كتب:علي عياد:
حكمة الله في الخلق تحكمها الآية الكريمة: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون لذا يجب علي المؤمنين أن يتلقوا العبادات بالقبول, ولو لم يدركوا حكمتها, ويكفي أن الله عز وجل فرضها للتوجه إليه دائما في كل الأحوال.
ومع التسليم المطلق بذلك فإن للصوم حكما وفوائد كثيرة أفاض فيها العلماء... فمن الحكم الشرعية ما بينه الله عز وجل في محكم كتابه: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون فثمرة الصوم الحقيقي: التقوي وصدق الإيمان وقوة اليقين, وما ذلك إلا لأن الصوم سر خفي بين العبد وربه, وهو دليل علي مراقبة المؤمن لربه تعالي وخشية منه في السر والعلن... وقد فرضه الله علي المؤمنين ليهذب النفس ويقوي الإرادة ويستعلي به الإنسان فوق شهواته, وبالإضافة إلي حكمته الشرعية هناك فوائد طبية واجتماعية للصوم, وكما حكي الطب فإن كل عضو من أعضاء الجسم يأخذ حظه من الراحة عند النوم إلا المعدة والقلب, فجعل الله الصيام راحة للقلب والمعدة, وقد سبق الرسول صلي الله عليه وسلم بهذه النصيحة: صوموا تصحوا هناك من الفوائد أيضا: الصحة النفسية.... فالصيام خروج عن المألوف وكسر لرتابة الحياة.. ومن الفوائد الاجتماعية أن الصيام يملأ قلوب الأغنياء بالرحمة علي الفقراء, وبالرغم من الحكم والفوائد الكثيرة للصيام فإنه عبادة لله تعالي, ويكفيه ذلك لنصوم وتتوجه به إلي الله عز وجل الذي قال في حديث قدسي: الصوم لي وأنا جزي به.
ساحة النقاش