حل مشكلة التربية والتعليم بقلم:د‏.‏ محمد الجوادي بعد أن يئس المخلصون من أن يجدوا آذانا صاغية لمقترحاتهم الهادفة إلي إصلاح التربية والتعليم في مصر‏.‏ لم يبق علي الساحة الا التيار الذي حصر المشكلة في حجم الإنفاق علي التربية والتعليم‏. وضرورة أن يصل هذا الحجم إلي‏6%‏ من الإنتاج القومي‏,‏ وهو الاتجاه الذي يتبناه بعض المسئولين عن لجنة التعليم في الحزب الوطني‏,‏ ويناصرهم عدد من المعجبين بشخصيتهم‏...‏ وقدرتهم علي مد جسور الود مع الجهات المتعددة‏,‏ بل والمعتادية‏.‏ ومن الحق أن نقول‏:‏ إن هذا التوجه في حد ذاته أصبح بمثابة إضافة ثقيلة علي مشكلات التربية والتعليم نفسها‏.‏ فليس هناك أسوأ من تحويل المشكلات التربوية إلي مشكلات تمويلية‏,‏ وليس هناك أسوأ من ربط العلاج التربوي بإنفاق مادي‏,‏ وذلك علي الرغم من الحقيقة البدهية التي تجعل الأفكار النبيلة حبيسة للكتب والأدراج إذا لم يتوافر لها التمويل‏.‏ ولا أجد دليلا علي صواب الطرح الذي أقدمه من أن أدعو القراء‏(‏ والخبراء أيضا‏)‏ لأن يتصوروا الأمر حين ترتفع موازنة التعليم الحالية إلي ضعفها في موازنة العام القادم‏,‏ وكيف يمكن لهذه التدفقات النقدية أن تصلح حال التعليم المتردي‏.‏ ليس هناك شك في أن هذه الأموال التي ستأتي ستجد المتسابقين إلي إنفاقها قبل أن ينتهي العام التالي علي هيئة حوافز لبرامج تدريس وهمية تشمل‏(‏ علي الورق فقط‏)‏ إصلاح المناهج‏,‏ ومقترحات تطويرها‏,‏ وإصلاح العملية التعليمية‏.‏ ورفع كفاءة الحضور في المدارس‏,‏ وتقييم أداء المعلمين في المستويات والمناهج المختلفة‏,‏ والعمل علي تطوير كليات التربية‏,‏ وعلي تفعيل الكيان الوهمي المسمي بأكاديمية المعلمين‏,‏ فضلا عن إنفاق جزء كبير من هذه الموارد المقتطعة من لحم الحيفي تنفيذ استفتاءات واستبيانات موسعة حول رأي تلاميذ المدارس في جميع المراحل‏.‏ بما فيها المرحلة الابتدائية‏(‏ ورياض الأطفال أيضا‏)‏ في المناهج التي تقدم لهم‏,‏ ومقترحاتهم لتطوير وتعديل هذه المناهج‏.‏ وستنفق بعض هذه الأموال في إقامة ندوات موسعة في كل محافظة شاطئية أو شتوية حول تقييم جودة الكتاب المدرسي وقدرته علي الوفاء بمتطلبات التعليم وتطويره‏,‏ وندوات أخري حول دور المدرسة في البيئة المحيطة‏,‏ وندوات ثالثة حول حق الفئات المهمشة‏,‏ بما في ذلك متحدي الإعاقة‏.‏ وطلاب مدارس التربية الفكرية‏,‏ ومدي رؤية هؤلاء بالذات لمحتوي مناهجهم‏....‏ إلخ‏.‏ ستنفق بعض هذه الأموال أيضا علي إعداد دورات وهمية لبرامج تدريب المعلمين علي احترام الآخر‏,‏ والتربية المدنية‏,‏ وحقوق الإنسان‏,‏ فضلا عن دراسات متعمقة تستهدف الطرق المثلي لإدماج هذه البرامج العصرية في مناهج التعليم‏.‏ وستنفق بعض هذه الأموال أيضا علي برنامج مراقبة الشفافية في تطبيق الإصلاحات السابقة‏,‏ وفي دعم جمعيات أهلية تتولي تشجيع الأهالي‏,‏ بل والطلاب أنفسهم‏.‏ علي التقدم بالشكوي من محاولات العنف أو الإرهاب التي يواجهونها علي يد أساتذتهم‏.‏ ستنفق بعض هذه الأمول أيضا علي تمويل رحلات ترفيهية ستسمي من باب الخداع زيارات ميدانية إلي أفضل بلاد الدنيا‏,‏ يقوم بها أعضاء اللجان العليا‏,‏ وسيرافقهم الإعلاميون المسئولون عن تغطية نشاطهم‏,‏ ولامانع من صحبة الزوجات تحقيقا للأنس وذلك من أجل استنزاف بدلات السفر‏,‏ وبدلات التمثيل‏,‏ وبدلات الإجهاد‏,‏ هذا فضلا عن تغطية الإنفاقات الخاصة بضمان جودة هذه الزيارات‏,‏ والعمل علي ارتفاع مستوي مردودها علي العملية التعليمية والإعلامية أيضا‏.‏ أليس هذاهو ماينتظر تعليمنا في ظل سوء اختيار القيادات المسئولة عن تكوين الرأي العام في هذه القضية الخطيرة‏,‏ وفي ظل أن أصحاب الأغراض الواضحة أصبحوا يتقدمون لاحتلال المواقع التي لاينبغي لهم أن يقتربوا منها في الأساس‏,‏ ومع هذا فإنهم يمارسون سياسات الخداع والتمويه في الوقت الذي يمارس التنفيذيون فيه سياسات التخريب المتسارع‏,‏ ويعيش الصحفيون الشرفاء علي أمل أن يروا وطنا يعني بالقضية الأولي دون جدوي‏.‏
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,798,794