دائما نبحث عن القوة افراد – شركات – دول – تكتلات عالمية الكل يبحث عن القوة و القوة الحقيقة دائما بين ايدينا وفى احيان كثيرة تنبع من أعماقنا ان اسرار عالم الاقتصاد لاتنتهى و لا تنضب دائما متجددة تتلألئ دائما الثروة كانت مرادف القوة والنصر هو نتيجة القوة حتى القانون يكون فى صف القوه.
كثيرا ما نسأل أنفسنا لماذا قاد أجدادنا العالم فى عصرهم الذهبى كيف بدأ هذا العصر ولم انتهى– لماذا ظهرت الامبراطورية البريطانية ولما افلت شمسها ماهى لعبة الجغرافيا السياسية فى العالم التى تحدد مراكز العالم واطرافه – لما يتنبأ الخبراء اليوم بقرب زوال العصر الامريكى
أجابات تساؤلتنا واحدة هى القدرة على الابتكار القدرة على اقتناص فرص الثروات و الديناميكية فى طريقة أنتاج هذه الثروه
بداية ماهو الابتكار وما الفرق بين الابتكار والاختراع و هل كل مبتكر مخترع ؟
الاختراع : هو عملية توليد منتج جديد او فكرة جديدة الى أرض الواقع
الابتكار: هو العمل على ايجاد طريقة جديدة لرفع وزيادة العائد الاقتصادى
بمعنى أن الاختراع ليس شرط أن يولد ربح لصاحبة لكون الفكرة ممكن ان تكون غير مجدية اقتصاديا ولكن الابتكار هو ابداع الجديد من الافكار للأستفادة من المخترعات و الوصول الى توليد عائد أقتصادى منها
و بنظرة سريعة على مؤشر الابتكار العالمى لسنة 2011 (وهو مؤشر يطلق من أتحاد منظمات عالمية– والمؤشر يقيس درجة تطور المنظومة الاقتصادية فى 125دولة حولى العالم)
نجد الأتى أن ترتيب اول عشر دول هو (سويسرا- السويد- سنغافورة – هونج كونج المقاطعة الصينية- فنلندا – الدنمارك –الولايات المتحدة – كندا – هولندا- بريطانيا) اسرائيل ترتيبها رقم 14 – ثم تظهر أول الدول العربية قطر 26 و الامارات34 الاردن 41 و الكويت52 و السعودية 54 و مصر 87
و بنظرة سريعة نجد تأثير التطور فى الابتكار على كيانات الدول و معدل دخل الفرد و نجد ان الدول العربية حتى المتقدمة فى الترتيب قطر و الامارات لم تصل بعد الى المأمول من ما يعرف بالتقدم المستمر وهو وقود عنصر القوة المحقق من الابتكار المتوازن لنمو اقتصادى مرتبط بوجود أستقرار سياسى ومناخ اجتماعى منسجم ( و عند الوصول الى الذروه يكون مصحوب بقوه عسكرية مهيمنه (امريكا القرن الماضى وبدايات هذا القرن) مع الاخذ فى الاعتبار ان دول مثل سويسرا والسويد وسنغافورة تعتمد على حيادها اتجاه القوه المهيمن لمواصلة النمو بدون عوائق
ان السبب الحقيقى لهيمنة الامبراطورية الاسلامية فى عصرها الذهبى والذى نبع من رسالة الاسلام وهى تجديد ما الف عليه العرب وأبتكار طرق جديدة فى الادارة و تنظيم المجتمع بل واقتناص الابتكارات المتاحة فى ذلك العصر وتطويرها و الاستفادة منها مثل حفر الخندق حول المدينة فى غزوة الاحزاب بذلك الابتكار الفارسى الذى لم يكن يألفه العرب فى وقتها يبدأ الابتكار بالسعى نحو هدف محدد ( فى نموذج الدولة الاسلامية العصر الذهبى كان نشر الدعوة الاسلامية) ثم ابتكار طرق التنظيم مثلا فى عصر المسلمين الذهبى أبتكر المسلمون العدسات للتصحيح الابصار و تطوير البارود الصينى للوصول الى ما يشبه الصاروخ اليوم وصنعوا بندول الساعة واكتشفوا المعادلات الرياضية وكثير من الامور التى سوف نتحدث عنها فى المقال القادم ان شاء الله( اسهامات العرب والمسلمين فى تطوير العالم )
و اذا نظرنا الى بريطانيا فى وقت بزوغ شمسها سوف نجد ان اسهامات ابتكار المصنع والتى أدخلت العالم عصر التصنيع المنظم ظهرت بالتوازى مع ظهور همينتها العسكرية وكذلك انتشار اراء مفكريها و سيطرة مدرستها الاقتصادية على سبيل المثال ( أدم سميث- جون أستيورت ميل- ثم كينز)
ثم امريكا والتى أنعم عليهاو وادى السليكون و القنبلة الذرية وريادة الفضاء بما هى فيه الان و اصبحث الثقافه الأمريكية هى المرادف للحداثة و العالمية فى الافكار و هيمنة مدرستها الاقتصادية على العالم أكثر من 70 عام من الزمن هى عمر مدرسة شيكاغو الاقتصادية – ومن الجدير بالذكر ان امريكا عندما سبقها الاتحاد السوفيتى السابق الى ريادة الفضاء اسرعت الى تعديل منظومتها التعليمة لتزويد القدرة على الابتكار وتلحق بالركب بل ان جل العقول التى تبتكر للامريكا اليوم ليسو امريكى الاصل
ونحن نملك الاراضى الشاسعه والعقول والسواعد الجيدة القادرة على التعلم والعمل و الثروات الطبيعية و يبقى لنا ارادة لصنع ادارة تبتكر لنا طريق الأمل لنبتكر ما يصلح أحوال مؤسساتنا وما نقضى به على البطالة لدينا وما نصل به الى قوة الردع التى تجبر عدونا على أحترامنا ورد حقوقنا.
الباحث الاقتصادى”أحمد الامام”
أوراق للدراسات والاستشارات الاقتصادية
نشرت فى 25 مايو 2014
بواسطة awraqconcult
عدد زيارات الموقع
11,197