تتميز اشجار النخيل وخاصة نخيل الزينة بجمالها الأخاذ وقابليتها الكبيرة للإندماج مع عناصر البيئة المحيطة من جهة ومع مختلف مذاهب علم وفن تنسيق الحدائق من جهة أخري وهي تعطي الطابع الإستوائي للمكان المزروعة به فضلا عن الطابع الارستقراطي.
ولنخيل الزينة وجود ملحوظ في اقتصاديات الزراعة المصرية وجزء كبير منه يذهب للتصدير وأهم الأسواق الخارجية الثابتة والتي تستورد حصصا كبيرة كل عام لبنان ـ سوريا ـ ليبيا وفي الأونة الأخيرة لوحظ انتشار الكثير من رجال الاعمال الصينيين يبحثون بالمزارع والمشاتل علي بعض انواع النخيل مثل البريتشارديا والكوكس لتصديرها للصين وهو ما ادي الي ارتفاع جنوني للأسعار واقبل الكثيرون علي زراعة الشتلات لكن للأسف لا توجد احصائيات أو بيانات دقيقة توضح حجم الاستثمارات في هذا النشاط الزراعي أو العائد منه وتعتبر منطقة رشيد من أهم اماكن الانتاج لكل من نخيلي البلح والزينة علي حد سواء أما المحافظات التي تتواجد بها مشاتل لنخيل الزينة بكثرة فهي القاهرة ـ الجيزة ـ القليوبية ـ المنوفية هذا ويمكن الاستخدام أشجار نخيل البلح في عمليات التنسيق والتجميل ولإلقاء المزيد من الأضواء علي هذا الموضوع الشيق كان اللقاء مع الدكتور محمد عبدالفتاح حمزة أستاذ نباتات الزينة المساعد بزراعة الأزهر وكان هذا الحوار.
الشجرة المباركة
- يمكننا أن نطلق علي أشجار النخيل لقب الشجرة المباركة بلا منازع فهي مقدسة لدي الرسالات السماوية الثلاث وفي الدين الإسلامي لها منزلة خاصة فقد وردت في القران الكريم في العديد من المواقع والآيات منها
(وهزي اليك بجذع النخل تساقط عليكي رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا) 25 ـ مريم
(وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثي ولا تضع إلا بعلمه) 47 فصلت
(ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة علي اصولها فبإذن الله) 5 الحشر
(ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) 9-11ق
(في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم) 48:47 - الشعراء
(واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) 32 الكهف
كما لم تخل منها كتب الحديث الشريف وأعتقد أننا جميعا سمعنا بقوله صلي الله عليه وسلم ـ بما معناه: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإذا إستطاع ألا يقوم حتي يغرسها فليفعل".
شجرة الحياة
- لقد عرف النخيل منذ بداية التاريخ بشجرة الحياة ويقع النخيل تحت مجموعة من الأشجار المميزة عن بقية الاشكال الشجرية حيث يطلق عليها في بعض المراجع (اشجار أو شجيرات النخيل) وهو يتبع النباتات ذات الفلقة الواحدة التي تمتاز بعدم وجود الكامبيوم بين الخشب واللحاء لذا لا يمكن إجراء عمليات التطعيم عليه ـ ويوجد المرستيم الذي يغطي القمة ففي معظم هذه الانواع طرفيا وعائلة النخيل تضم قرابة 220 جنسا ونحو 4700 نوع معظمها استوائية المنشأ
وفصائل النخيل المختلفة واسعة الانتشار يسهل التعرف عليها من شكل الساق والاوراق دونا عن باقي الفصائل فعلي اساس شكل الاوراق يسهل تمييز النخيل الي مجموعتين الاولي fan palms (بسيط مروحي) حيث تأخذ الاوراق شكل المروحة وتفصص الاوراق الي فصوص من ثلث الي ثلثين وتكون الورقة علي شكل مطويات كثيرة العدد وقد يخرج زغب ( خيوط بيضاء) من اماكن انفصال المطويات ومنها: نخيل واشنجتونيا ـ سابال ـ كامورابس والمجموعة الثانية يطلق عليها feather (مركب ريشي) وفيها تكون الاوراق مركبة ريشية والوريقات بسيطة وتكون الاوراق موزعة علي الجانبين. وقد يصل طول الورقة الي عدة امتار ومنها: النخيل الملوكي ـ فوكتسيل وهذه المجموعة تتبعها أغلب أصناف نخيل البلح أما ساق أشجار النخيل فيتميز بأنه قائم صلب يرتفع إلي مسافات عالية سريع أو بطيء النمو حسب الجنس، مستدير ذو قطر واحد علي امتداد الساق الناضج ويقل قرب القمة الطرفية ويزداد عند القاعدة لارتباطه بالجذر وقد ينتفخ من الوسط ويري خروج سائل زيتي من قمة الساق بالاخص من المنطقة الفاصلة بين الخشب الناضج وغير الناضج يسيل حتي نهاية الساق في بعض الأجناس ( النخيل الملوكي) اقل ارتفاع للساق 1 متر ويصل 25 مترا في بعض الأجناس.
طرق الإكثار
- هناك عدة طرق متبعة لإكثار النخيل أهمها الإكثار بواسطة البذور وهي الطريقة الاساسية وخاصة في حالة الأصناف التي لا تكون فسائل حول الساق إذ يتم الإكثار بالذور التامة النضج خلال الفترة من مارس الي سبتمبر وقبل الزراعة يجري نقع البذور في الماء لفترات مختلفة حسب الجنس ثم تغسل البذور جيدا وتزرع في أصص أو اكياس كبيرة ( شكائر) ويستخدم الطمي والرمل بنسبة 1:2 كبيئة للزراعة ثم توضع الأصص بالصوبة وتوالي بالري لمدة لا تقل عن ستة اشهر أو وصول البادرة إلي طول 50 سم. بعد ذلك إما أن تتم الزراعة في الأرض وذلك للاجناس التي تصل إلي احجام كبيرة ولن يتم تسويقها قبل الوصول إلي تلك الأحجام مثل نخيل: البريتشارديا، بلح، كوكس، ملوكي، سابال، كاريوتا والفوكستيل أو يتم النقل إلي اصص اكبر وتتم التربية فيها حتي ميعاد البيع ويغلب علي هذه الطريقة الانواع البطيئة النمو والمتحملة للنمو في الاماكن المظللة ومنها لاتانيا ـ اريكا ـ كامورابس ـ شمادوريا.
أما الطريقة الثانية لإكثار النخيل فهي الاكثار بالفسائل والفسيلة كما هو معروف عبارة عن برعم جانبي يخرج من ابط السعف القاعدي تؤخذ في الربيع أو الخريف وهي وسيلة لأجناس معينة دون اخري وخاصة للنخيل المثمر وبعض اجناس نخيل الزينة وهناك مواصفات قياسية للفسيلة فيجب الا يقل عمرها عن 1 ـ2 سنة وأن يكون وزنها مناسباً ففي نخيل البلح تكون من (5 ـ 25 كجم) وقطرها من (15 ـ 35 سم) كما يجب ان يكون سطح الانفصال مستوي ونظيف حتي لا تتعفن الفسائل وتكون ذات مجموع جذري ومبادئ تكوين جذور جديدة وخالية من الأمراض ومن الضروري ألا تترك الفسائل حتي خروج الازهار عليها لان ذلك يضعف نمو النخلة ويتابع د. محمد قائلا: والترقيد الهوائي هو الطريقة الثالثة من طرق إكثار النخيل وتتلخص هذه العملية في ازالة الفسيلة بازالة الاوراق السفلية من حولها ومن حول الام ثم توضع كمية من التربة المناسبة حول الجزء السفلي من الفسيلة المراد تجذيرها وذلك داخل كيس بلاستيك مع حفظ التربة رطبة حتي موعد ظهور الجذور وتتم عملية الفصل بحذر للحفاظ علي التربة حول الفسيلة ولكن يعيب هذه الطريقة انها تساعد علي الاصابة بالحفارات فلابد من العمل علي مقاومتها باستعمال المبيدات المناسبة طيلة فترة الترقيد مما أدي إلي اندثارها وهناك الطريقة الرابعة والأخيرة وهي الإكثار بزراعة الانسجة.
- بالفعل تعتبر عملية فصل الفسيلة عن الام من العمليات الفنية التي تحتاج لمهارة عالية وإجراؤها بطريقة خاطئة هو السبب الرئيسي لموت الكثير من الفسائل وهي تجري بالخطوات التالية:
ـ اختيار الفسيلة المناسبة
ـ كشف قاعدة الاتصال بين الفسيلة والام حتي تظهر الجذور ويحدد موضع اتصالها
ـ إزالة السعف المتدلي وتقصير السعف المحيط بقلب الفسيلة ثم يربط السعف إلي بعضه بخيط السيسل.
ـ تفصل الفسيلة بعتلة حديد اذ توضع بين الفسيلة والام ويطرق عليها بالمطرقة حتي الانفصال.
ـ ترفع الفسيلة وتوضع في مكان مظلل وتوالي بالماء حتي تزرع بالتربة
مشاتل النخيل.
- إن العمل في مجال انتاج النخيل يحتاج إلي سياسة اقتصادية طويلة الامد ـ بخلاف بيع الشتلات ـ حيث توجد مشاتل متخصصة لبيع الشتلات فقط وبصفة عامة يوجد عدة أنواع لمشاتل النخيل وهي مشاتل الترتيب وفيها تتم زراعة اجناس مختلفة من النخيل ناتجة من اي وسيلة من وسائل الاكثار في الارض وتركها لفترات طويلة تمتد إلي اكثر من ثلاث سنوات حتي الوصول إلي طول خشب أو عدد خلفات معين ثم تصندق النخلة بصناديق يصل قطرها اكبر من 80 سم أو يقتلع ملش وهذه الطريقة تتبع بصفة خاصة مع الأجناس التالية: البريتشارديا ـ الملوكي ـ الكوكس ـ الكاريوتا ـ الشمادوريا ـ البسماركيا ـ السابال وأخيرا نخيل البلح وهناك مشاتل تتم زراعة النخيل في الارض لفترة وجيزة ثم تنقل إلي اصص مقاس 50 ـ 60 سم او تصندق في صناديق اصغر من الطريقة (1 ـ أ) ترفع من الارض وتعرض للبيع ويكون ذلك في الاجناس المتحملة للظل أو البطيئة النمو أو التي تكون خلفات كثيرة ومن الاجناس الاكثر انتاجا بهذه الوسيلة: اريكا ـ اركنتو ـ لاتانيا ـ براهيا ـ رابس ـ كامورابس
اما النوع الخير من مشاتل النخيل فتتم فيه التربية داخل الاصص فبعد التحصل علي البادرة باي وسيلة من وسائل الاكثار يتم التربية في اصص مباشرة ويكون ذلك للاجناس ذات الطلب للبيع باطوال قصيرة وهي في الغالب متحملة للنمو بالظل وبطيئة النمو جد مثل أجناس الرابس ـ الشمادوريا والاريكا
اقتلاع النخيل
- يقصد بعملية الاقتلاع القيام بنقل النخيل المزروع بارض المشتل إلي مكان آخر سواء للعرض والبيع أو للزراعة بالمكان المستديم وهناك ثلاث طرق لإقتلاع النخيل وهي
ـ طريقة الصندقة: وهي تتم بعمل جورة دائرية أو مربعة حول جذع النخل بمسافة لا تقل عن 20 سم من كل الجهات وبطول لا يقل عن 80 سم ثم يتم ترتيب الواح من الخشب بالطول وتربط فيمت بينها بشريط من الزنك وتثبت بالمسامير وتردم التربة حول الصندوق وتترك لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر ثم يقلقل الصندوق وهو في مكانه (التفطيم) ثم بعد ثلاثة اشهر اخري يتم رفع الصندوق من التربة ويمكن تركه بالتربة حتي البيع ويتم اختصار هذه الفترة في اشهر الصيف وفي حالة الاجناس الحساسة جدا للتقليع يتم عمل الصندقة جزئيا بحيث يتم التجوير من ناحية واحدة لنصف الدائرة الواجب عملها ثم وضع الخشب والترديم وبعد شهر يتم اكتمال الصندقة وتترك ستة اشهر علي الاقل قبل الرفع من التربة وذلك لزيادة ضمان نسبة النجاح كما في جنسي الباسماركيا والروبيليني
ـ طريقة الاقتلاع ملشا: وفيها يتم عمل جور دائرية أو مربعة حول الجذع وبقطر اقل من الطريقة السابقة وقد يكتفي بوجود صلايا من الجذور مع التربة حول النخلة وبهذه الطريقة يمكن الاقتلاع طوال العام دون ضرر وان كانت نسبة النجاح باشهر الربيع والصيف تكون مرتفعة جدا ويشدد الدكتور محمد حمزة علي بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند اقتلاع أشجار النخيل ملشا وهي: عدم ترك النخل معرض لتيارات الهواء البارد أو الشمس المباشرة فترة طويلة قبل الزراعة، عدم تقليص حجم الصلايا لسهولة التقليع والنقل حيث يسبب ذلك ذبول النخلة (ترييح) بالإضافة إلي عدم استخدام المنشار الكهربي لفصل الجذور عن التربة وأهم الاجناس المتحملة للاقتلاع بهذه الطريقة نخيل البلح، البريتشارديا، الكوكس والفوكستيل ويلاحظ ان الانواع السابقة يمكن اقتلاعها واعادة زراعتها في براميل كبيرة وعرضها بالمشتل لتكون جاهزة للبيع في أي وقت مباشر وكذلك للاستفادة من عدم وجود الصنف أو المواصفة طوال العام
ـ طريقة التقليع ملش والنقل في اصص: وتتبع هذه الطريقة مع الانواع بطيئة النمو ذات الخلف الكثيرة والتي لا تتحمل النقل ملش وفيها يتم تقليع النخلة بصلايا متناسب مع حجم الاصيص الذي سيزرع فيه ثم ينقل مباشرة إلي الاصيص أو البرميل وهكذا ولا يقل حجم الاصيص عن المقاس 40 سم فاكثر، ويفضل ان يكون ذلك بداية من اشهر الربيع والصيف ويراعي ان تظل الاصص بالمشتل قبل البيع مدة لا تقل عن ثلاثة اشهر لضمان خروج الجذور الجديدة بالاصيص وعدم ذبول القمم النامية (الترييح) وتتبع هذه الطريقة مع كل من اريكا ـ لاتانيا ـ كامورابس ـ رابس ـ كاريوتاو الشمادوريا.
عمليات الزراعة
- غالبا لا تختلف طرق زراعة النخيل باختلاف الجنس وان كان التأثير الاكبر لنجاح زراعة النخيل هو (موعد الزراعة ـ الري) مع ملاحظة ان النخيل المزروع ملشا يتحمل ان يظل لفترة تصل إلي 10 ايام دون زراعة وعموما يجب مراعاة النقاط التالية اثناء عمليات الزراعة
ـ النخيل المنقلع ملش يراعي فيه الا تكون النخلة فسيلة مأخوذة من جوار الام
ـ النخيل المنقول ملشا لابد ان تكون الصلايا ذات حجم مناسب لطول النخلة والا يكون الجذر علي شكل القمع المقلوب.
ـ ألا تكون النخلة مقوسة
ـ لابد من تفطيم النخيل المنقلع بصناديق مدة تصل من 1 إلي 3 شهور قبل نقله للزراعة.
ـ ضرورة التأكد من خروج جذور عرضية جديدة وذلك عن طريق الكشف لأحد جوانب الصندوق
ـ لابد من تكييب النخلة عند الزراعة لفترة تصل إلي 4 شهور شتاء أو 3 اشهر صيفا أو لحين إخراج قلب جديد (ايهما اقرب) وخاصة بالاماكن المعرضة للرياح والشمس المباشرة وعند الزراعة في الاوقات المعتدلة الحرارة يمكن عدم التكييب وخاصة للاجناس التي تنقل ملش ولكن يتم ربط القلب بخيط (السيسل) لنفس الفترات السابقة.
ـ يتم تجهيز جور بعمق لا يقل عن مرة ونصف عن عمق صلايا النخلة
ـ يتم ملء الجور بالماء حتي يحدث تشبع كامل بالماء ووقوف الماء بالجور عملية (التخمير)
ـ ضرورة اضافة كومبوست أو طمي بكمية لا تقل عن مقطف للجورة وذلك في الأراضي الرملية
ـ في حالة النخل المصندق يتم فتح الصندوق بعد نزول النخلة للجورة
ـ بعد الزراعة يتم دك التربة جيدا حول النخلة ثم عمل بتن والري للتشبع التام
ـ ويمكن تكرار الري في نفس وقت الزراعة بحيث كلما تشربت التربة الماء أعدنا الري وتكرر هذه العملية لمدة 2 ـ 3 أيام ثم تسوي التربة حول النخلة
يكرر الري الغزير يوميا صيفا لمدة اسبوعين وشتاء لمدة اسبوع
السوسة الحمراء
- سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بكثير من دول العالم مثل الهند ـ وهي موطنها الأصلي ـ مصر، باكستان، أندونيسيا، الفلبين، بورما، بورما سيرلانكا، تايلاند، العراق، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت، قطر سلطنة عمان، السعودية، المملكة الأردنية الهاشمية، أسبانيا، إيران، اليابان وغيرها. وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل في دول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وتستحق سوسة النخيل الحمراء أن توصف "بالعدو الخفي" عن جدارة حيث تقضي جميع أطوارها (بيض، يرقات، عذاري، حشرات كاملة) بداخل جذع النخلة إذ لا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها علي أنواع أخري من الأشجار غير النخيل وتعيش جميع أطوار سوسة النخيل الحمراء متجمعة داخل النخلة الواحدة (حيث يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معا). ويقدر عدد أجيالها في العام بحوالي 3 أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال. وعادة ما تضع الأنثي في المتوسط حوالي 300 بيضة علي جذع النخلة في الفتحات المختلفة الناجمة عن الحفارات الأخري أو عن الخدمة الزراعية. يفقس البيض خلال 2 ـ 5 أيام عن يرقات صغيرة الحجم عديمة الأرجل والتي بدورها تشق طريقها إلي داخل الجذع حيث تتحرك عن طريق تقلص عضلات الجسم. وتتغذي هذه اليرقات علي الأنسجة الطرية حيث ترمي بالألياف خلفها. فترة الطور اليرقي يتراوح ما بين 1 ـ 3 أشهر. وتتعذر اليرقات بداخل شرانق بيضاوية الشكل تنسجها من ألياف النخلة تخرج الحشرات الكاملة بعد انقضاء فترة التعذر التي تتراوح ما بين 14 ـ 21 يوما. وتقدر دورة حياة سوسة النخيل الحمراء بحوالي 4 أشهر.
شديدة الخطورة
- تعتبر سوسة النخيل من أخطر الآفات التي تصيب النخيل وهي تفضل مهاجمة النخيل الذي يقل عمره عن عشرين عاما حيث أن جذع النخلة يكون غضا وسهلا اختراقه ويعتبر الطور اليرقي للسوسة هو الأخطر حيث يتغذي علي الأنسجة الحية بداخل جذع النخلة مما يؤدي إلي موتها. كما انه لا يمكن رؤية اليرقات وضررها الذي تحدثه في بداية الاصابة حيث انها تعيش بداخل الجذع لذا يصعب معرفة مراحل بداية الاصابة ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الاصابة وذلك بمشاهدة خروج الافرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريهة جدا من جذع النخلة وكذلك مشاهدة الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلي حد ما نشارة الخشب متساقطة علي الأرض حول النخلة. بالاضافة إلي ملاحظة الذبول والاصفرار علي السعف وعادة ما تضع الأنثي بيضها في الشقوق والجروح والفتحات الموجودة علي النخلة وأيضا في ابط السعفة ومكان فصل الفسيلة ويمكن لسوسة النخيل الحمراء أن تهاجم أي جزء من جذع النخلة بما فيها قمة النخلة "الجمارة".
طرق المكافحة
- يمكن السيطرة علي سوسة النخيل الحمراء والتقليل من أثارها الضارة بواسطة اتباع وتنفيذ طرق المكافحة المتكاملة داخل منظومة واحدة وأهم عناصر تلك المنظومة
ـ الحجر الزراعي: إن نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة إلي المناطق غير المصابة يعتبر عاملا مهما في انتشار سوسة النخيل الحمراء. ولكن التطبيق الصارم لقوانين الحجر الزراعي الداخلي والخارجي يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها.
ـ عمليات الخدمة الخاصة بالمكافحة: خاصة الحرص علي نظافة بساتين النخيل، تجنب جرح النخلة، التخلص من مخلفات التقليم أولا بأول، استخدام مبيدات الفطريات المناسبة لعلاج الاصابة بالفطريات لأن اصابة الأوراق والبراعم بالعفن تجعل النخلة مهيئة للاصابة بالسوسة
ـ المكافحة الميكانيكية: التخلص من النخيل الميت والمهمل والمصاب بشدة فيجب تقطيع جذع النخيل إلي أجزاء صغيرة وذلك للتخلص من الأطوار المختلفة من السوسة بداخل جذع النخيل المصاب علي أن تحرق جميع الأجزاء، استخدام المصائد الفرمونية الغذائية لجذب سوسة النخيل الحمراء إذ أن جذب وصيد أعداد الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء يعتبر من أهم العوامل لتقليل أعداد هذه الآفة.
ـ المكافحة الحيوية أو البيولوجية: للأسف الشديد لا يوجد حتي الان عدو طبيعي فعال يمكن استخدامه في المكافحة الحيوية أو البيولوجية لسوسة النخيل الحمراء في الوقت الحاضر.
ـ المكافحة الكيماوية: إذا حددت الاصابة مبكرا فيمكن تطبيق عمليات العلاج وذلك بإزالة المناطق المصابة وتنظيفها من أي طور من أطوار هذه الآفة ومن ثم رشها أو حقنها بأحد المبيدات المناسبة ويمكن وضع خليط من الطين مع المبيد علي هذه المناطق لحمايتها. وللوقاية من حدوث الاصابة يجب معالجة الجروح الناجمة عن عمليات الخدمات الزراعية أو لأي أسباب أخري بالمبيدات الكيماوية المناسبة كذلك غمر النخلة بهذه المبيدات تعتبر إحدي أفضل الطرق لمنع دخول الآفة إلي النخلة.
ويؤكد د. محمد علي أن الطريقة الوحيدة الناجحة في الوقت الراهن لمكافحة سوسة النخيل الحمراء تتلخص في الإزالة والتخلص من النخيل المصاب وذلك بقطع جذع النخيل المصاب والتخلص من جميع أطوار الآفة المختلفة حيث أن حرق جذع النخلة بدون تقطيع لا يفي بالغرض المطلوب حيث أن أطوار الآفة الموجودة بوسط الجذع لا تتأثر ويمكنها إكمال دورة حياتها. لذا لابد من تقطيع أجزاء النخيل المصاب إلي قطع صغيرة ومن ثم حرقها.
فنيات التنسيق
وفي نهاية الحوار يحدد د. محمد عبدالفتاح حمزة في نقاط أهم ما يجب اتباعه عند استخدام النخيل في التنسيق
ـ عدم زراعة الاشجار ملاصقة للمباني لإبراز جمال النخيل
ـ عدم زراعة النجيل مجاورة للنخيل لتشويه منظره ومعارضة ريه مع ري النخيل بينما يفضل عمل حرم حول الجذع من الابستر أو من النباتات المزهرة العشبية أو الشجيرات
ـ عدم زراعته بصورة متقاربة حتي لا تتداخل الأوراق مع بعضها البعض وفقدها لجمالها.
ـ يفضل تركيب اضاءة حول الجذع متجهة إلي أعلي أو اضاءة متسلطة علي التاج من مكان بعيد.
ـ في بعض الاحيان يمكن ازالة قواعد الأوراق القديمة لاعطاء منظر جمالي وخاصة لجنس البريتشاريا والبلح.
ـ يمكن استخدام بعض الاجناس الضخمة كنماذج فردية أو في مجاميع توضع في وسط المسطحات الخضراء وخاصة بملاعب الجولف
ـ يمكن عمل تشكيل من ثلاث نخلات تخرج من مكان متقارب تخرج بشكل منفرج
ـ يمكن عمل مجاميع من النخيل من جنس واحد وبأطوال مختلفة ـ الاعلي في الخلف ثم الاقصر في الامام أو يكون الاعلي في الوسط ثم الاقصر من الخارج
ـ يفضل زراعة النخيل حول حمامات السباحة أو في الاماكن المطلة علي الشواطيء.
ـ يفضل زراعة نخلة كبيرة في الميادين وحولها مجموعة من النباتات مثل عصفور أوجاستا وحولها مجموعة من النباتات المزهرة.