يوسف الصديق .... بقلم// أحمد ناصر
______________________

يهوذا : ألا تلاحظون شيئًا على أبينا؟
الإخوة : لا نلحظ شيئًا فهو ما زال يتمتع بقوته وعافيته.
يهوذا : لا أقصد هذا.. إنما أقصد حبه لنا واهتمامه بأمرنا..
الإخوة : وهو ما زال يحبنا أيضًا يا يهوذا ويهتم بأمرنا.
يهوذا : ولكني أرى غير ذلك، فإني أرى أن حب أبينا لنا واهتمامه بأمرنا قد ضعف وأصابه الفتور والملل.. ألا تعرفون السبب في هذا؟
الإخوة : وما السبب في هذا يا يهوذا؟!
يهوذا : السبب في هذا ولدا راحيل (يوسف وأخاه) فهما اللذان نافسانا في حبه لنا، وبخاصة هذا الولد الشقي الذي يدعى يوسف، وأرى أنه كي يعود حب أبينا لنا واهتمامه بنا.. أن نرى له أمرًا.
الإخوة : وهل وجدت له أمرًا يا يهوذا..؟
يهوذا : لم أفكر بعد. وهذا ما أريدكم أن تفكروا فيه معي.
الإخوة : غدًا يا يهوذا نفكر في الأمر، ودعنا ننم الآن فنحن متعبون، والوقت أصبح متأخرًا.
يهوذا : لا.. لن أدعكم تناموا حتى نجد لذلك حلاً.

دان (أكثرهم حبًا ليوسف): اتقِ الله يا يهوذا، ولا تزرع الأحقاد بين الإخوة من دون سبب.
يهوذا : ليست أحقادًا يا دان.. إنها حقوقنا المشروعة في حب أبينا لنا واهتمامه بنا.
دان : ومن قال لك يا يهوذا إن أبانا لا يعطينا حقنا من الحب والاهتمام؟!
يهوذا : نعم يا دان. أبونا لا يعطينا حقنا من الحب والاهتمام رغم أننا الكبار والجماعة التي يتشرف ويتباهى بهم، والذين نقوم أيضًا على رعايته ورعاية شئوننا وتجارتنا، إنه لخطأ بيِّن وظلم كبير واضح يرتكبه أبونا في حقنا يا دان، ويجب علينا أن نقف له ولا نسكت عنه.

(يستشهد يهوذا بالإخوة الذي أعمل كلامه الحقد في قلوبهم أيضًا)

الإخوة : حقًا ما تقول يا يهوذا.
دان : لا يا يهوذا.. أنت مخطئ فيما تظن.. إن ما يفعله أبونا مع يوسف وأخيه لهو الأبوة الحكيمة الراشدة في أن يكون الصغير الضعيف أحب إليه من الكبير القوي، فما يفعله أبونا يا يهوذا فلأنهما ما زالا صغيرين ضعيفين. وفوق ذلك فقدا رعاية وحنان أمهما، وهما في رحلة النشأة والتكوين، ويحتاجان إلى كثير من الحب والرعاية حتى يصبحا نشئًا قويًا صحيحًا مثلنا.. أما نحن فقد اطمأن أبونا علينا بعد أن أصبحنا كبارًا أقوياء ويستطيع كل واحد منا أن يعتمد على نفسه ويرعى شئونه.. ألا تذكر يا يهوذا ما كان يفعله أبونا معنا عندما كنا صغارًا مثلهما؟ إنه لم يبخل يومًا في حبه لنا واهتمامه بنا.. وأرى أنه عندما يكبر يوسف وأخوه فسوف يفعل أبونا معهما مثل الذي يفعله معنا الآن.. استعذ بالله يا يهوذا فإني أرى أنه قد مسك طائف من الحسد.

يهوذا : اسكت يا دان فأنت الذي لا تفهم شيئًا ولا ترى ما أراه فإني لا أراه حب أبوة وعطفًا كما تقول. بل أراه حب جور وتمييزًا.. فحب أبينا لهذا الغلام يزداد يومًا بعد يوم، وسوف يقضي على حبه لنا واهتمامه بنا.. إنه روحه التي لا تفارقه.

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 25 مايو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,248