العلاج بالخلايا الجذعية أحدى الأساليب التي ظهرت مؤخرا لتعطى أمالا كبيرة في علاج مختلف الأمراض وبعضنا أو معظمنا بل الغالبية العظمى منا يجهل الكثير عن العلاج بالخلايا الجذعية . فى البداية نلاحظ أن الأبحاث التي أنجزت في مجال العلاج بالخلايا الجذعية اعتمدت على خاصية أن الجسم البشري في بدايات تكوينه الأولي يقوم بتصنيع نوعين من الخلايا. النوع الأول منها هو المسئول عن تكوين أعضاء بعينها للجسم مثل الدماغ، القلب، الكبد. و النوع الثاني من الخلايا هو النوع القادر على تكوين كل أعضاء الجسم بغض النظر عن نوع العضو. و هذا النوع الثاني من الخلايا هو الذي يطلق عليها أسم الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ.
و تمتلك هذه الخلايا القدرة على تكوين خلايا مختلفة، لتكون فيما بعد أنسجة و أعضاء مختلفة، و لذلك تسمى هذه الخلايا بالخلايا متعددة القدرات مما يعني بأن هذه الخلايا تمتلك القدرة على تكوين أكثر من 200 نوع من الخلايا المختلفة التخصصات.
ومن الملاحظ انه عندما بدأت الأبحاث المرتبطة بالخلايا الجذعية ، كان مصدرها هو الأجنة في بداية مراحل تكونها ، أو الأجنة المجهضة وأنسجتها فلقد تمكن العلماء من الحصول على الخلايا الجذعية من جنين بشرى في بداية تخلقه المبكرة ، وكان ذلك في عام 1998 بواسطة العالمين جيمس تومسون و جون غيرهارد. و بعد أن تمت عملية فصل هذه الخلايا الفريدة من نوعها أجريت الكثير من الدراسات و الأبحاث التي أكدت قدرة الخلايا الجذعية على تكوين كل خلايا الجسم المتخصصة. ولقد فتحت هذه الأبحاث أبوابا واسعة  في إمكانية العلاج لمجموعة كبيرة من الأمراض .ثم تطورت الأبحاث من الخلايا الجذعية التي يتم الحصول عليها من خلال الأجنة إلى الخلايا الجذعية البالغة و هي عبارة عن خلايا غير متخصصة ، و تبين أن لها القدرة على التواجد في أنسجة متخصصة عند البالغين ، و يمكن لهذه الخلايا غير المتخصصة أن تصير متخصصة بالنسبة للنسيج الخلوي الذي يعتبر مصدرها الأصلي ، أضف إلى ذلك أن لها القدرة على إعادة تجديد نفسها في داخل الجسم.

و في العقود المنصرمة أكتشف الباحثون وجود الخلايا الجذعية البالغة في أنسجة لم يكن يتوقع وجودها فيها ، و مثال لذلك أنسجة الدماغ.
ومما يجدر ذكره أن هذه الخلايا توجد بكميات قليلة جدا لدى كبار السن ، و لذلك كان من الصعوبة بمكان عزل كميات كبيرة منها ، وبالتالي تقل فرص الحصول منها فيما بعد على الأنواع المختلفة لخلايا الجسم.
لقد قطعت أبحاث الخلايا الجذعية شوطا بعيدا من التقدم نحو علاج الكثير من الأمراض المزمنة على الرغم من أن عملية الحصول على الخلايا الجذعية و فصلها ، وتنقيتها من المواد العالقة بها ، عملية فى غاية الصعوبة ، حيث إستغرق التوصل لأسلوب الحصول على الخلايا الجذعية البشرية حوالي العشرين عاما كاملة.
و من ناحية أخرى إصطدمت عملية الحصول على هذه الخلايا من الأجنة في بداية تخلقها، أو من الأجنة المجهضة على الكثير من الجدل مع المنظمات الحقوقية و الدينية و الإنسانية ، لأنها تعارض فكرة الحصول على هذه الخلايا من الأجنة بشكل قاطع ، و لذلك تتجه معظم الأبحاث الآن إلى الحصول على الخلايا الجذعية من خلايا الشخص المريض نفسه ، أو من الشخص السليم ، و الإحتفاظ بها لحين الضرورة , و تعتبر هذه الطريقة هي المثلى لأنها تساعد بشكل كبير في حل مشكلة الإنتظار الطويل للحصول على الأعضاء بالنسبة إلى المرضى الذين يحتاجون اليها , أضف إلى ذلك تساعد هذه الطريقة في حل مشكلة رفض الجسم للأعضاء المنقولة اليه من شخص آخر .

و قد تم التأكد من صحة هذه الطريقة معمليا، حيث أعلنت احدى الشركات الرائدة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية عن تمكنها من الحصول على كلية كاملة النمو و القدرة الوظيفية من خلية جذعية واحدة و قد أجريت هذه التجربة العملية على بقرة بإستخدام الهندسة الوراثية بطرق مخبرية معقدة لم تكشف عن كل أبعادها و تفاصيلها للعامة . و قد تم التأكد من قدرة هذه الكلية على العمل بصورة طبيعية بعد زراعتها .
وتتم عملية العلاج بالخلايا الجذعية على عدة مراحل حيث ينتزع ألاطباء العظم النخاعي من عظمة الورك. ثم يتم انتزاع حوالي 150 إلي 200  ملي من عظمة الورك باستعمال إبرة رقيقة. يحدد بعدها موعد للقيام بالعلاج بالخلايا الجذعية. ثم تحلل الخلايا الجذعية المجمعة من العظم النخاعي لتحديد نوعية و كمية هذه الخلايا فى المختبر. ثم تعزل الخلايا الجذعية، وتعد الخلايا الجذعية بعد تنظيفها و تفحص حيوية الخلايا. إذا كان هنالك كمية كافية من الخلايا الحيوية يتم الموافقة على إجراء العملية على المريض ,وفى المراحل التالية تزرع الخلايا الجذعية بطرق مختلفة اعتمادا على عمر وحالة المريض

وهناك أربع طرق مختلفة لزراعة الخلايا الجذعية :

  1. الزراعة الوريدية
  2. الزراعة بالقسطرة
  3. الزراعة بالثقب القطن
  4. حقن مباشر عن طريق الجراحة

ومن الملاحظ انه في الوقت الحالي يتم استخدام الخلايا الجذعية و كل المواد البيولوجية المصنعة على أساسها في علاج الكثير من الأمراض المختلفة المنشأ و مثال لذلك الأمراض الالتهابية بالنسبة للجهاز العصبي المركزي ، مرض باركنسون، و الإعتلالات العضلية ، تصلب الشرايين الدماغي ، أمراض الجهاز الهضمي ، و المناعي , التناسلي , الغدد، , الكليتين ، و عقم الرجال ، و العجز الجنسي , و الكثير من الأمراض المستعصية. و قد تم الحصول على نتائج مشجعة كذلك بالنسبة لأمراض السكري ، و التهابات الكبد و التشمع الكبدي.
ومن المؤكد أن أبحاث الخلايا الجذعية ، تفتح الباب لإيجاد حلول جذرية بالنسبة لكثير من الأمراض المزمنة و الأمراض المستعصية ، و أمراض الشيخوخة بشكل خاص، و التي تقف أمامها الأساليب العلاجية التقليدية عاجزة تماما. و من ناحية أخرى تفتح كذلك الأبحاث الجينية المرتبطة بالخلايا الجذعية آفاق واسعة و لا حصر لها في مجال علاج الأمراض الفيروسية الثقيلة مثل مرض الإيدز ، و أمراض الجهاز المناعي ، و غيرها من الأمراض المزمنة و الفتاكة التى يصعب الشفاء منها بطرق العلاج التقليدية ولكن ماذا عن التوحد؟
يرى بعض المتخصصين فى العلاج بالخلايا الجذعية أن العلاج بالخلايا الجذعية هو أفضل وسيلة بل والوسيلة الوحيدة فى العالم لعلاج حالات التوحد وذلك قد يعطى أمل لآلاف الحالات للشفاء من هذا المرض. ولكن هل هذا حقيقى؟ هل يمكن لنا أن نثق بذلك ؟
وذلك بالرغم من أن هذا المرض غير معروف السبب ولا يوجد تحديد معين لطبيعة مسبب المرض وبالرغم أيضاء من انه لم يثبت علميا أن أي عقاقير أو أدوية لها تأثير أيحابى فى علاج هذا المرض والشيء المحير والذي يزيد الأمر تعقيدا أن هناك تشابه فى الأعراض بين التوحد وكثير من الأمراض العقلية والنفسية التي عجز العلاج بالخلايا الجذعية عن إيجاد علاج لها أو حتى التحدث عن إمكانية ذلك حتى من أكثر المتخصصين فى هذا النوع من العلاج مثل الفصام.
ولكن يرى بعض المتخصصين في هذا النوع من العلاج أن العلاج بالخلايا الجذعية له قدرة فائقة على علاج الأمراض وتجديد الخلايا بشكل منقطع النظير. وللخلايا الجذعية الجنينية صفة تبرر قيامها بعلاج الحالات بشكل لا يقوم بأدائه اى دواء أو علاج أخر من أي نوع. وهذه الصفة هي أن الخلايا الجذعية الجنينية مزودة بقدرة تشبه الرادار فى تحديد الجزء التالف من الجسم بل وأيضا تقوم بأصلاحة. ولذلك فأنها تقوم فور حقنها بالجسم والسريان مع الدم بالتعرف على الأجزاء المصابة أو التي تعانى من خلل، ثم تتواجد بشكل مكثف فى هذه الأماكن وتقوم بعلاج الخلل بشكل مستمر ومنقطع النظير. أي أن هذه الخلايا تشخص وتعالج المرض فى آن واحد.

الخلايا الجذعية والتوحد :
الشيء المذهل والذي يذكره المتخصصين المتحمسين لهذا النوع من العلاج فى هذا المجال أن الخلايا الجذعية الجنينية تقوم بإصلاح وعلاج أنواع الخلل الغير مكتشفة علميا والغير معروفة الأسباب مثل مرض التوحد.
والشيء المذهل أيضا أن هذه الخلايا تقوم بعلاج أنواع الخلل المختلفة سواء عقلية أو عضوية. وفى حالة لو أن مرض التوحد قد تم تشخيصه عن طريق الخطأ أو أن مرض أخر تم تشخيصه وهو أصلا توحد ، فأن الخلايا الجذعية الجنينية تقوم بعلاج هذه الحالات أى كان أسبابها.
ولكن نود أن ننوه أن اشد المتحمسين لهذا العلاج بالخلايا الجذعية يرى ان هذا النوع من العلاج ليس هو العلاج الذي يمكن من خلاله العلاج من التوحد بنسبة مئة فى المائة، ولكن الحقيقة أن هذا العلاج يؤدى الى تحسن المرض فى جميع الحالات ولكن بنسب تختلف من مريض لأخر.
فعلى سبيل المثال لو قامت الخلايا الجذعية بتحسين حالة الطفل الذي يعانى من التوحد قد يودى ذلك بالطفل إلى شعور أفضل بالبيئة المحيطة والاستجابة الأفضل للمؤثرات الخارجية وبشكل منتظم وزيادة قدرته على اكتساب مهارات التعلم والتواصل مع المجتمع الخارجي والتخلص من السلوكيات الفردية والعدوانية والغير طبيعية، وذلك قد يسهل ويساعد الأخصائيين الذين يعملون مع هذه الحالات بل أنها قد تؤدى إلى نتائج سريعة وأفضل بكثير لتحقيق نسبة شفاء متقدمة  فهل نثق في هذا النوع من العلاج في الحقيقة والى ألان لم اشاهد اى طفل قد تم علاجه بالخلايا الجذعية حتى استطيع أن احكم على هذا النوع من العلاج ولقد انتظرت طويلا حتى أجد هذا الطفل ولكنى لم يصادفني حتى ألان اى طفل ولكن لندع الأيام هي التى تحكم...



المصدر: www.tawahod.net
autistickids

د / هدى أمين عبد العزيز أحمد [email protected]

ساحة النقاش

د/ هدى أمين عبد العزيزأحمد

autistickids
موقع يهتم بكل ما يتعلق بحالات التوحد والإضطرابات السلوكية »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

531,100

اعلان عن دورة تدريبية مجانية

يعلن مركز معوقات الطفولة عن عقد دورة تدريبية مجانية  لمدة يوم واحد لأمهات المراهقين المصابين باضطراب التوحد للتدريب على كيفية التعامل مع المراهق المصاب بالتوحد في هذه المرحلة الحرجة من العمر وكيفية التغلب على المشكلات السلوكية والجنسية والانفعالية والمهنية المصاحبة  . وسيقدم هذه الدورة نخبة من المتخصصين العاملين بالمركز لتغطية كافة الجوانب الطبية والنفسية والسلوكية والارشادية وذلك كجزء من رسالة المركز في تقديم الارشاد والتوجيه والتدريب لذوي الاعاقة وأسرهم .للمزيد من المعلومات وتسجيل الاسماء يرجى الاتصال د/ هدى أمين   ت/ 01009900114سيتم الاعلان عن موعد الدورة فور اكتمال العدد