خالد أحمد المطعني
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أوصاني خليلي( صلي الله عليه وسلم) بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الصحي وأن أوتر قبل أن أرقد).( متفق عليه) يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر .
ـ في موسوعته للأحاديث الصحيحة ـ إن الرسول صلي الله عليه وسلم يوضح لنا في هذا الحديث فضل هذه الأمور التي روي أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول وصاه بها بحيث لا يدعها حتي الموت, وأولي هذه الوصايا صيام ثلاثة من كل شهر, وثانية الوصايا صلاة الضحي وثالثتها النوم علي وتر وهي كلها عبادات لها فضلها وأهميتها.
وأشار إلي أن المراد بقوله خليلي أي الصديق الخالص الذي تخللت محبته القلب فصارت في خلاله أي في باطنه ولا يتعارض ذلك مع قول النبي صلي الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر لأن الممتنع أن يتخذ هو صلي الله عليه وسلم خليلا لا العكس, أو لعله أراد مجرد الصحبة أو المحبة ومعني لا أدعهن حتي أموت, أي أوصاني ألا دعهن ويحتمل أن يكون من إخبار الصحابي بذلك عن نفسه. وأوضح أن المراد بصيام ثلاثة أيام من كل شهر هي الايام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر, وهي من الصيام المستحب, وصيامها يوازي صيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
وأقل صلاة الضحي ركعتان وهي من العبادات المستحبة أما الوصية الثالثة ف خاصة بأن ينام الانسان علي وتر وفي هذا ادلة علي أنه يستحب تقديم الوتر علي النوم.
والحديث يرشد إلي فضل صيام ثلاثة أيام في كل شهر عربي, وهي الأيام البيض وسميت بذلك لبياض الليل ونوره حيث يكون القمر في تمامه وفي هذا الصيام مافيه من الثواب العظيم والأجر الكريم, كما أن في صلاة الضحي والوتر ما فيهما من الخير.
ساحة النقاش