرك فأنا أحب أن أتأملك وأنت قادم أمتع نفسي برؤياك ككل مرة كنا نتقابل فيها عند شجرة الياسمين القريبة من بيتي .
بدأ القلق يسيطر عليه ، فالوقت يسرق من بين دقائق اﻹنتظار .
كان تارة يمشي وأخرى يقف في إحدى الزوايا ، وقد اتسمت مﻻمح الخيبة على وجهه .فلكل شيء ثمنه في هذه الحياة وربما كان اﻷفضل ترك اﻷمور كما هي في كثير من اﻷوقات لمن عليه أن يختار بين شيء تعود عليه وبين شيء يجب أن يمتلكه . ومن المؤكد أنها لن تأتي ..؟
تحركت الطائرة في المدرج .وأسرع المسافرون إليها .. مشت على أرض
المدرج .... وارتفعت وحلقت ..ولم تأت حمل حقيبته وعاد أدراجه ليجدها تقف على نافذتها تنتظره ، أسرعت إليه ولم تعطه الفرصة ليسألها أو يعاتبها .. بادرته قائلة : ﻻ تلمني يا حبيبي ! إنهم يدوسون الياسمين تحت أقدامهم ! يسمعون أنينه فﻻ يواسونه ! تنزف جروحه فﻻ يداوونها ! يرون دموعه ويتعالون عن تجفيفها بمنديل اﻷمل !
وقفت على نافذتي أودعها فرأيت من يحمل هما"بأكياس بالية ! ومن نافذة مقابلة أطفال ثﻻثة يمدون رؤوسهم كصغار الطير في عش دافيء ! وشاب ينثر الحب لطيوره تشكره برأسها .
حبيبي .. العين تبكي غائبا" ! أو مفقودا" .. أو راحﻻ" .. العين تبكي غربة قرحت اﻷجفان .. ! تبكي وطنا" .. ولكن عيني تبكي زهرات الياسمين التي تهاوت أمام ناظري مع الهواء على اﻷرض فداستها أقدام المارة ولم تحس بوجعها ! نسوا أنها تنعش قلوبهم ! وتبهج مشاعرهم .. لماذ يدهسون الرقة والطهر والنقاء بأقدام تسعى نحو المجهول .
يا حبيبي ! لملمت الزهور وصنعت منها عقدا" وضعته حول سور وطني ! فﻻ تلمني فقد أصبح البقاء خوفا" على زهرة عطرت هوائي.
مدت ليلى يدها تمسح دمعة على خد رامي الذي عانقها وقبل رأسها وقال لها : أنت وطني .. والياسمين أرضي ولن نسمح لهم أن .... يجرحوا الياسمين ..
جلس الحبيبان على أرض ترابها حب وعشق وأمل يزهر الياسمين .
......................
.................... : بقلمي :
/ نعمات موسى /
موثقة في كتابي
25 - 5 -
2016

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

150,361